المسيحي الديمقراطي يختار ربّانه

أرمين لاشيت، أو النسخة طبق الأصل من ميركل...!

أرمين لاشيت، أو النسخة طبق الأصل من ميركل...!

-- أرمين لاشيت، كسب رئاسة الحزب  ولـــم يضمن المستشارية...!
-- القوة الرئيسية لأرمين لاشيت هي قدرته على توحيد مجموعات مختلفة جدًا
-- انتخاب رئيس أكبر مقاطعة في البلاد من حيث الكثافة السكانية لرئاسة أكبر الأحزاب الألمانية
-- شعبية الزعيم البافاري ماركوس سودر ووزير الصحة تهدد استحواذه على السلطة في برلين
-- بانتخاب أرمين لاشيت، من الواضح أن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي اختار الاستمرارية


مرة أخرى، أحدثت الشعبية الهائلة لأنجيلا ميركل الفارق. لقد تبنى الاتحاد المسيحي الديمقراطي إرث المستشارة، ومن بين المرشحين الثلاثة الذين تنافسوا على انتخابات  أمس الأول السبت للفوز برئاسة الحزب، تم اختيار المرشح الذي يجسد الاستمرارية بشكل أفضل.
    أرمين لاشيت، 60 عامًا الشهر المقبل، هو أكثر من “مخلص”. هذا الوزن الثقيل في السياسة الألمانية، رئيس مقاطعة شمال الراين -وستفاليا، الأكثر كثافة سكانية في البلاد، هو مع الشرعية. ومقابل المناقشات الأيديولوجية الأساسية، يقدم هذا الملازم براغماتيته وقدرته على تحقيق التوافق في الآراء، كانعكاس لطريقة ميركل.

    ولئن يحكم منطقته مع الليبراليين، فإنه يدعم التحالف الكبير الذي تم بناؤه على المستوى الفيدرالي مع الاشتراكيين الديمقراطيين، وكان من أوائل المحافظين الذين أقاموا روابط مع حزب الخضر في التسعينات. “الآن يتعلق الامر بان تسألوا أنفسكم في من تثقون أكثر”، قال السبت أمام 1001 مندوب في ختام كلمته، متكئًا على حافة المقرأ –ومن بعيد، كان هو الأكثر استعدادا للتأقلم مع التحديات التقنية لمؤتمر ينعقد عن بعد بالكامل.

  من ميركل، أخذ أرمين لاشيت الأسلوب من جميع النواحي وحسن النية. ولكن بعد سنوات من الصرامة البروتستانتية لسيدة علوم من ألمانيا الديمقراطية السابقة تفرغت كليا لمهمتها، فإن الاتحاد المسيحي الديمقراطي يجدد العهد مع حمضه النووي الرايناني، حمض كول أو أديناور، حمض ألمانيا التي تجد سبب وجودها على طول نهر الفتنة والحروب، قبل أن تصبح حوض البناء الأوروبي.

المطلوب قائد فريق
   هذا الأب الكاثوليكي المتدين، من أتباع الكرنفالات، الذي غالبًا ما تكون مرحة، نشأ في آيكس لا شابيل. أجداده من الأب بلجيكيين، وزوجته من عائلة والون.
وحسب شجرة العائلة التي أنشأها أحد إخوته، يكون أرمين لاشيت سليلًا من الدرجة الأربعين لشارلمان! هذا الصحفي السياسي السابق في محطة إذاعية للشباب، يفضل ان يقدم، وغالبًا بموهبة، مسيرة والده، رئيس عمال في مناجم الفحم الذي أصبح مدرسًا أمس الأول السبت، ذكّر خطابه في بعده الذاتي، أنه يمكن ممارسة السياسة بالعواطف.

   لغته شبه غنائية ضد “رموز الاستقطاب”، مستشهدا بترامب، ولكن أيضًا “الشعبويين في ألمانيا”، كانت “كافية لإثارة الحواس”، تعترف ديانا كينيرت، سيدة أعمال شابة ومختلطة الأعراق ومثلية وابنة عصرها -وهي صورة نادرة في صفوف الاتحاد المسيحي الديمقراطي. لقد كان لاشيت مفضلها، خاصة لقدرته على تجميع الناس.

 كان أول رئيس لإقليــم يعيّن وزيرا للاندماج، واختار لهذا المنصب امرأة شابة من أصول مهاجرة. “أنا ابن عامل مناجم”. روى خلال هذا المؤتمر: “أخبرني والدي دائمًا: “أهم شيء على عمق 1000 متر تحت الأرض ليس من أين يأتي زميلك ولكن ما إذا كان بإمكانك الوثوق به».

   الثقة، أرمين لاشيت، يرغب في تجسيدها داخل حزب انقسم في السنوات الأخيرة حول مواضيع مثل الهجرة والمنافسة من اليمين المتطرف.
ويؤكد الرجل القوي الجديد للمسيحيين الديمقراطيين: أنه لا يريد الاستقطاب بل “الاندماج”، “الاستماع”، “إيجاد الحلول الوسط».

  ويقدم نفسه على أنه رجل فريق، وهو الذي يقود أكثر مناطق ألمانيا كثافة سكانية، شمال الراين وستفاليا منذ عام 2017، مع شركاء ليبراليين وأغلبية بصوت واحد. إنه يفتخر بمعرفته الكاملة للآليات السياسية، بعد أن تم انتخابه على مستوى البلدية ونائبًا ووزيرًا إقليميًا ونائبًا أوروبيًا. ان “ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي يحتاج إلى رجل، كما لو كان على بعد 1000 متر تحت الأرض، يعرف كيف يقود فريقه”، كما أعلن، انه يمد يده إلى منافسيه المنهزمين، نوربرت روتغن وفريدريك ميرز، اللذان يجب أن تكون “مواقفهما ممثلة “. كما شدد على ان الاتحاد المسيحي الديمقراطي وألمانيا ليسا بحاجة إلى رئيس مدير عام، بل الى قائد فريق حيث يمكن لكل فرد أن يثق بالآخرين».

   ورأى المندوبون فيه ميزة أساسية لقيادة الحزب في هذا “العام الانتخابي بامتياز”، والذي سيشهد، بالإضافة إلى الانتخابات التشريعية في سبتمبر المقبل، إجراء سبعة اقتراعات إقليمية.
    أن “القوة الرئيسية لأرمين لاشيت، هي قدرته على توحيد مجموعات مختلفة جدًا”، يؤكد أوي جون من جامعة تريف. “إنه لا يدعي معرفة كل شيء ولكنه يعرف كيف يستمع. لقد كان يمثل الحد الأدنى من المخاطر على الاتحاد المسيحي الديمقراطي، وينبغي أن يكون قادرًا على دمج الذين دعموا فريدريش ميرز. وستكون مهمته الأولى الوصول إلى الذين لم يصوتوا لصالحه، وهي: اتحادات شرق البلاد، والدوائر الاقتصادية والمحافظة”، يرى أوي جون.

    وتجسيد الثقة بالنسبة لأرمين لاشيت يعني أيضًا الحفاظ على دعم الناخبين، بعد 16 عامًا من حكم المستشارة ميركل. قبل ثمانية أشهر من الانتخابات التشريعية، كان المسيحيون الديمقراطيون “الاتحاد المسيحي الديمقراطي - الاتحاد المسيحي الاجتماعي” يتقدمون في استطلاعات الرأي، 30 بالمائة من نوايا التصويت. أما المستشارة، التي أعلنت رحيلها في الخريف، فهي تثبّت نفسها على أنها الشخصية السياسية المفضلة لدى الألمان... و”هذه الثقة لم تُورّث لنا”، يقول أرمين لاشيت، “يجب أن نعمل على ابقائها”، يضيف.

اختيار الاستمرارية
   «بانتخاب أرمين لاشيت، من الواضح أن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي اختار الاستمرارية”، يؤكد أوي جون. “يحاول لاشيت احتلال وسط الطبقة السياسية، مثل أنجيلا ميركل، التي كان يدعمها دائمًا. ومن المؤكد أن الشعبية القوية للغاية التي حظيت بها المستشارة كانت لصالحه».

   وبالنسبة لأرمين لاشيت، المحامي التكوين، “الاستمرارية تعني الحفاظ على النجاح” من خلال “التطلع إلى المستقبل”. هناك العديد من المشاريع، من إدارة الأزمة المرتبطة بالوباء الى التعامل مع المزيد من التحديات الهيكلية مثل تغير المناخ والرقمنة ومحاربة الجريمة والتطرف. ويعتمد الرئيس الجديد للاتحاد المسيحي الديمقراطي على سجله ورصيده الخاص، كرئيس إقليم، للإقناع، هو الذي كان أول من أحدث وزارة إقليمية للتكنولوجيا الرقمية، والذي يقود سياسة عدم التسامح في مواجهة إجرام العصابات العائلية. كما يرغب في دعم المرأة داخل الحزب، وقد دعمته النساء أيضًا خلال حملته.

   لن تكون مهمة أرمين لاشيت، كرئيس لأهم حزب مسيحي ديمقراطي في أوروبا، سهلة، ولكن في هذا العام 2021 المليء بالمواعيد الانتخابية والإقليمية والوطنية، يلاحظ أوي جون أستاذ العلوم السياسية، أن “أكبر نقاط ضعفه هي عدم وجود خط واضح”. فلئن تحتاج أنجيلا ميركل إلى وقت لاتخاذ القرارات، فإنه “غالبًا ما بتفاعل بسرعة كبيرة، دون التفكير بشكل كافٍ. وهذا أكسبه انتقادات أثناء الوباء، وما يفسر النتيجة بفارق ضعيف جدا يوم أمس الأول السبت”، 65 صوتا فقط تفصل بين ارمين لاشيت وفريدريك ميرز.

المنافس البافاري
 أكثر جاذبية
   لدى الناخبين أيضًا، يعاني الرئيس الجديد للاتحاد المسيحي الديمقراطي من عجز. 28 بالمائة فقط من الألمان يعتبرونه مناسبًا لمنصب المستشار، مقابل 54 بالمائة لماركوس سودر، زعيم الحزب الشقيق الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري.
   فمن على وجه التحديد، سيمثل الأسرة المسيحية الديمقراطية في الانتخابات التشريعية في 28 سبتمبر؟ لا يخفي أرمين لاشيت رغبته في الترشح للمنصب، ولكن قد يضطر إلى الدفاع عن طموحاته ضد اثنين من المنافسين الآخرين، شريكه في هذا السباق لرئاسة الاتحاد المسيحي الديمقراطي، صاحب الشعبية الكبيرة وزير الصحة الفيدرالي ينس سبان، أو الوزير رئيس بافاريا، ماركوس سودر. وبالتالي، فإن فوز أرمين لاشيت يوم السبت على رأس الاتحاد المسيحي الديمقراطي ليس سوى خطوة أولى، وتعد الثانية بأن تكون بالصعوبة نفسها .

   يذكر أنه في مناسبتين فقط في تاريخ المحافظين الألمان، 1980 و2002، فضل الاتحاد كمرشح رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الفرع البافاري للحزب، بدلاً من رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي... فشل مزدوج. وماذا عن هذا العام؟ من ميونخ، ماركوس سودر يراقب استطلاعات الرأي. حاليًا، 54 بالمائة من الألمان سيرونه بكل سرور مستشارًا، مقابل 28 بالمائة فقط لأرمين لاشيت!
   والسبب، سوء إدارته لأزمة كوفيد، الناتج عن التأخير في التعرف على خطر الفيروس، وعدم الرغبة في اتباع خط برلين الحذر. وعلى العكس من ذلك، كان سودر دائمًا محذرا وسبّاقا.
  يتحمل الرجلان الآن مسؤولية حسم “مسالة المستشارية والمرشح” بينهما، ولن يكون ذلك قبل 14 مارس وأول انتخابات إقليمية لهذا العام، في ولايتين غرب البلاد.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot