رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
الأزمة السياسية في البرازيل:
«جاير بولسونارو يسعى إلى تكريس توتر دائم»...!
- يبدو «استعراض القوة» من قبل بولسونارو وكأنه هروب إلى الأمام
- التعبئة التي أثارها الرئيس البرازيلي ضد التحقيقات التي يخضع لها تميل إلى جعله أكثر راديكالية
- سيظل الوضع متوترا من الآن وحتى الانتخابات وبين الانتخابات وتنصيب الرئيس الجديد
المواجهة مستمرة بين جاير بولسونارو وأعلى المؤسسات البرازيلية. تحت تهديد عدة تحقيقات من قبل المحكمة العليا، لا سيما لنشر معلومات كاذبة، ردّ الرئيس “وجزء من حاشيته” هذا الأسبوع باستعراض جديد للقوة. حيث نظم عشرات الآلاف من أنصار الزعيم اليميني المتطرف، مسيرة في شوارع برازيليا وساو باولو بمناسبة يوم الاستقلال الوطني الثلاثاء. وكانت الخطوة باعتراف جايير بولسونارو “إنذارًا” حقيقيًا ضد القضاة الذين يلاحقونه، هو الذي يلتفت أكثر من أي وقت مضى نحو الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أكتوبر 2022. تحليل مع غاسبار استرادا، مدير المرصد السياسي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (أوبالك).
* كيف نفسر ما حدث هذا الأسبوع في البرازيل؟
- لم يغير جاير بولسونارو استراتيجيته منذ الحملة الرئاسية لعام 2018. إنه يبحث عن توتر دائم يؤدي تدريجياً إلى تآكل المؤسسات البرازيلية. لذا فهو يضاعف التجاوزات بطريقة واضحة ويتبنّاها. وأحداث 7 سبتمبر، تتناسب تمامًا مع هذا الإطار.
لطالما كان لدى بولسونارو هذه الروح المعادية للديمقراطية، منذ بداية حياته السياسية في التسعينات. في ذلك الوقت، كان يُظهر قيمه الانقلابية، ويتحسّر لأن الديكتاتورية العسكرية لم تقتل المزيد من الناس.
بعد ذلك، يبدو “استعراض القوة هذا” وكأنه هروب الى الامام. ان حالة الضعف الحالية التي هو عليها -نسبة شعبيته في الرأي العام عند أدنى مستوياتها منذ توليه المنصب -ستساعد في عزلته، وأيضًا، وهذا أكثر إثارة للقلق، تجعله أكثر راديكالية. ويمكن تخيّل أن يطلب من الجيش المزيد من الدعم حتى الانتخابات الرئاسية لعام 2022. إنها ديناميكية شريرة حيث ليس للبرازيل ما تكسبه، وخصوصا الكثير لتخسره.
* في هذا السياق، هل هناك خطر حدوث انقلاب؟ ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش، وهو حاضر جدًا داخل الحكومة البرازيلية؟
- من الصعب تقييم هذا. نعم، أكثر من ثلث الوزراء عسكريون، 6000 منهم يشغلون مناصب في الوظيفة العمومية. في الواقع، أصبح الجيش مسيسًا. لكن في النهاية، لدينا القليل من المعلومات حول الرأي السائد داخل الثكنات. ومع ذلك، يعرف الجيش أن غالبية البرازيليين ينظرون إلى هذا الوجود القوي في الحكومة بعين ناقدة، وأنه إذا عاد لولا الرئيس السابق الاوفر حظا في استطلاعات الرأي، ملاحظة المحرر إلى الرئاسة، فلن يكون للجيش المكانة التي يحتلها اليوم.
*أعطت المحكمة العليا الانطباع بأنها تريد الدفاع عن نفسها. “لن يغلق أحد هذه المحكمة! سنبقيها قائمة، بعرق ومثابرة وشجاعة”، أعلن رئيسها لويس فو بحزم في أعقاب المظاهرات.
- كان هناك هذا الإعلان فعلا، واتخذت المحكمة العليا أيضًا إجراءات ضد بعض منظمي هذه التعبئة. لكن موقفها لا يزال غامضا. لقد كانت متساهلة إلى حد ما في بعض الأحيان في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، في إضفاء الشرعية على الانقلاب العسكري عام 1964، الذي اعتبره البعض “حركة”. ويعتقد أحد قضاة المحكمة العليا “الرئيس السابق دياس توفولي، “الذي لا يزال يجلس هناك، أنه” من الممكن النظر في الأمر على هذا النحو، دون اتهامه بالتحريفية. وفي أي بلد آخر، فإن هذا النوع من الكلام يعاقب عليه القانون. وهذا يدل بوضوح على حالة تدهور النظام. في البرازيل، تساهم المحكمة العليا أيضًا في إضعاف الديمقراطية عندما تقوض التاريخ.
*نجد تقليدًا ومحاكاة ما لدونالد ترامب، بخصوص الجدل حول التصويت الإلكتروني، ومحاربة الشبكات الاجتماعية، والحرب المؤسسية ... ماذا يوحي ذلك؟
- إنه ببساطة ينذر بوضع متوتر للغاية في البرازيل من الآن وحتى الانتخابات. وكذلك بين وقت الانتخابات وتنصيب الرئيس الجديد. علينا أن نتابع بدقة ما يحدث في البرازيل. انه يتبنى تقليد ترامب، وربما سيدعمه الرئيس الأمريكي، وبولسونارو يبحث عن ذلك في كل الاحوال. هل ستكون هذه الاستراتيجية رابحة؟ أعتقد أنه يخسر الدعم داخل الجمهور والمؤسسات، وأنه سيعمل على زيادة راديكالية مواقفه، لذلك أرى مستقبل البرازيل بقلق.
*ما هي نقاط القوة التي لا يزال بولسونارو يملكها لاستعادة السيطرة؟ مع وباء كوفيد-19، الذي تعرضت إدارته لانتقادات شديدة بسببه، وانتهاء عملية مكافحة الفساد “لافا جاتو”، التي ساهمت في انتخابه، نشعر أنه لم يعد في حوزته عديد الأوراق ليلعبها.
- أود أن أضيف إلى ذلك ارتفاع التضخم. المؤشرات الاقتصادية سيئة للغاية، وكل الأضواء حمراء. لا شيء يقول إنها ستتغيّرن من الآن الى انتخابات العام المقبل.
وحتى الهجمات على خصمه الرئيسي لولا يفترض ألا تؤتي ثمارها.
فلهذا الأخير رأس مال تعاطف أعلى بكثير في الوقت الحالي. وإذا تم إجراء الانتخابات اليوم، فمن المحتمل أن يتم انتخاب لولا في الجولة الأولى.
-------------------------
- التعبئة التي أثارها الرئيس البرازيلي ضد التحقيقات التي يخضع لها تميل إلى جعله أكثر راديكالية
- سيظل الوضع متوترا من الآن وحتى الانتخابات وبين الانتخابات وتنصيب الرئيس الجديد
المواجهة مستمرة بين جاير بولسونارو وأعلى المؤسسات البرازيلية. تحت تهديد عدة تحقيقات من قبل المحكمة العليا، لا سيما لنشر معلومات كاذبة، ردّ الرئيس “وجزء من حاشيته” هذا الأسبوع باستعراض جديد للقوة. حيث نظم عشرات الآلاف من أنصار الزعيم اليميني المتطرف، مسيرة في شوارع برازيليا وساو باولو بمناسبة يوم الاستقلال الوطني الثلاثاء. وكانت الخطوة باعتراف جايير بولسونارو “إنذارًا” حقيقيًا ضد القضاة الذين يلاحقونه، هو الذي يلتفت أكثر من أي وقت مضى نحو الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أكتوبر 2022. تحليل مع غاسبار استرادا، مدير المرصد السياسي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (أوبالك).
* كيف نفسر ما حدث هذا الأسبوع في البرازيل؟
- لم يغير جاير بولسونارو استراتيجيته منذ الحملة الرئاسية لعام 2018. إنه يبحث عن توتر دائم يؤدي تدريجياً إلى تآكل المؤسسات البرازيلية. لذا فهو يضاعف التجاوزات بطريقة واضحة ويتبنّاها. وأحداث 7 سبتمبر، تتناسب تمامًا مع هذا الإطار.
لطالما كان لدى بولسونارو هذه الروح المعادية للديمقراطية، منذ بداية حياته السياسية في التسعينات. في ذلك الوقت، كان يُظهر قيمه الانقلابية، ويتحسّر لأن الديكتاتورية العسكرية لم تقتل المزيد من الناس.
بعد ذلك، يبدو “استعراض القوة هذا” وكأنه هروب الى الامام. ان حالة الضعف الحالية التي هو عليها -نسبة شعبيته في الرأي العام عند أدنى مستوياتها منذ توليه المنصب -ستساعد في عزلته، وأيضًا، وهذا أكثر إثارة للقلق، تجعله أكثر راديكالية. ويمكن تخيّل أن يطلب من الجيش المزيد من الدعم حتى الانتخابات الرئاسية لعام 2022. إنها ديناميكية شريرة حيث ليس للبرازيل ما تكسبه، وخصوصا الكثير لتخسره.
* في هذا السياق، هل هناك خطر حدوث انقلاب؟ ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الجيش، وهو حاضر جدًا داخل الحكومة البرازيلية؟
- من الصعب تقييم هذا. نعم، أكثر من ثلث الوزراء عسكريون، 6000 منهم يشغلون مناصب في الوظيفة العمومية. في الواقع، أصبح الجيش مسيسًا. لكن في النهاية، لدينا القليل من المعلومات حول الرأي السائد داخل الثكنات. ومع ذلك، يعرف الجيش أن غالبية البرازيليين ينظرون إلى هذا الوجود القوي في الحكومة بعين ناقدة، وأنه إذا عاد لولا الرئيس السابق الاوفر حظا في استطلاعات الرأي، ملاحظة المحرر إلى الرئاسة، فلن يكون للجيش المكانة التي يحتلها اليوم.
*أعطت المحكمة العليا الانطباع بأنها تريد الدفاع عن نفسها. “لن يغلق أحد هذه المحكمة! سنبقيها قائمة، بعرق ومثابرة وشجاعة”، أعلن رئيسها لويس فو بحزم في أعقاب المظاهرات.
- كان هناك هذا الإعلان فعلا، واتخذت المحكمة العليا أيضًا إجراءات ضد بعض منظمي هذه التعبئة. لكن موقفها لا يزال غامضا. لقد كانت متساهلة إلى حد ما في بعض الأحيان في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، في إضفاء الشرعية على الانقلاب العسكري عام 1964، الذي اعتبره البعض “حركة”. ويعتقد أحد قضاة المحكمة العليا “الرئيس السابق دياس توفولي، “الذي لا يزال يجلس هناك، أنه” من الممكن النظر في الأمر على هذا النحو، دون اتهامه بالتحريفية. وفي أي بلد آخر، فإن هذا النوع من الكلام يعاقب عليه القانون. وهذا يدل بوضوح على حالة تدهور النظام. في البرازيل، تساهم المحكمة العليا أيضًا في إضعاف الديمقراطية عندما تقوض التاريخ.
*نجد تقليدًا ومحاكاة ما لدونالد ترامب، بخصوص الجدل حول التصويت الإلكتروني، ومحاربة الشبكات الاجتماعية، والحرب المؤسسية ... ماذا يوحي ذلك؟
- إنه ببساطة ينذر بوضع متوتر للغاية في البرازيل من الآن وحتى الانتخابات. وكذلك بين وقت الانتخابات وتنصيب الرئيس الجديد. علينا أن نتابع بدقة ما يحدث في البرازيل. انه يتبنى تقليد ترامب، وربما سيدعمه الرئيس الأمريكي، وبولسونارو يبحث عن ذلك في كل الاحوال. هل ستكون هذه الاستراتيجية رابحة؟ أعتقد أنه يخسر الدعم داخل الجمهور والمؤسسات، وأنه سيعمل على زيادة راديكالية مواقفه، لذلك أرى مستقبل البرازيل بقلق.
*ما هي نقاط القوة التي لا يزال بولسونارو يملكها لاستعادة السيطرة؟ مع وباء كوفيد-19، الذي تعرضت إدارته لانتقادات شديدة بسببه، وانتهاء عملية مكافحة الفساد “لافا جاتو”، التي ساهمت في انتخابه، نشعر أنه لم يعد في حوزته عديد الأوراق ليلعبها.
- أود أن أضيف إلى ذلك ارتفاع التضخم. المؤشرات الاقتصادية سيئة للغاية، وكل الأضواء حمراء. لا شيء يقول إنها ستتغيّرن من الآن الى انتخابات العام المقبل.
وحتى الهجمات على خصمه الرئيسي لولا يفترض ألا تؤتي ثمارها.
فلهذا الأخير رأس مال تعاطف أعلى بكثير في الوقت الحالي. وإذا تم إجراء الانتخابات اليوم، فمن المحتمل أن يتم انتخاب لولا في الجولة الأولى.
-------------------------