خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من منافسات الألعاب الرقمية الهجينة في «دورة ألعاب المستقبل 2025»
19.8 مليون دولار من أوكرانيا إلى شركة سلاح أمريكية
أسلحة غربية بالمليارات إلى أوكرانيا.. البعض منها معطل
ليست كل الأسلحة التي يتبرع بها الحلفاء لأوكرانيا في حالة جيدة للاستخدام ويحتاج بعضها إلى صيانة، بينما هناك تخلّف في حالات كثيرة عن الوفاء بالتزامات شراء الأسلحة أو إصلاح بعضها.
هذا ما خلص إليه تحقيق مراسلي صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية جوستن شيشك ولارا جايكز، مؤكدين أن أوكرانيا دفعت لمتعاقدين مئات ملايين الدولارات من أجل أسلحة لم تحصل عليها، وبعض الأسلحة التي تبرع بها الحلفاء وحظيت بتغطية إعلامية كبيرة، تبين انها متداعية وغير صالحة إلا لتفكيكها واستخدامها كقطع غيار.
أكثر من 800 مليون دولار
وأظهرت وثائق حكومية أوكرانية، أن كييف كانت دفعت حتى نهاية العام الماضي لمزودي السلاح أكثر من 800 مليون دولار منذ الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022 من أجل عقود نفذت جزئياً أو لم تنفذ قط.
وأفاد شخصان منخرطان في شراء السلاح لـ أوكرانيا، أن بعض الأسلحة المفقودة وصلت في نهاية المطاف، وفي بعض الحالات الأخرى أعاد السماسرة الأموال، لكن بحلول أوائل هذا الربيع، تم دفع مئات ملايين الدولارات- بما في ذلك لشركات تملكها حكومات- من أجل صفقات أسلحة لم تنجز إطلاقاً.
وقال نائب وزير الدفاع الأوكراني فولوديمير غافريلوف الذي يعمل على شراء الأسلحة في مقابلة مؤخراً :”لدينا حالات دفعنا فيها أموالاً ولم نتلقَ شيئاً”.
وأضاف أن الحكومة بدأت هذه السنة في تحليل صفقات الشراء السابقة وفي استبعاد المتعاقدين المثيرين للمشاكل.
عموماً، لا يمكن تجنب المشاكل في جنون اقتناء الأسلحة في بلد بحجم أوكرانيا. ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا العام الماضي، أرسل الحلفاء الغربيون أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات.
والأسبوع الماضي، كانت الولايات المتحدة وحدها قد تعهدت إرسال أسلحة بقيمة نحو 40 مليار دولار (فضلاً عن مساعدات مالية وإنسانية)، كما ساهم الحلفاء الأوروبيون أيضاً بعشرات المليارات. وعلاوة على ذلك، أنفقت أوكرانيا من مالها الخاص مليارات الدولارات في أسواق السلاح الخاصة.
صيانة شاملة
والكثير من الأسلحة التي أرسلها الحلفاء الغربيون تتضمن أنواعاً حديثة، على غرار أنظمة الدفاع الجوي الأمريكي، التي أثبتت فاعليتها في تدمير الصواريخ والمسيرات الروسية. لكن في حالات أخـــــــــرى، فإن الحلفاء زودوا أوكرانيا بعتاد مخزن، يحتاج في أفضل الحالات إلى عملية صيانة شاملة.
ويشار إلى أن 30 في المئة من ترسانة كييف هي قيد التصليح على الدوام- وهذه نسبة عالية وفق ما يقول خبراء بالنسبة إلى جيش يحتاج كل سلاح يستطيع الحصول عليه لوضعه في خدمة الهجوم المضاد الجاري حالياً.
وبحسب الخبير في الحرب البرية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن بن باري :”لو كنت قائداً لجيش تلقى هبات مثل أوكرانيا، فإنني سأشعر بحرج كبير إذا ما اكتشفت أن هذه الهبات في وضعية سيئة».
وتبين أن هذه هي حال 33 مدفع هاوتزر ذاتي الدفع تبرعت بها الحكومة الإيطالية. وأظهرت فيديوهات الدخان ينبعث من محرك إحداها، بينما يتسرب سائل تبريد المحرك من مدفع آخر.
وقالت وزارة الدفاع الإيطالية في بيان، أن هذه المدافع كانت خارج الخدمة منذ سنوات، لكن أوكرانيا طلبت تسليمها إياها مهما كان “من أجل إصلاحها ووضعها قيد الخدمة، أخذاً في الاعتبار الحاجة الماسة إلى وسائل لمواجهة العدوان الروسي».
واستناداً إلى وثائق للحكومة الأوكرانية، فإن وزارة الدفاع دفعت 19.8 مليون دولار إلى شركة سلاح أمريكية تتخذ من تامبا مقراً لها، من أجل إصلاح 33 مدفع هاوتزر. وفي 13 يناير شحنت هذه المدافع إلى أوكرانيا، لكنها وصلت “في حالة غير مناسبة لمهام قتالية” وفق ما جاء في إحدى الوثائق.
واتهم المسؤولون في كييف الشركة الأمريكية بالإخفاق في إنجاز المهمة التي كان يجب أن تنتهي في آواخر ديسمبر -كانون الأول. وكتب مدير مشتريات السلاح في وزارة الدفاع الأوكرانية فولوديمير بيكوزو في 3 فبراير(شباط) رسالة إلى المفتش العام في البنتاغون جاء فيها:”إن الشركة الأمريكية، التي عرضت خدماتها، لم يكن لديها نية مسبقة للوفاء بإلتزاماتها”. لكن المدير التنفيذي للشركة ماثيو هيرينغ نفى هذا الاتهام بقوة. ويجري المفتش العام في البنتاغون تحقيقاً في المسألة.
وفي يناير (كانون الثاني)، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس إرسال مدافع هاوتزر-أي إس-90 إلى أوكرانيا بعضها “ في حالات مختلفة من الجاهزية”، بما فيها 12 مدفعاً تحتاج أوكرانيا إلى “تجديدها أو استعمالها كقطع غيار”. وأكد مسؤول أوكراني كبير استعمال هذه المدافع كقطع غيار لمدافع أخرى.