أحدها قد يسقطه.. 4 سيناريوهات أمام ترامب في فضيحة إبستين
حدّدت صحيفة «الغارديان» البريطانية أربعة سيناريوهات قد يواجهها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في قضية جيفري إبستين، وهي تتأرجح بين تلقيه «ضربة سياسية قاتلة»، أو نجاح «استراتيجية التشتيت» التي يتّبعها لصرف الأنظار عن الفضيحة التي تواصل التفاعل.
وخلال الأسبوعين الماضيين، ظهرت معلومات جديدة كثيرة حول مدى قرب إبستين الذي كان متورّطاً في قضايا جنس واستغلال قاصرات، من الرئيس الأمريكي. وفي 17 يوليو/تموز، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ترامب أرسل إلى إبستين بطاقة معايدة بمناسبة عيد ميلاده الخمسين عام 2003، تحمل رسماً لامرأة عارية ورسالة جاء فيها، في جزء منها، «أتمنى أن يكون كل يوم سراً رائعاً آخر». وأنكر ترامب كتابة البطاقة، ورفع دعوى قضائية بقيمة 10 مليارات دولار ضد الصحيفة اليمينية ومالكها، روبرت مردوخ، بعد يوم من نشر الصحيفة للخبر. وكان الأسبوع الماضي شاقاً على الرئيس الأمريكي، مع تنامي القرائن على علاقته بإبستين؛ إذ نشرت شبكة «سي إن إن»، صوراً ومقاطع فيديو تم الكشف عنها حديثاً تؤكد «عمق» علاقة الرجلين التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي. كما أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن اسم ترامب ظهر في قائمة المساهمين في كتاب يحتفل بعيد الميلاد الخمسين للمدان الراحل. ووفق «الغارديان»، ورغم أن أياً من المعلومات الجديدة لا يُعد دليلاً على سلوك «إجرامي» من جانب ترامب، إلا أن رد فعل الرئيس الأمريكي الغاضب، إلى جانب التراجع المفاجئ لإدارته عن وعدها بالإفصاح عن أدلة دامغة تتعلق بعملاء إبستين المحتملين، يجعله يبدو وكأن لديه ما يخفيه.
التلاشي التلقائي
واستعرضت «الغارديان» أربعة سيناريوهات محتملة للقضية، أولها وهو المفضّل لترامب، أن يتلاشى الاهتمام المتجدد بإبستين خلال أسابيع قليلة، تلقائياً، إلا أن الصحيفة البريطانية لم تعط هذا الاحتمال فرصة قوية، بالنظر إلى غضب قاعدة الرئيس الأمريكي. وبحسب استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك، فإن أكثر من ثلث قاعدة ترامب الانتخابية لا يوافقون على كيفية تعامله مع ملفات إبستين، وهو ما وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه ربما يكون «أكبر استياء داخل الحزب شهده الرئيس الأمريكي في ولايتيه».
كما رأت «الغارديان» أن الديمقراطيين سيواصلون استغلال القضية كوسيلة لمحاربة ترامب، مرجّحة أن يبذلوا قصارى جهدهم لإبقاء الفضيحة متفاعلة في وسائل الإعلام.
صفقة ماكسويل
أما السيناريو الثاني، بحسب «الغارديان»، فيتلخّص بأن تتوسط إدارة ترامب في نوع من الصفقة مع غيسلين ماكسويل، المتورطة مع إبستين والتي تقبع في السجن الآن، حيث تصدر ما يكفي من المعلومات التي تم تنظيمها بعناية حول قضية الاتجار بالجنس لإرضاء قاعدة ترامب؛ ما يسمح للرئيس بالمضي قدماً في الأمر. والتقى نائب المدعي العام الأمريكي مع ماكسويل مرتين خلال أسبوع لمعرفة ما إذا كان لديها «معلومات عن أي شخص ارتكب جرائم ضد الضحايا».
وفي حين قال محامي ماكسويل إن وزارة العدل التابعة لترامب لم تعرض العفو، يُشاع أن المدانة قد تسعى للحصول على عفو، في صفقة قد تكون «مفيدة» للطرفين.
السقوط
أما السيناريو الثالث، فقد اعتبرته الصحيفة البريطانية أنه قد يكون «ضرباً من الخيال»، وهو ألا يستطيع ترامب احتواء تداعيات ملفات إبستين، وأن تظل تتفاعل حتى تؤثر سلباً على الحزب الجمهوري. وإذا ما استمرت تفاعلات الفضيحة وقتاً أطول يتعدى الأشهر القادمة، فإنها حتماً ستضرّ بالجمهوريين بشدة في انتخابات التجديد النصفي. وقد حذّر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من أن «هذه القضية ستظلّ قائمة حتى انتخابات العام المقبل».
استراتيجية التشتيت
الاحتمال الرابع، والأخير، هو أن يواصل ترامب «استراتيجية التشتيت»، باختلاق قضايا، وهو قد بدأ بذلك بالفعل، سواء عبر السعي لمحاكمة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، إلى إثارة الجدل حول ثروة سامانثا باور، المديرة السابقة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
ويقول عضو الكونغرس الديمقراطي، ماكسويل فروست، مازحاً إن «البيت الأبيض على وشك نشر دليل على وجود كائنات فضائية» لصرف الأنظار عن فضيحة إبستين، كما أضاف أن الرئيس الأمريكي «يمكن أن يشعل حرباً نووياً لإسكات الجميع»، في مزحة ثانية.