انطلاق الحملة الانتخابية

ألمانيا: بداية سيئة لأرمين لاشيت، وريث ميركل...!

ألمانيا: بداية سيئة لأرمين لاشيت، وريث ميركل...!

 لم يعد المرشح أرمين لاشيت هو الأوفر حظا لدى الألمان

   بدأت الحملة الانتخابية لخلافة المستشار هذا الأسبوع ولم يعد بقاء حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في السلطة مضمونًا.
   أربعة أيام في الريف، وفي كل مكان نفس الابتسامة على وجهه المستدير. يبدو أرمين لاشيت سعيدًا دائمًا بنفسه. في ناد للملاكمة في فرانكفورت أمس الأربعاء وقف مرشح المعسكر المحافظ “الاتحاد المسيحي الديمقراطي -الاتحاد المسيحي الاجتماعي” مرتديًا قفازات. يوم الخميس في تورينجيا، تقدم الرجل البالغ من العمر ستين عامًا خشبة المسرح مع نقانق مشوية. صباح الجمعة، في موقع بناء مصنع تسلا، بالقرب من برلين، لا يزال يحافظ على ملامح الرجل الساخر، حتى عندما سخر منه إيلون ماسك. كان لاشيت قد سأل عما إذا لم يكن مستقبل السيارات في الهيدروجين... “لا، إنها مضيعة للوقت”، رد ماسك محرجًا بشكل واضح.

تقارب شديد في استطلاعات الرأي
   على بعد خطوات قليلة، بدا فريق حملة المرشح متوترًا للغاية. يلخص روبن ألكسندر، المتخصص في اليمين الألماني في صحيفة دي فيلت اليومية، الأمر بصراحة: “في الاتحاد المسيحي الديمقراطي، يضغط الجميع على أردافهم!»، قبل خمسة أسابيع من الانتخابات الفيدرالية، أعطى استطلاعان للراي الحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي -الاتحاد المسيحي الاجتماعي، نقطتين فقط (22 بالمائة) على الخضر (20 بالمائة)، يليهم الاشتراكيون الديمقراطيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (19 بالمائة). ولم يعد أرمين لاشيت هو الاوفر حظا لدى الألمان. إذا انتخبوا المستشار بالاقتراع العام المباشر، فإن تفضيلهم سيذهب حاليًا إلى منافسه في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتز (34 بالمائة مقابل 15 بالمائة).

غير قادر على تأكيد موقف
   «هل شاهدت صور لاشيت هذه أثناء الكرنفال؟”، يسأل أحد سكان بلدة جرونهايد الواقعة بجوار موقع مصنع تسلا. حسنًا، لا يسعني أن أراه إلا بأنف مهرج، هذا الرجل!”. وتساءلت فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج، في مقال افتتاحي نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع: “هل يريد حقًا القيام بحملة؟”. وأطلقت عليه الصحيفة المحافظة لقبًا مدمرًا: “السيد، الذي لا يفضل أن يتقدم”. حتى عندما سُئل عن وجهة رحلته الرسمية الأولى، بدأ الأمور: “لديّ فكرتي، لكنني سأتحدث عنها فقط عندما تطرح المسألة حقًا”. “إنه غير قادر على تأكيد موقف”، يتحسّر مسؤول منتخب من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي يفضل عدم الكشف عن هويته.

تحالفات بدون المسيحي الديمقراطي؟
   على هذا السؤال، الذي تم طرحه خلال مقابلة ثلاثية أجريت مع قناة أي أر دي في نهاية شهر يونيو، أجابت أنالينا بربوك، المرشحة عن حزب الخضر، دون تردد بروكسل، وأولاف شولز، باريس، لأنه “تقليد جيد” للعلاقات الفرنسية الألمانية.

   هذا المقتطف، الذي ظهر على تويتر في قلب هذا الصيف البطيء بالنسبة إلى لاشيت، أدى إلى تشويه صورته بشكل أكبر، هو الذي أظهر أنه عاجز على إدارة كارثة الفيضانات في مقاطعته شمال الراين -ويستفاليا، وقد استقبله السكان المحليون واصفين اياه بـ “ميغا-صفر».
   «إذا كانت استطلاعات الرأي متقاربة جدا، فليس ذلك بسبب ارتفاع أسهم الاخرين بشكل ملحوظ”، هذا ما يحلّله غيرو نيوجباور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة. ولا يعتقد هذا المتخصص في الحزب الاشتراكي، في انتصار أولاف شولتز، “يجب ألا ننسى أن نشطاء حزبه رفضوا رئاسته للحزب قبل أقل من عامين».

   يجسد شولز تنازلات الحزب الاشتراكي الديمقراطي لليمين، وهو اشتراكي ديمقراطي وسطي متورط في الفضائح الأخيرة التي شوهت التحالف. آنالينا بربوك، التي أضعفتها العثرات والحملة العدوانية المعادية للخضر في الصحافة اليمينية، بدأت جولتها في ألمانيا هذا الأسبوع، ومع ذلك، تبقى تسعفها الأخبار المناخية لصيف شديد القسوة، والتقرير الأخير للهيئة الدولية المعنية بتغيّر المناخ، وتخدمها.
   من دون الحاجة إلى اللجوء إلى أقصى اليسار، وبدعم من ليبراليي الحزب الديمقراطي الحر”12 بالمائة”، تُظهر استطلاعات الرأي، أن الائتلافات يمكن أن تنشأ بدون حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

 فهل أنجيلا ميركل على وشك أن تخسر التحدي النهائي، تحدي خلافتها؟ منذ عام 1966، لم ينجح أي رئيس وزراء في ترك السلطة وهو يسلّم المشعل إلى خليفته المعين.
   كان يعتقد أن المسيرة الاستثنائية للمستشارة المنتهية ولايتها، ستعفيها من هذه اللعنة.
 وفي الوقت الذي كانت ترغب في البقاء فوق معركة الاحزاب، إلا أنها ستضطر إلى النزول إلى الساحة يوم السبت المقبل في برلين، لحضور اجتماع مع مهرها... لم تكن أي حملة انتخابية ألمانية مفتوحة بهذا الشكل.