وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثامنة «سفينة خليفة الإنسانية» إلى ميناء العريش
«درع جوي» رخيص.. المسيرات الاعتراضية رهان أوكرانيا ضد روسيا
تراهن أوكرانيا بقوة على الطائرات المسيّرة الاعتراضية، التي تمثل «درعًا جويًّا» رخيص الثمن مقارنة بالأسلحة الهجومية الأخرى، في تحقيق تفوق كاسح في الحرب ضد روسيا.
وعندما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية الشهر الماضي إن كييف بحاجة إلى 6 مليارات دولار لتمويل إنتاج طائرات مسيّرة اعتراضية، ووضع هدفًا بإنتاج 1000 طائرة يوميًّا، كانت لديه أسبابه، كما تقول وكالة «رويترز» بنسختها الإنجليزية.
وذكرت الوكالة، في تقرير لها، أن «المسيّرات الأوكرانية أصبحت الآن تخوض قتالًا جويًّا ضد مثيلاتها الروسية، وهو أمر مفيد لأوكرانيا في ظل تناقص مخزونها من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية».
وأوضحت أن ذلك جاء «بعد أن أعادت المسيّرات الأوكرانية رسم طبيعة ساحة المعركة من خلال أداء مهام كانت مخصصة سابقًا للصواريخ بعيدة المدى، والمدفعية الميدانية، والاستخبارات البشرية».
وأشار التقرير إلى أن «منظمة خيرية أوكرانية، تورّد طائرات اعتراضية للجيش الأوكراني، كشفت أنه خلال الشهرين الماضيين، أسقطت أجهزتها نحو 1500 طائرة مسيّرة أرسلتها روسيا لاستطلاع ساحة المعركة أو لقصف المدن والبلدات الأوكرانية».
مخزون ثمين
وبحسب التقرير، «تساعد الصواريخ الاعتراضية على إنقاذ مخزون ثمين من الصواريخ، إذ إن المسيّرات الاعتراضية يمكنها أن تكون بديلًا اقتصاديًّا ووافرًا عن استخدام صواريخ الدفاع الجوي الغربية أو السوفيتية الصنع، والتي استُنفدت بسبب عجز الحلفاء، أو إحجامهم، عن تجديدها».
وتشير تقديرات فوج الدفاع الجوي رقم 1129 التابع للعقيد سيرهي نونكا، والذي بدأ في استخدام هذه الأسلحة قبل عام لضرب وتفجير طائرات دون طيار للعدو، إلى أن هذه الأسلحة قادرة على إسقاط طائرة استطلاع روسية بتكلفة أقل بنحو خُمس تكلفة القيام بذلك باستخدام صاروخ.
ونتيجة لذلك، انخفض العمق الذي تستطيع طائرات الاستطلاع المعادية الوصول إليه خلف الخطوط الأوكرانية بشكل حاد، حسب قول نونكا.
وتشير بعض التقديرات إلى أن سرعة الصواريخ الاعتراضية تزيد على 300 كيلومتر في الساعة (190 ميلًا في الساعة)، رغم أن الأرقام الدقيقة تخضع لحراسة مشددة.
وتستخدم وحدات أخرى صواريخ اعتراضية لضرب طائرات «شاهد» الانتحارية بعيدة المدى التي تطلقها روسيا على كييف ومدن أخرى، حيث تسقط في بعض الأحيان العشرات منها كل ليلة، وفقًا للرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وخلال السنوات الثلاث والنصف منذ اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا على نطاق واسع، تحولت الطائرات المسيّرة من أداة مساعدة إلى إحدى الوسائل الأساسية لشن الحرب بالنسبة لكلا الجانبين.
تحكم ميداني
ولتتمكن من مطاردتها وإسقاطها، يتعين على المسيرات الاعتراضية أن تكون أسرع وأقوى من تلك التي أحدثت ثورة بالفعل في الضربات الدقيقة بعيدة المدى والاستطلاع الجوي.
وكما هي الحال مع المسيّرات ذات الرؤية المباشرة، التي تهيمن الآن على ساحة المعركة، يتم التحكم في الطائرات الاعتراضية بواسطة طيار على الأرض، من خلال بث الفيديو من كاميرا مثبتة على متن المسيّرة.
ويقول الضابط أوليكسي بارسوك: «عندما بدأنا العمل باستخدام هذه الطائرات المسيرة، كان العدو يحلق على ارتفاع 800 أو ألف متر. أما الآن، فقد أصبح الارتفاع 3 أو 4 أو 5 آلاف متر، لكن مدى تكبير الكاميرا ليس بلا حدود».
توريد مستمر
وتزود جمعيات خيرية عسكرية القوات الأوكرانية بمعظم الطائرات المسيّرة الاعتراضية، حيث تقوم بتمويل الأسلحة والمعدات من خلال التبرعات التي يجمعها المدنيون.
وقال تاراس تيموشكو إن أكبر هذه الجمعيات والتي تُدعى «كوم باك ألايف» (العودة حياً)، توفّر حالياً طائرات اعتراضية لنحو 90 وحدة عسكرية.
وتقول الجمعية إنه منذ بدء المشروع قبل عام، تم إسقاط أكثر من 3000 طائرة مسيّرة، بواسطة المعدات التي قدمتها، كان ما يقرب من نصفها في الشهرين الماضيين.
ومع ذلك، فإن مثل هذه الصواريخ الاعتراضية لا تزال غير قادرة على مواجهة الصواريخ القادمة أو الطائرات المسيّرة الهجومية السريعة التي بدأت موسكو في نشرها مؤخراً.
وتشير الجمعية إلى أن قيمة الطائرات الروسية التي أسقطت بلغت 195 مليون دولار، وهو ما يزيد عن 12 ضعفاً عن تكلفة الطائرات المسيّرة والمعدات التي تم تسليمها في إطار المشروع.
وقال سام بينديت، الزميل المساعد في «مركز الأمن الأمريكي الجديد»، إن «القوات الروسية كانت تشكو من فعالية المسيّرات الاعتراضية الأوكرانية الكبيرة، لكنها كانت تعمل أيضاً على تطوير طائراتها الاعتراضية الخاصة».
وأضاف: «بدأنا نشهد المزيد والمزيد من مقاطع الفيديو لأنواع مختلفة من عمليات الاعتراض من كلا الجانبين... أعتقد أن هذا سيتسارع وسيصبح أكثر انتشارًا في الأسابيع المقبلة».