رئيس الدولة يعين محمد المنصوري وكيلاً لوزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون البنية التحتية والنقل
أكثر فتكا من «أورشينيك».. ما حقيقة سلاح بوتين الجديد؟
أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة جدلا واسعا في الأوساط العسكرية الغربية، بعد تلميحه إلى امتلاك بلاده “سلاحا جديدا” قادرا على تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية مثل “ثاد».
وخلال مؤتمر صحفي في دوشنبه يوم 10 أكتوبر 2025، قال بوتين إن النظام “يخضع لاختبارات ناجحة”، دون الكشف عن طبيعته، لكنه ربط كلامه بمحادثات تمديد معاهدة “ستارت الجديدة” المقرر انتهاؤها في فبراير 2026، مؤكداً أن موسكو “تشعر بالأمان بفضل تفوق ردعها النووي».
ورغم حديثه عن “نية تمديد المعاهدة” في الاتفاق النووي مع واشنطن، أوحى بوتين بأن موسكو مستمرة في تطوير أسلحة ردع “من الجيل الجديد».
وفي أغسطس الماضي، لمّح نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف إلى وجود منظومات متقدمة “تتجاوز” صاروخ “أورشينيك”، مكتفيا بالقول: “لا أستطيع التصريح بما لا أُسمح به، لكنه موجود».
لكن في اليوم التالي لتصريحات بوتين، نقلت وكالة تاس عن الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو أن “السلاح الجديد” قد يعتمد على اختراق جديد في تكنولوجيا الصواريخ العاملة بالوقود الصلب.
من جهته يرى كوروتشينكو أن روسيا قد تكون طوّرت أنظمة دفع متغيرة القوة للصواريخ التكتيكية والاستراتيجية؛ ما يمنحها قدرات تشغيلية تفوق الأنظمة الحالية.
ويرى الخبراء أن الصواريخ العاملة بالوقود الصلب عادةً ما تمتاز بسهولة التخزين والإطلاق السريع، لكنها تعاني من قيود في تعديل المدى والسرعة؛ لأن محركاتها لا يمكن خنقها أو إعادة تشغيلها بعد الاشتعال، لكن بالمقابل، يمكن للصواريخ العاملة بالوقود السائل التحكم في الدفع والمدى بدقة؛ ما يجعلها أكثر مرونة في إصابة الأهداف أو تغيير مسارها أثناء الطيران.
وإذا تأكدت هذه التقنية الروسية، فستجمع بين مرونة الوقود السائل وموثوقية الوقود الصلب، مع ميزة إضافية هي الجاهزية الفورية للإطلاق؛ فحتى الآن تحتاج منظومات مثل إسكندر-إم إلى تغيير موقعها قبل الإطلاق لضبط المسار الأمثل وتجنب رصدها؛ ما يجعلها عرضة للمراقبة من الأقمار الصناعية.
لكن الصواريخ ذات الدفع المتغيّر يمكنها تنفيذ الإطلاق من الموقع نفسه مع تعديل المدى لحظيا؛ ما يقلل فرص اكتشافها ويزيد من مرونتها التكتيكية، كما أن التحكم في الدفع يتيح للصاروخ تنفيذ مناورات مراوغة خلال الطيران؛ ما يعقّد مهمة أنظمة الدفاع مثل “ثاد” و”إيجيس” في تحديد المسار واعتراض الهدف.
ويرى محللون أن نجاح روسيا في تطوير تكنولوجيا الدفع المتغيّر بالوقود الصلب قد يشكل نقطة تحول في ميزان القوى النووية؛ إذ بمقدوره إنهاء التفوق الأمريكي في المرونة الصاروخية، ومنح موسكو تفوقا في القدرة على المناورة والمفاجأة، وإذا صحّت هذه التكهنات، فإن ما يسميه بوتين بـ”السلاح الجديد” لن يكون مجرد صاروخ آخر، بل جيل جديد من الصواريخ الذكية التي قد تغيّر مفاهيم الردع النووي والدفاع الصاروخي لعقود مقبلة.