رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده
ضمت جميع مكونات سيناريو هوليوودي جيّد:
«فات ليونارد»، الفضيحة التي تهز البحرية الأمريكية
-- الملحمة المذهلة لليونارد جلين فرانسيس، سبب أكبر فضيحة فساد في تاريخ البحرية الأمريكية
-- قضية تجاهلها البنتاغون والكونغرس، وتطرح بعض المشاكل الدبلوماسية
جميع مكونات سيناريو هوليوودي جيد موجودة: سهرات ماجنة في موانئ ألف ليلة وليلة، وفساد ضباط رفيعي المستوى، وتجسس داخل البحرية الأمريكية، وأخيراً، هروب تبعه تيه وملاحقة في فنزويلا، ومحاولة هروب إلى روسيا.
ليونارد جلين فرانسيس، رجل أعمال ماليزي، يبلغ من العمر 57 عامًا، أدار أكبر فضيحة فساد في تاريخ البحرية الأمريكية لسنوات. ولكن قبل إدانته من قبل العدالة، هرب من إقامته الجبرية في سان دييغو، في الولايات المتحدة، بعد قطع سواره الإلكتروني. تم اعتقاله للتو من قبل السلطات الفنزويلية بينما كان على وشك ركوب طائرة متوجهة إلى موسكو.
في الأوساط العسكرية، كان يلقب بـ “فات ليونارد”. على رأس شركة جلين ديفينس مارين آسيا، وهي شركة مقرها سنغافورة، كان هذا الماليزي، الذي يبلغ وزنه 160 كيلوغرامًا، مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية للسفن الحربية الأمريكية في آسيا: إمدادات المياه والوقود والغذاء والأمن.
وللتأكد من الفوز بالعقود، رشى “البدين ليونارد”، بين 2004 و2013، عدد مذهل من ضباط الأسطول السابع.
إنهم يزودونه بمسارات رحلات السفن، ومعلومات عن المنافسة، وأسرار الدفاع، ويعملون على تحويل مسار السفن الأمريكية الى الموانئ التي تسيطر عليها شركة جلين ديفينس مارين آسيا، التي تفرض تعريفات باهظة على الوقود وفواتير الخدمات. وهكذا قامت بالاحتيال على البحرية بأكثر من 35 مليون دولار.
في المقابل، فإن اللوجيستي يشكر أصدقاءه عينيّا. إنه يقدم لهم ليالٍ لا تُنسى مع بائعات هوى فاخرات، وعشاء في مطاعم أنيقة تاجها الكونياك بسعر 2000 دولار للزجاجة، وإجازات في هاواي، وتذاكر لحفل ليدي غاغا ...
عام 2007، في الفلبين، نظم حفلا في فندق مانيلا، الذي كان في السابق مقر إقامة الجنرال دوغلاس ماك آرثر في ثلاثينات القرن الماضي.
انحرفت الوليمة: وفقًا للائحة الاتهام، تم استخدام “الأشياء التاريخية” التي تخص ماك آرثر أثناء ممارسة الجنس... وبعد عام، خلال حفلة أخرى، استأجر فات ليونارد “باقة من البغايا” لضباط السفينة، الذين أفرغوا قبو الفندق من الشمبانيا. لا عجب أن الضباط -منهم قسيس كاثوليكي -يطلبون المزيد... ففي رسالة على فيسبوك، رد القائد خوسيه لويس سانشيز على فرانسيس، الذي أرسل له صورًا لشابات عاريات: “يم يم، أبي يحبها...».
قرر الفرار إلى روسيا...
لكن الفاتورات الضخمة لا تمرّ مرور الكرام. تم فتح ما لا يقل عن 27 تحقيقا عام 2006، ولكن دون جدوى.
ولسبب وجيه: وضع الماليزي جواسيس داخل قسم التحقيقات الجنائية في البحرية الأمريكية، جهاز الشرطة البحرية، يُخبرونه بسير التحقيقات.
في رسالة بريد إلكتروني، يتباهى “ليونارد البدين” بأنه لا يمكن المساس به: “لقد قرأت جميع التقارير، سأريك نسخة من الملف السري الخاص بي في قسم التحقيقات الجنائية في البحرية، هاهاها”.
وعلى الرغم من الشكوك، استمرت دعوته إلى حفلات الاستقبال التي تنظمها البحرية. في يونيو 2011 فاز بعقد جديد قيمته 200 مليون دولار.
أدرك المحققون أنه تسلل إلى قسم التحقيقات الجنائية في البحرية، ونصبوا له فخًا. قادوه إلى الاعتقاد بأنه لم يعد محلّ مُلاحقة، وفي خريف عام 2013، استدرجوه إلى الولايات المتحدة، حيث تم القبض عليه.
سلّط إلقاء القبض عليه الضوء على ثقافة الفساد على مستوى عال. نحو 450 فردا، بينهم 60 أميرالاً، مشتبه بهم! “لكن التحقيقات استمرت لسنوات، فلا أحد في البحرية جعل من هذه القضية أولوية، اعتقد الجميع أنها ستستقر وتختفي مع الذهاب الى التقاعد”، يوضح لورانس برينان، قبطان سابق للبحرية، ومتخصص في القانون البحري بجامعة فوردهام.
في النهاية، حوكم خمسة ضباط أمام محكمة عسكرية. وفي محكمة فيدرالية، أقر 33 من ضباط وموظفي شركة جلين ديفينس مارين آسيا، البالغ عددهم 34، بالذنب أو حُكم عليهم. ومن بين الأدميرالات الثمانية المستهدفين، تم إرسال واحد فقط إلى السجن، وفُرض على الآخرين عقوبات إدارية -مما يسمح لهم بالاحتفاظ بتقاعدهم المريح.
«لم تكن هناك عقوبات مناسبة لكبار الضباط، تستنكر راشيل فان لاندينجهام، ضابطة القوات الجوية السابقة والمتخصصة في القضاء العسكري في كلية الحقوق الجنوبية الغربية (لوس أنجلوس)، وهذا يدل على خلل في النظام. كل ذلك لأن الأدميرالات لا يريدون إرسال أميرالات آخرين وراء القضبان. انه لأمر صادم أنّ ملفا بهذا الحجم لم يحظ باهتمام أكبر من البنتاغون والكونغرس».
«الجميع في جيبي»
إنها أكثر من مجرد فضيحة احتيال، إنها قضية دولة. أدت التحقيقات إلى تأخير العديد من الترقيات لسنوات. “كان لذلك تأثير مدمر داخل القيادة العليا”، اعترف راي مابوس، السكرتير السابق للبحرية، في مقابلة. من جانبه، لم يخنق الندم ليونارد جلين فرانسيس. في بودكاست حديث، يتهم البحرية بالمسؤولية عن سوء الإدارة! كما يتباهى بسلطته على الأسطول السابع... “كان الجميع في جيبي... لقد تلاعبت بهم كما يحلو لي».
عام 2018، سُمح للمتحيّل بمغادرة السجن بسبب مشاكل صحية. استقر رهن الإقامة الجبرية حيث يعيش بأسلوب باذخ. في بداية شهر سبتمبر، دون انتظار إدانته (يواجه عقوبة السجن خمسة وعشرين عامًا)، قرر الفرار إلى روسيا دون تكتم، حيث لاحظ الجيران عدة شاحنات تتحرك أمام منزله. ومن الواضح أن اختيار وجهته يطرح مسألة صلاته بموسكو.
يتسبب اعتقاله أثناء توقفه في فنزويلا، بعد عبوره مكسيكو سيتي وهافانا، في إحداث صداع كبير للسلطات الأمريكية. إن طلب تسليمه يعادل في الواقع الاعتراف بحكومة نيكولاس مادورو، التي تعتبرها واشنطن غير شرعية... هبة من السماء لكاراكاس.
-- قضية تجاهلها البنتاغون والكونغرس، وتطرح بعض المشاكل الدبلوماسية
جميع مكونات سيناريو هوليوودي جيد موجودة: سهرات ماجنة في موانئ ألف ليلة وليلة، وفساد ضباط رفيعي المستوى، وتجسس داخل البحرية الأمريكية، وأخيراً، هروب تبعه تيه وملاحقة في فنزويلا، ومحاولة هروب إلى روسيا.
ليونارد جلين فرانسيس، رجل أعمال ماليزي، يبلغ من العمر 57 عامًا، أدار أكبر فضيحة فساد في تاريخ البحرية الأمريكية لسنوات. ولكن قبل إدانته من قبل العدالة، هرب من إقامته الجبرية في سان دييغو، في الولايات المتحدة، بعد قطع سواره الإلكتروني. تم اعتقاله للتو من قبل السلطات الفنزويلية بينما كان على وشك ركوب طائرة متوجهة إلى موسكو.
في الأوساط العسكرية، كان يلقب بـ “فات ليونارد”. على رأس شركة جلين ديفينس مارين آسيا، وهي شركة مقرها سنغافورة، كان هذا الماليزي، الذي يبلغ وزنه 160 كيلوغرامًا، مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية للسفن الحربية الأمريكية في آسيا: إمدادات المياه والوقود والغذاء والأمن.
وللتأكد من الفوز بالعقود، رشى “البدين ليونارد”، بين 2004 و2013، عدد مذهل من ضباط الأسطول السابع.
إنهم يزودونه بمسارات رحلات السفن، ومعلومات عن المنافسة، وأسرار الدفاع، ويعملون على تحويل مسار السفن الأمريكية الى الموانئ التي تسيطر عليها شركة جلين ديفينس مارين آسيا، التي تفرض تعريفات باهظة على الوقود وفواتير الخدمات. وهكذا قامت بالاحتيال على البحرية بأكثر من 35 مليون دولار.
في المقابل، فإن اللوجيستي يشكر أصدقاءه عينيّا. إنه يقدم لهم ليالٍ لا تُنسى مع بائعات هوى فاخرات، وعشاء في مطاعم أنيقة تاجها الكونياك بسعر 2000 دولار للزجاجة، وإجازات في هاواي، وتذاكر لحفل ليدي غاغا ...
عام 2007، في الفلبين، نظم حفلا في فندق مانيلا، الذي كان في السابق مقر إقامة الجنرال دوغلاس ماك آرثر في ثلاثينات القرن الماضي.
انحرفت الوليمة: وفقًا للائحة الاتهام، تم استخدام “الأشياء التاريخية” التي تخص ماك آرثر أثناء ممارسة الجنس... وبعد عام، خلال حفلة أخرى، استأجر فات ليونارد “باقة من البغايا” لضباط السفينة، الذين أفرغوا قبو الفندق من الشمبانيا. لا عجب أن الضباط -منهم قسيس كاثوليكي -يطلبون المزيد... ففي رسالة على فيسبوك، رد القائد خوسيه لويس سانشيز على فرانسيس، الذي أرسل له صورًا لشابات عاريات: “يم يم، أبي يحبها...».
قرر الفرار إلى روسيا...
لكن الفاتورات الضخمة لا تمرّ مرور الكرام. تم فتح ما لا يقل عن 27 تحقيقا عام 2006، ولكن دون جدوى.
ولسبب وجيه: وضع الماليزي جواسيس داخل قسم التحقيقات الجنائية في البحرية الأمريكية، جهاز الشرطة البحرية، يُخبرونه بسير التحقيقات.
في رسالة بريد إلكتروني، يتباهى “ليونارد البدين” بأنه لا يمكن المساس به: “لقد قرأت جميع التقارير، سأريك نسخة من الملف السري الخاص بي في قسم التحقيقات الجنائية في البحرية، هاهاها”.
وعلى الرغم من الشكوك، استمرت دعوته إلى حفلات الاستقبال التي تنظمها البحرية. في يونيو 2011 فاز بعقد جديد قيمته 200 مليون دولار.
أدرك المحققون أنه تسلل إلى قسم التحقيقات الجنائية في البحرية، ونصبوا له فخًا. قادوه إلى الاعتقاد بأنه لم يعد محلّ مُلاحقة، وفي خريف عام 2013، استدرجوه إلى الولايات المتحدة، حيث تم القبض عليه.
سلّط إلقاء القبض عليه الضوء على ثقافة الفساد على مستوى عال. نحو 450 فردا، بينهم 60 أميرالاً، مشتبه بهم! “لكن التحقيقات استمرت لسنوات، فلا أحد في البحرية جعل من هذه القضية أولوية، اعتقد الجميع أنها ستستقر وتختفي مع الذهاب الى التقاعد”، يوضح لورانس برينان، قبطان سابق للبحرية، ومتخصص في القانون البحري بجامعة فوردهام.
في النهاية، حوكم خمسة ضباط أمام محكمة عسكرية. وفي محكمة فيدرالية، أقر 33 من ضباط وموظفي شركة جلين ديفينس مارين آسيا، البالغ عددهم 34، بالذنب أو حُكم عليهم. ومن بين الأدميرالات الثمانية المستهدفين، تم إرسال واحد فقط إلى السجن، وفُرض على الآخرين عقوبات إدارية -مما يسمح لهم بالاحتفاظ بتقاعدهم المريح.
«لم تكن هناك عقوبات مناسبة لكبار الضباط، تستنكر راشيل فان لاندينجهام، ضابطة القوات الجوية السابقة والمتخصصة في القضاء العسكري في كلية الحقوق الجنوبية الغربية (لوس أنجلوس)، وهذا يدل على خلل في النظام. كل ذلك لأن الأدميرالات لا يريدون إرسال أميرالات آخرين وراء القضبان. انه لأمر صادم أنّ ملفا بهذا الحجم لم يحظ باهتمام أكبر من البنتاغون والكونغرس».
«الجميع في جيبي»
إنها أكثر من مجرد فضيحة احتيال، إنها قضية دولة. أدت التحقيقات إلى تأخير العديد من الترقيات لسنوات. “كان لذلك تأثير مدمر داخل القيادة العليا”، اعترف راي مابوس، السكرتير السابق للبحرية، في مقابلة. من جانبه، لم يخنق الندم ليونارد جلين فرانسيس. في بودكاست حديث، يتهم البحرية بالمسؤولية عن سوء الإدارة! كما يتباهى بسلطته على الأسطول السابع... “كان الجميع في جيبي... لقد تلاعبت بهم كما يحلو لي».
عام 2018، سُمح للمتحيّل بمغادرة السجن بسبب مشاكل صحية. استقر رهن الإقامة الجبرية حيث يعيش بأسلوب باذخ. في بداية شهر سبتمبر، دون انتظار إدانته (يواجه عقوبة السجن خمسة وعشرين عامًا)، قرر الفرار إلى روسيا دون تكتم، حيث لاحظ الجيران عدة شاحنات تتحرك أمام منزله. ومن الواضح أن اختيار وجهته يطرح مسألة صلاته بموسكو.
يتسبب اعتقاله أثناء توقفه في فنزويلا، بعد عبوره مكسيكو سيتي وهافانا، في إحداث صداع كبير للسلطات الأمريكية. إن طلب تسليمه يعادل في الواقع الاعتراف بحكومة نيكولاس مادورو، التي تعتبرها واشنطن غير شرعية... هبة من السماء لكاراكاس.