(عاليا) قررت التحدي وكسر القيود والتقاليد

أمينة خليل: "ليه لأ" لا يحرض الفتيات على الهروب من المنزل

أمينة خليل:

تمكنت من حفر اسمها بقوة بين نجمات جيلها بموهبتها وتلقائيتها وبساطتها وصدقها فى الأداء، ودخلت قلوب الجمهور بجمالها ورقتها.. لها لون خاص وشخصية قوية وخلفية ثقافية فى مجالات عديدة ومتنوعة.. تألقت فى العديد من أدوارها، إنها الفنانة الشابة أمينة خليل .. في هذا الحوار تتحدث أمينة عن سبب اختيارها لهذه القصة لتخوض بها أولى بطولاتها المطلقة في الدراما التليفزيونية بمسلسل "ليه لأ"، وترد على الاتهام الموجه للمسلسل بتحريض الفتيات على الهروب من منزل الأسرة.

• ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل " ليه لأ " وخوض البطولة المطلقة لأول مرة؟
- العمل رائع على كل المستويات وتوفَّرت فيه جميع عناصر النجاح، فالقصة واقعية إلى حد كبير ومكتوبة بشكل مميز، كما أنني سعدت بالعمل مع نخبة من نجوم التمثيل.. وجذبني في شخصية "عاليا" تفاصيل قصتها فهي فتاة ثلاثينية متمردة قررت أن تصنع سعادتها بنفسها، ولذا ترفض الزواج من رجل لا تحبه وتهرب قبل ساعات من حفل زفافها وتتخلص من تدخل والدتها في حياتها.

• كيف تم ترشيحك لبطولة لمسلسل "ليه لأ"؟
- تم ترشيحى من المخرجة "مريم أبو عوف"، وقبل بداية تصوير المسلسل ببضعة أسابيع طلبت مقابلتي، وهو ما رحبت به وأخبرتها بأنني سأزورها في منزلها وكانت المقابلة الأولى رائعة حتى إننا تحدثنا معا من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي، ونشأت بيننا صداقة سريعة.

• ما رأيك في الجدل الذي أثاره مسلسل " ليه لأ "؟
- "مخضوضة" من الجدل والنقاشات اللي عملها المسلسل بين الفتيات والأمهات لكن أنا فخورة جدا وسعيدة بالعمل، وأنا لم أقلق أو أخف من الدور لأننا نطرح قضايا واقعية في المجتمع..أحمد الله على نجاح العمل واستقبال الجمهور له بصورة رائعة، وخصوصاً شخصية "عاليا" التي أثارت موجة من الجدل فقد تعاطف معها فريق من الناس ورأى في تمردها شيئاً إيجابياً لأنها تبحث عن سعادتها وحريتها.. ورفض آخرون تصرفها وقالوا إنه لا يجوز أن تهرب الفتاة من أسرتها.. وعلى كل حال الجدل حول المسلسل أسعدني وأعتبره أكبر دليل على النجاح.

• هناك اتهام بأن المسلسل يحرض الفتيات على الهروب من منزل الأسرة.. فما رأيك؟
- البعض فهموا أننا نحرض الفتيات على ترك منازل أهلهن، وهذا غير صحيح، المسلسل يتناول نموذجاً موجوداً في الواقع، لشخصية "عاليا" التي قررت التحدي وكسر القيود والتقاليد والضغوط التي فرضها المجتمع، لكن هذا لا يعني أن المسلسل يحرض البنات على ترك منزل الأسرة، فهذا ليس صحيحاً بالمرة، كما لا يجوز بشكل عام أن نطبق هذا المبدأ على الفن.. فتقديم شخصية فتاة "مدمنة مخدرات" لا يعني أنني أشجع على ذلك وعندما أقدم شخصية "زعيمة عصابة" مثلاً لا يعني تحريض المجتمع على السرقة، نحن فقط نقدم نموذجاً، ونحكي قصة موجودة في الواقع من كل جوانبها.. ولكن المسلسل يدعم فكرة عمل الفتيات تعمل، وألا تتزوج من شخص لا تحبه، وأن يكون لديها حريتها الشخصية في الاختيار.. والجدل الذي فتحه العمل بين الفتيات والأمهات مهم ويمس قضايا ومواقف حياتية حقيقية تتعرض لها كل فتاة داخل أروقة منزلها، وليس كل الناس مؤيدة لوجهة نظر البطلة "عاليا"، فهناك مجموعة تؤيد الأم "هالة صدقي"، ونحن في " ليه لأ " نقدم الرأي والرأي الآخر.

• ما الرسالة التى يسعى المسلسل لتقديمها؟
- قليل جداً من الفتيات في مصر يعشن بمفردهن في بيوت مستقلة عن الأسرة قبل الزواج لأن العادات والتقاليد تري أن البنت لا تخرج من بيت والدها إلا على بيت زوجها مباشرة، فنحن نشأنا في بلد لا يتقبل فكرة استقلال الفتاة بسهولة، كما هو الحال في الغرب الذي تستقل فيه البنت والولد مع دخولهما الجامعة.. ولكن الرسالة التي يسعى إليها المسلسل، ليس المهم فيها ماذا فعلت "عاليا"، ولكن السؤال المهم الذي يجب أن نتوقف عنده هو: ما الذي جعل هذه الفتاة تصل لقرار ترك منزل الأسرة؟ وما الذي ستخرج به من التجربة؟ فشخصية الأم "سهير" التي تجسدها الفنانة هالة صدقي، لم تكن تسمع ابنتها "عاليا" على الإطلاق، ولكنها طوال الوقت تكبت حريتها وتضغط عليها حتى اضطرت لترك المنزل، وبالتالي الرسالة الأساسية للمسلسل هي أن الأهل يجب أن يسمعوا أبناءهم، خصوصاً البنات.. وهنا يجب التأكيد على أمر مهم، أن استماع الأم لابنتها لا يتعارض مع التربية، فعندما ترتكب الابنة أي خطأ، يجب على الأم أن تربيها وتعلمها الصواب، فنحن لا نخلط بين الأمرين.

• هل شخصية "عاليا" تتشابه مع شخصية أمينة خليل خصوصاً أنك تعيشين المرحلة العمرية نفسها تقريباً؟
- لا أريد الإفصاح عن رأيي حتى لا أفرضه على المسلسل وأفضل أن أكون محايدة في كل ما يتعلق بالمسلسل من قضايا.. وبالمناسبة عندما أجسد شخصية، لا يكون شرطاً على الإطلاق الاتفاق مع مبادئها وأفكارها لأنني بالفعل أكون محايدة عند اختيار الأدوار، فلا أحد يعرف شيئاً عن حياتي وقراراتي، ولا أحد له علاقة بي، فأنا ممثلة أقدم كل الأدوار بجميع ألوانها وأشكالها، وليس من حق أي أحد أن يحكم علي من خلال دور أقدمه.. ولكن "الكلام الموجود في المسلسل مفيش بنت مصرية ما سمعتوش من أهلها في أي فترة من فترات حياتها".

• حدثينا عن مشاركة والدتك فى المسلسل؟
- تم الاستعانة بوالدتى لتقديم بعض المشاهد وهو دور صاحبة ملجأ للكلاب والحيوانات الأليفة لأن والدتى ناشطة في مجال حقوق الحيوان خاصة الكلاب الضالة، واقترحت المخرجة مريم أبو عوف الاستعانة بها خاصة انها ستقدم دورا قريبا من شخصيتها الحقيقية.

• كيف تختارين أعمالك؟
- أعتمد على إحساسي في اختيار أعمالي وأعتبر ذلك "المؤشر الوحيد" وعندما تلمس الشخصية إحساسي وأشعر بكل تفاصيلها أرحِّب بالفكرة وأخوض التجربة دون تردد، وأحمد الله أن كل أعمالي التي اخترتها بهذه الطريقة نالت إعجاب الجمهور والنقاد وحققت نجاحاً كبيراً.

• ما الأهم بالنسبة لك رأي الجمهور أم النقاد؟
- بصراحة شديدة أحترم رأي الجمهور وأقدر رأي النقاد وأحرص على متابعته، فالجمهور هو مصدر النجاح ونصنع الأعمال من أجله ومن الأهمية أن نقدم أعمالاً فنية واقعية تمس الجمهور وتقترب من مشاكله.. أما النقاد فلديهم وجهات نظر قائمة على الدراسة وأي فنان يحاول الاستفادة من تحليل وتقييم النقاد.

• سجلك الفني يضم عدداً كبيراً من الأعمال الرائعة، ما العمل الذي تطلب مجهوداً كبيراً للتحضير؟
- أرهقني للغاية مسلسل "جراند أوتيل" الذي قدمت فيه شخصية "نازلى"، فقد كان صعباً وحقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه.

• ما نسبة رضاك عن خطواتك الفنية؟
- أنا أعمل ما أحب، وسعيدة بنفسي، لكن ليس من حقي الحكم على خطواتي وتجربتي، فهذا الحق للجمهور والنقاد؛ لكن إذا كان هناك من يستحق الشكر على الوقوف بجانبي في رحلتي القصيرة، بعد الله، فهي أسرتي؛ لأنها تدعمني وتقف في ظهري طول الوقت، فأنا لم تكن لدي أم مثل "سهير" في المسلسل، بالعكس كانت تسمعني طول الوقت بالتوازي مع تربيتي، وكنا أصدقاء طول الوقت، ولذلك لم أسع للتمرد؛ لأنها بالفعل كانت تمنحني المساحة لأكون الشخص الذي أختاره وأرضى عنه، من دون ضغوط، فأسرتي غرست بداخلي أساسيات التربية، وتركت لي حريتي لأنها تعرف أنني أبداً لن أخون ثقتهم، وهذا يخلق احتراماً كبيراً جداً بين البنت والديها، فهذا يجعلها تخاف من عدم رضاهما أكثر من الخوف منهما، وهذا من أساسيات التربية في نظري، فالجميع يخطئ، ولكن كيفية تعامل الأسرة مع الخطأ هي التي تصنع الفرق، لذلك لابد من التأكيد على أنه لم يكن وارداً أن أصل لما أنا عليه الآن من دون أهلي، ووقوف أبي وأمي بجانبي.. هذا بالإضافة إلى الجمهور الذي يشاهد أفلامي ومسلسلاتي، وبدعمهم يتحمس صناع المسلسلات والأفلام للاستعانة بي في أعمال جديدة.

• ما جديدك بعد نجاح مسلسل " ليه لأ "؟
- أشارك فى بطولة فيلم "صاحب المقام"، بطولة يسرا، وآسر ياسين، وبيومى فؤاد، وريهام عبدالغفور، ونسرين أمين، ومحمود عبد المغنى وإنجى المقدم، إخراج ماندو العدل.. وتدور أحداث صاحب المقام فى إطار اجتماعى سياسى.وأستعد لطرح فيلم "توأم روحى" مع النجم حسن الرداد فى ‏موسم عيد الأضحى المقبل، من إخراج عثمان أبو لبن ومن تأليف أمانى التونسى وتدور أحداثه فى إطار رومانسى.