«مثلث الموت» يتمدد.. تنظيم القاعدة يتحرك لفتح جبهة جديدة في السنغال

«مثلث الموت» يتمدد.. تنظيم القاعدة يتحرك لفتح جبهة جديدة في السنغال


حذّر خبيران من أن توسع ما تسمى جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» في نفوذها ليشمل السنغال، خاصة أن الجماعة شنّت، في الفترة الماضية، هجمات مميتة بالقرب من المثلث الحدودي بين مالي، وموريتانيا، والسنغال. وأثار إعلان السلطات السنغالية نشر وحدات أمنية جديدة في إقليم كيديرا المحاذي لمالي تساؤلات حول ما إذا كان ذلك يعكس مخاوف من نقل الجماعة لحربها من مالي إلى السنغال أو سعي إلى التمدّد.  وجاء تحرك دكار غداة سلسلة هجمات منسقة استهدفت مواقع للجيش المالي، مطلع شهر يوليو-تموز الماضي، من بينها هجوم على بلدة ديبولي الواقعة على بعد أقل من 500 متر من مدينة كيديرا السنغالية، وهي هجمات تبنتها الجماعة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي. ومنذ أشهر توعّد زعيم الجماعة إياد آغ غالي، بإلحاق الهزيمة بالمجالس العسكرية الحاكمة في مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، لكنه لم يتطرق إلى السنغال، الذي يقول محللون إن سلطاتها تتوجس من تمدد الجماعة المرتبطة بـ»القاعدة». ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه الجماعة، شأنها شأن جماعات مسلحة أخرى، إلى استغلال التحولات التي تعرفها المنطقة، وأهمها استبدال القوات الفرنسية، التي كانت تنشط هناك بالقوات الروسية. وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إن ما يسمى «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تسعى، بالفعل، إلى توسيع نفوذها ليشمل السنغال، وهو الأمر الذي تفطّنت إليه السلطات التي تبدو متخوفة جداً من أن تتسبب هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في انهيار الوضع الأمني داخل حدودها». وأضاف لـ»إرم نيوز»، أن «السلطات السنغالية اتخذت العديد من الإجراءات، في الأيام الماضية، التي تكشف، بكل وضوح، عن هذه المخاوف، وأهمها حظر استعمال الدراجات النارية ليلاً إلى نهاية شهر آب-أغسطس تقريباً، ومعروف أن عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الأكثر استعمالاً لهذه الأداة في هجماتهم». وشدّد الخبير ديالو على أنّه «إذا نجحت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في تحقيق اختراقات ولو طفيفة للسنغال، فإن ذلك سيُشكل تحولاً جذرياً في مسار التنظيم الذي يسعى إلى إظهار قوته من أجل استقطاب المزيد من العناصر». بدوره قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، إن «إجراء (دكار) ليس بمعزل، في اعتقادي، عن انسحاب القوات الفرنسية، مؤخراً، من السنغال، فالواضح أن السلطات لديها معلومات عن محاولات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وجماعات أخرى، استغلال هذا الانسحاب لشن ضربات ما».
وبيّن لـ»إرم نيوز»، أن «القوات السنغالية ستواجه صعوبات في تأمين حدود البلاد، خاصة أن مقاتلي نصرة الإسلام والمسلمين باتوا على مقربة من مدن حدودية مثل كيديرا، وهؤلاء أظهروا قدرات قتالية عالية في مالي، وهو الأمر الذي سيجعل القوات السنغالية مطالبة بالفطنة، خاصة أن الجماعة إذا نجحت في التسلل إلى التراب السنغالي فإنه سيكون من الصعب دحرها».