أشهر شوارع بيروت يصبح ملاذاً للنازحين

أشهر شوارع بيروت يصبح ملاذاً للنازحين


داخل ما كان ذات يوم واحداً من أقدم وأشهر دور السينما في بيروت، يقضي العشرات من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين النازحين بسبب الحرب بين إسرائيل وحزب الله وقتهم في متابعة الأخبار على هواتفهم، والطبخ، والدردشة، والتجول لتمضية الوقت.
وكتب باسم مروة في وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، أنه في شارع الحمرا، الذي كان مركزاً اقتصادياً مزدهراً، تمتلئ الأرصفة بالنازحين، وتكتظ الفنادق والشقق بالباحثين عن مأوى، بينما تزدحم والمقاهي والمطاعم.
وفي بعض النواحي، أعطى النزوح الجماعي لمئات الآلاف من الأشخاص من جنوب لبنان وسهل البقاع الشرقي والضواحي الجنوبية لبيروت، دفعة قوية لهذه المنطقة التجارية بعد سنوات من التراجع نتيجة الأزمة الاقتصادية في لبنان.
لكنها ليست هذه هي النهضة التي كان الكثيرون يأملون فيها.
وقال مدير فندق أربع نجوم في الشارع، طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن المشاكل التي سببها النزوح للشارع: “لقد أعاد النزوح إحياء (شارع) الحمرا بطريقة خاطئة».
وعلى مدى ثلاثة أسابيع بعد اشتداد الحرب في منتصف سبتمبر (أيلول)، ظل فندقه ممتلئاً بالكامل. واليوم، تبلغ نسبة الإشغال 65% – وهو بمثابة أمر جيد هذا الوقت من العام – بعدما غادر البعض إلى شقق ذات إيجار أرخص.
لكنه لفت إلى إن تدفق النازحين جلب الفوضى أيضاً، وبات الازدحام المروري وصفوف السيارات المزدوجة وانتشار الدراجات النارية على الأرصفة هو القاعدة، مما يجعل من الصعب على المارة التحرك، وأضاف أن التوترات تندلع بانتظام بين النازحين وسكان المنطقة.
ولطالما كان شارع الحمرا بمثابة مركز للسياسات المضطربة في لبنان، خلال ذروة الازدهار الذي شهده لبنان في الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، كان يمثل كل ما هو ساحر، وكان مليئاً بأفضل دور السينما والمسارح في لبنان، فضلاً عن المقاهي التي يرتادها المثقفون والفنانون، إلى المتاجر الفاخرة.
على مدى العقود الماضية، شهد الشارع صعوداً وهبوطاً اعتماداً على الوضع في الدولة الصغيرة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط والتي شهدت نوبات متكررة من عدم الاستقرار، بما في ذلك حرب أهلية استمرت 15 عاماً وانتهت عام 1990.
وفي عام 1982، غزت الدبابات الإسرائيلية شارع الحمرا بعد اجتياح البلاد، وصولاً إلى بيروت الغربية.
وفي السنوات الأخيرة، تغيرت المنطقة بسبب تدفق اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في الدولة المجاورة، وتضررت الشركات بسبب الانهيار المالي للبلاد، الذي بدأ عام 2019.
وصعّدت إسرائيل بشكل كبير هجماتها على أجزاء من لبنان في 23 سبتمبر (أيلول)، مما أسفر عن مقتل نحو 500 شخص وإصابة 1600 آخرين في يوم واحد بعد ما يقرب من عام من المناوشات على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.
وأدت الهجمات المكثفة إلى نزوح جماعي للأشخاص الفارين من القصف، بما في ذلك العديد ممن ناموا في الساحات العامة أو على الشواطئ أو الأرصفة حول بيروت.