رغم الإعصار وتشكيل الحكومة:

«ذيل الحصان» والخروج عن السرب، يشغلان اليابان...!

«ذيل الحصان» والخروج عن السرب، يشغلان اليابان...!

-- زواج الأميرة الوديعة من أحد العامّة يقلب الأرخبيل رأساً على عقب

بعد أربع سنوات من الدراما الوطنية، ستتزوج ماكو، ابنة أخ الإمبراطور ناروهيتو، في 26 أكتوبر من صديقها كي كومورو، وهو نجل موظفين اثنين أصبح محاميا. وبعد أن تعرضت لمضايقات وسائل الإعلام والنخبة المحافظة، التي كانت تأمل في إجهاض هذا الزواج، سيرحل الزوجان للعيش في الولايات المتحدة.

   يبدو انه لا قيمةّ للإعصار الذي ضرب الساحل الشرقي للأرخبيل في الساعات الأخيرة، أو للمفاوضات التي تسبق تشكيل حكومة محافظة جديدة، الاثنين المقبل، فوسائل الإعلام اليابانية مهووسة، بالإعلان عن الزواج الوشيك لأميرتها الوديعة ماكو وخطيبها كي كومورو، وهو من العامّة، صاحب شعر طويل، ويقترح اصطحابها للعيش في الولايات المتحدة.

 مناظرات حية على التلفاز، عناوين في الصفحات الأولى لجرائد ما بعد الظهر، تويتر في حالـــة جنـون... البلد كله له رأي.
  وقد كشفت وكالة كونيتشو المحافظة جدا، وهي وكالة القصر الإمبراطوري، وإدارة تضم ما يقرب من ألف موظف مسخّر لإدارة العائلة الإمبراطورية، أن الزواج، الذي طرح ورفض منذ أكثر من أربع سنوات، سيُحتفل به أخيرًا في يوم السادس والعشرين من اكتوبر. وأشارت المؤسسة التي يرأسها كبير السينيشال، إلى أنها ستتخلى عن طقوس الأجداد التي تصاحب عادة هذه الزيجات الإمبراطورية.

غياب الاحتفالات الكبرى
   وهكـذا ســـــيتخطى الزوجان حفل الخطوبة الطويل الذي يسمى “نوســاي نوجي”، كما أنهما لن يتبعا “تشوكين نو جي”، مراسم إبلاغهما الإمبراطور والإمبراطـورة رسميًا باتحادهما. لقد أصبحا الآن حرجا كبيرا بالنسبة للقصر الذي يضم أقدم سلالة في العالم حيث تُعيد الأسطورة النسب الإمبراطوري إلى 2600 قبل الميلاد.

   طيلة سنوات، عاشت الوكالة، وجزء من النخب السياسية في البلاد، على أمل التّمكّن من إفشال هذه الزيجة، لكن العاشقين تمسكا. تبلغ اليوم 29 عاما، التقت ماكو، الابنة الكبرى للأمير فوميهيتو -شقيق الإمبراطور ناروهيتو -وكي، ابن موظفين اثنين من يوكوهاما، أثناء الدراسة في الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو.

   في سبتمبر 2017، بعد عدة سنوات من العلاقة السرية، أعلنا عن ارتباطهما لرأي عام مساند في البداية للشاب.
ثم تم تحديد موعد حفل الزفاف لعام 2018، وكان الجميع يستعد لقبول رحيل ماكو من البيت الإمبراطوري.
  يُسمح فقط للأعضاء الذكور من السلالة بالزواج من خارج العائلة الإمبراطورية الكبرى، وستفقد تلقائيًا لقبها كأميرة وتصبح من عامّة الناس.

نهاية الحكاية الخرافية
   بدأت هذه القصة الساحرة الجميلة في الانحراف بعد بضعة أشهر عندما كشفت صحف التبلويد في جميع أنحاء البلاد، عن نزاع مالي قديم بين والدة كي وصديقها السابق الذي يتهمها بأنها لم تُعِد له أكثر من أربعة ملايين ين (32 ألف يورو)، استدانتهم منه لتمويل دراسة ابنها.
   ورغم تفسيرات كي كومورو، اكتسبت القضية تدريجيًا أهمية وطنية، وانقلب الرأي العام ضد زوج ماكو المستقبلي، بتأثير من الصحف الشعبية المبتهجة بمسك علاقة غرامية مماثلة للملحمة التي تدور حول الأمير هاري وشريكته ميغان ماركل.

  اتُهم المواطن العادي فجأة بالرغبة في الاستفادة من ثروة البيت الإمبراطوري. تتحصّل كل أميرة تتخلى عن لقبها على مبلغ 150 مليون ين (1.2 مليون يورو) لبدء حياتها المدنية بعيدًا عن القصر.
   وبعد العديد من التقلبات والمنعطفات، غادر الشاب اليابان في أغسطس 2018 لإنهاء دراسته للقانون في الولايات المتحدة، بينما كانت خطيبته تحاول ان تُنسى في متحف جامعة طوكيو حيث تشغل منصب باحثة.

تحرّش
   بعد حصوله مؤخرا على وظيفة في مكتب محاماة في نيويورك، عاد إلى طوكيو هذا الأسبوع ليلتقي حبيبته. واكتشف الصحفيون، البالغ عددهم 170 وكاميراتهم التي تنتظره في المطار، بذهول أنه أطال شعره حتى أنه صفّفه على شاكلة ذيل حصان.
   سابقة أولى في المجتمع الياباني الراقي حيث يجب الامتثال، مدى الحياة، لقواعد صارمة للغاية تخص الملابس والشعر، بعيدا عن أي شكل لافت أو أدنى لون ساطع.

وخصصت العديد من المنشورات صفحات كاملة هذا الأسبوع لـ “ ذيل الحصان غيت” هذه، أو “فضيحة ذيل الحصان”. وتهاطلت الإهانات ضد “الرجل الفظ” على الشبكات الاجتماعية.
   بعد الزفاف في 26 أكتوبر ومؤتمر صحفي قصير، سيعود العاشقان إلى الولايات المتحدة لفترة طويلة. وأعلنت ماكو أنها سترفض
 مبلغ 150 مليونًا المنصوص عليها في لوائح القصر، وأن الزوجــــين ســـــيوفـــــــران نفقاتهمـــا.
   وكشــــفت الوكالــــــة الإمبراطورية أول أول أمس الجمعة أن الشابة تعاني من “شكل معقد من اضطراب ما بعد الصدمة” المرتبط بالتحرش الذي تعرضت له في السنوات الأخيرة.