«نيوزويك»: المخابرات الأمريكية «تغض الطرف» عن الحرب الأوكرانية

«نيوزويك»: المخابرات الأمريكية «تغض الطرف» عن الحرب الأوكرانية

يبدو أن المخابرات المركزية الأمريكية ليست على علم بتفكير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونواياه بقدر عدم تأكدها من تفكير فلاديمير بوتين، بينما يواجه الزعيم الروسي أكبر تحد له في أعقاب التمرد الفاشل. وقالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية إن “سي آي إيه” تجهد لفهم ما سيفعله الطرفان، لأن الرئيس جو بايدن قرر أن الولايات المتحدة لن تتخذ أي إجراءات قد تهدد روسيا نفسها، خشية أن يصعد بوتين الصراع ويبتلع أوروبا بأكملها في حرب عالمية جديدة.
 
وقال مسؤول كبير في الاستخبارات الدفاعية لنيوزويك: “بوتين أدار ظهره للحائط”، محذراً من أن وكالة المخابرات المركزية تدرك تماماً مدى وجود روسيا عالقة في أوكرانيا، فإنها لا تزال تجهل ما يمكن أن يفعله بوتين، مع الحديث عن احتمال نشر أسلحة نووية روسية في بيلاروسيا، وفي ضوء كشف قائد مجموعة فاغنر يغفيني بريغوجين للتكاليف الباهظة للقتال في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. وأوضح المسؤول أنها لحظة حساسة بشكل خاص. وقال: “ما يحدث خارج ساحة المعركة هو الأهم الآن”، كما يقول المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته: “يتعهد كلا الجانبين بالحد من أفعالهما، لكن يقع على عاتق الولايات المتحدة مسؤولية تنفيذ تلك التعهدات. كل هذا يتوقف على جودة استخباراتنا». 
 
فيما قال مسؤول استخباراتي كبير في إدارة بايدن تحدث أيضاً إلى مجلة نيوزويك: “هناك حرب سرية، مع وجود قواعد سرية، تقوم على أساس كل ما يجري في أوكرانيا». وأضاف المسؤول، الذي يشارك بشكل مباشر في تخطيط سياسة أوكرانيا، فضل عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمور السرية للغاية، أن واشنطن وموسكو لديهما عقود من الخبرة في صياغة هذه القواعد السرية، ما يستلزم أن تلعب وكالة المخابرات المركزية دوراً ضخماً، والأهم من ذلك كله أن الوكالة التي تحاول ضمان عدم خروج الحرب عن نطاق السيطرة. ويقول ضابط المخابرات الكبير: “لا نقلل من شأن أولوية إدارة بايدن لإبعاد الأمريكيين عن طريق الأذى وطمأنة روسيا بأنها ليست بحاجة إلى التصعيد”، و”هل وكالة المخابرات المركزية على الأرض داخل أوكرانيا؟” “نعم ، لكنها أيضاً ليست شائنة».
 
على مدار تحقيقها الذي استمر ثلاثة أشهر، تحدثت نيوزويك إلى أكثر من 10 خبراء ومسؤولين استخباراتيين. كما سعت المجلة إلى الحصول على آراء مخالفة. اتفق جميع الخبراء والمسؤولين الموثوقين الذين تحدثت إليهم مجلة نيوزويك على أن وكالة المخابرات المركزية نجحت في لعب دورها بشكل سري في التعامل مع كييف وموسكو، وفي نقل جبال من المعلومات، وفي التعامل مع مجموعة متنوعة من البلدان الأخرى، بعضها يساعد بهدوء بينما يحاول أيضاً البقاء بعيداً عن مرمى روسيا. ولم يجادلوا في ذلك بشأن المهمة الرئيسية لوكالة المخابرات المركزية.
 
ويقول خبراء المخابرات إن هذه الحرب فريدة من نوعها من حيث إن الولايات المتحدة متحالفة مع أوكرانيا، لكن البلدين ليسا حليفين. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تساعد أوكرانيا ضد روسيا، إلا أنها ليست في حالة حرب رسمياً معها. وبالتالي، فإن الكثير مما تفعله واشنطن لمساعدة أوكرانيا يظل سراً وكثير مما هو عادة في مجال الجيش الأمريكي يتم تنفيذه من قبل الوكالة. وفي بداية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، اختار ويليام بيرنز باعتباره دبلوماسياً مخضرماً، والمشغل السري القادر على التواصل مع القادة الأجانب خارج القنوات العادية، وهو شخص يمكنه شغل مساحة جيوسياسية مهمة بين العلني والسري، ومسؤول يمكنه تنظيم العمل في الساحة القائمة بين ما هو عسكري بحت وما هو مدني بحت.