«صفقات لي الذراع».. ريال مدريد وبرشلونة يرعبان أندية العالم
لطالما شكل قطبا الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، قوة مهيمنة في عالم كرة القدم، ليس فقط على صعيد الأداء والألقاب، بل أيضاً في سوق الانتقالات.
يتمتع الناديان الكتالوني والمدريدي بجاذبية فريدة وقوة مالية هائلة، حتى في أحلك فتراتهما، مما يجعلهما قادرين على حسم صفقات كبرى بطرق قد تُعتبر "لي ذراع" للأندية الأخرى.
هذه القدرة على جذب أفضل اللاعبين في العالم، غالباً بشروطهما الخاصة، تثير الرعب في قلوب المنافسين وتؤكد على مكانتهما الاستثنائية في خريطة كرة القدم العالمية.
برشلونة: سياسة "لا تفاوض" و"الأمر محسوم"
شهدت السنوات الأخيرة أمثلة عديدة تؤكد على هذه الاستراتيجية، فبرشلونة، ورغم أزمته الاقتصادية المعلنة، لا يتردد في إظهار قوته في سوق الانتقالات.
خير مثال على ذلك ما حدث مؤخراً مع خوان غارسيا، حارس مرمى إسبانيول، حيث لم يتوان النادي الكتالوني عن كسر الشرط الجزائي لضمه دون الدخول في مفاوضات مطولة مع ناديه.
ويبدو أن السيناريو ذاته يتكرر مع الجناح الموهوب نيكو ويليامز، لاعب أتلتيك بلباو، حيث تشير التقارير إلى استعداد برشلونة لدفع قيمة الشرط الجزائي في عقده، مُتبعاً بذلك سياسة "لا تفاوض" و"الأمر محسوم".
انتقادات للأسلوب العلني والاستباقي
ما يزيد من حدة الانتقادات الموجهة لبرشلونة هو التصريح العلني من مسؤوليه، سواء الرئيس خوان لابورتا أو المدير الرياضي ديكو، عن اهتمامهم بلاعبين محددين قبل حسم الصفقات.
هذا الأسلوب يُنظر إليه على أنه نوع من "جر الشكل" واستعداء غير ضروري للأندية التي يمتلك هؤلاء اللاعبون عقوداً معها، صحيح أن العناصر التي يسعى برشلونة لضمها قد تكون ضرورية لتدعيم صفوف الفريق في المستقبل، لكن الكثيرين يرون أن ضمهم كان يمكن أن يتم بسبل دبلوماسية أكثر احتراماً للأطراف الأخرى.
ولا يغيب عن الأذهان أيضاً واقعة ضم المهاجم الدنماركي مارتن برايثوايت من ليغانيس في منتصف الموسم قبل بضع سنوات، وذلك عبر دفع قيمة الشرط الجزائي في توقيت حرج لفريقه الذي كان يعاني في صراع البقاء.
ريال مدريد: هيمنة أوروبية بـ"صفقات مجانية"
على الجانب الآخر من الصراع الكلاسيكي، يتبع ريال مدريد سياسة مماثلة، ولكن على نطاق أوروبي أوسع. صفقة القرن بانضمام كيليان مبابي إلى النادي الملكي في صفقة انتقال حر تعتبر مثالاً صارخاً على قدرة الميرنغي على تحقيق ما يريد.
لسنوات طويلة، كان النادي المدريدي يغازل النجم الفرنسي علانية، مُظهراً رغبته الجامحة في ضمه، وهو ما أثر في قرار اللاعب بعدم تمديد عقده مع باريس سان جيرمان والانتقال مجاناً.
تكرر الأمر مع ألكسندر أرنولد من ليفربول، ويبدو أنه سيتكرر مع كوناتي أيضًا، حتى المدير الفني لليفربول، آرني سلوت، ألمح في تصريحات له إلى أسلوب ريال مدريد في سوق الانتقالات، مشيراً إلى أن هناك نادياً كبيراً اعتاد على ضم لاعبين مجاناً.
وقبل سنوات، شهدنا سيناريوهات مشابهة مع لاعبين مثل إيدين هازارد وتيبو كورتوا، حيث كان معروفاً على نطاق واسع أنهما سينضمان إلى ريال مدريد بمجرد انتهاء عقديهما أو في صفقة انتقال بسعر أقل بكثير من قيمتهما السوقية، مما دفع تشيلسي في النهاية إلى الموافقة على رحيلهما لتجنب خسارتهما مجاناً.
أسباب القوة المهيمنة وتأثيرها على الأندية الأخرى
تعكس هذه "الصراعات على النفوذ" في سوق الانتقالات قوة العلامة التجارية والجاذبية التاريخية لريال مدريد وبرشلونة، حتى عندما يكون الفريقان في مرحلة إعادة بناء أو يعانيان من بعض التراجع في الأداء، فإن مجرد ارتداء قميصهما يظل حلماً يراود العديد من اللاعبين.
هذه الرغبة الجامحة في اللعب لهذين العملاقين تمنحهما ورقة ضغط قوية في المفاوضات، وتجعلهما قادرين على إجبار الأندية الأخرى على الرضوخ لشروطهما في كثير من الأحيان.