أبوظبي : صدور النسخة العربية لكتاب (حركة الترجمة والمثاقفة في العالم الإسلامي في العصور الوسطى)

أبوظبي : صدور النسخة العربية لكتاب (حركة الترجمة والمثاقفة في العالم الإسلامي في العصور الوسطى)


أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن مشروع «كلمة» للترجمة، النسخة العربية من كتاب «حركة الترجمة والمثاقفة في العالم الإسلامي في العصور الوسطى»، للباحث والمؤرخ لبيب أحمد بصول، والذي نقله عن اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية صابر الحباشة، وراجع ترجمته الدكتور يوسف حمدان.
يقدّم الكتاب دراسة موسّعة وعميقة تتناول حركة الترجمة في الحضارة العربية الإسلامية إبّان العصور الوسطى، بوصفها عملية حضارية فريدة تجاوزت مجرد النقل اللغوي، إلى حالة من التفاعل الثقافي والإنساني، وشكلت جسراً مهماً بين الحضارات القديمة والحديثة.
يسلط المؤلف الضوء على تلك المرحلة المزدهرة من تاريخ العالم الإسلامي لاسيما في فترة العصر العباسي الذهبي خلال خلافة هارون الرشيد وابنه المأمون التي شهدت تأسيس «بيت الحكمة» في بغداد، لتصبح ملتقى خصباً للمترجمين والعلماء من مختلف الخلفيات الثقافية والدينية، وأسهمت في ازدهار المعرفة والعلم على نطاق واسع.
ويرى المؤلف أن حركة الترجمة لم تكن مجرد فعل لغوي أو تقني محصور، بل كانت نشاطاً معرفياً شاملاً، نقل معه منظومة من القيم الحضارية والإنسانية، وكان له أثر عميق في صياغة رؤية جديدة للعالم وللإنسان في الفكر العربي والإسلامي.
يستعرض الكتاب بشكل دقيق تفاصيل ترجمة النصوص العلمية والفلسفية والأدبية من اللغات اليونانية والفارسية والسنسكريتية إلى اللغة العربية، ومن ثم نقل تلك المعارف من العربية إلى اللغة اللاتينية في أوروبا خلال العصور الوسطى، مما مهّد الطريق أمام النهضة الأوروبية الحديثة.
ويبرز الكتاب الدور المؤثر الذي لعبه مترجمون وعلماء من أصول عرقية ودينية متعددة في إثراء هذه الحركة الحضارية ويشير إلى أن الحضارة العربية الإسلامية فتحت أبوابها واسعة أمام العلماء والمترجمين الذين وجدوا فيها ملاذاً للتعبير العلمي والإبداع، ما أدى إلى ازدهار ثقافي لا مثيل له في التاريخ الإنساني.