أنس جابر: لن أتوقف عن الكفاح للفوز ببطولة كبرى

أنس جابر: لن أتوقف عن الكفاح للفوز ببطولة كبرى

أقرت لاعبة التنس التونسية أنس جابر، بأنه سيكون من الصعب عليها تقبل هزيمتها في نهائي أميركا المفتوحة أمام البولندية إيغا شفيونتك، لكنها أكدت أنها ستواصل الكفاح من أجل التتويج بلقب بطولة كبرى، حيث أبدت قناعتها بأن نهائيات كثيرة تنتظرها.
وقالت جابر في مؤتمر صحفي بعد خسارتها نهائي أميركا المفتوحة، الذي فازت به شفيونتك المصنفة الأولى عالميا بنتيجة 6-2 و7-6 (7-5) "خسارة نهائي ويمبلدون كانت صعبة وهذه الهزيمة ستكون صعبة أيضا".

وأضافت: "سوف أرى إذا كنت سأتمكن من النوم. لكن الفوز والهزيمة جزء من التنس. استغرق الأمر وقتا حتى توجت بأول لقب احترافي وسيستغرق تتويجي بلقب بطولة كبرى وقتا أيضا". وتابعت: "لن أتوقف عن الكفاح. بالتأكيد سأبلغ نهائي آخر. أنا واثقة من أنني سأتطور ومن أنه تنتظري نهائيات كثيرة". وتدرّبت أنس جابر في ملاعب الفنادق خلال طفولتها، ثم مع الفتيان، قبل أن تحطّم الحواجز ببلوغها نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز الاميركية، آخر البطولات الاربع الكبرى، من دون ان تتمكن بالتتويج بها ما كان سيجعلها أول لاعبة إفريقية وعربية تحرز لقب بطولة كبرى في كرة المضرب.

إنجاز تلو الآخر: أوّل لاعبة عربية في ربع نهائي بطولة كبرى في استراليا 2020، أول عربية متوّجة بدورة احترافية في برمنغهام 2021، الأولى عربياً بين العشرة الاوائل في التصنيف العالمي وصولاً إلى الوصافة، واوّل متوّجة بلقب احدى دورات الالف في مدريد في أيار/مايو الماضين، قبل انجازيها في ويمبلدون في تموز/يوليو الماضي عندما خسرت النهائي، ثم فلاشينغ ميدوز على الرغم من خسارتها امام البولندية الأولى عالمياً إيغا شفيونتيك في النهائي 2-6 و6-7 (5-7). يذكر ان الجنوب إفريقيات أيرين باودر بيكوك (فرنسا 1927)، رينيه شورمان (أستراليا 1959) وسارة رينولدز (ويمبلدون 1960)، هن الوحيدات من افريقيا بلغن نهائي البطولات الأربع الكبرى، في حقبة الهواة التي باتت احترافية في العام 1968.

تسلقت جابر المصنفة خامسة عالمياً حالياً والتي ستصعد الى المركز الثاني في الترتيب الجديد الاثنين بفضل نتيجتها في البطولة الاميركية، القمة بسرعة في غضون عامين، وتبقى فخورة بتونس، وطنها وبلد نشأتها "حيث تدرّبت بين الثالثة والسادسة عشرة او السابعة عشرة". وفي مبادرة منها، قامت خلال شهر تمّوز/يوليو 2021 ببيع مضربيها في المزاد العلني لشراء معدات طبية ومساعدة المستشفيات في بلادها التي شهدت موجة "تسونامي" من جائحة كوفيد-19، وساهمت بترميم واعادة تهيئة مدارس ومعاهد في محافظات مهمّشة في شمال غرب تونس.

يُعرف عنها جرأة وصرامة في اللعب ولا تتردّد في أن تتوقف لتطلب من أحد المشجعين التزام الصمت لتتمكن من التركيز. وصمّمت شركة المستلزمات الرياضية "لوتو" قميصاً خاصاً بها كُتب عليه "يلّا حبيبي"، ارتداها معسكر جابر خلال المباراة النهائية في نيويورك، في إشارة إلى أن اللاعبة "مصدر إلهام للآخرين".
مرحة وتسعى دائماً إلى التعليق بطريقتها الخاصة، حيث تملك جرأة لطلب الاستماع إلى ايقاعات وأغان تونسية بعد كل مباراة انتصرت فيها خلال دورة برلين التي أحرزت لقبها هذه السنة. وتفاعل معها المسؤول عن التنشيط في الملعب وبث لها خصيصاً مقطعاً من أغنية لفنان الراب التونسي "بلطي".

كثيرة النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي وتنشر مقاطع فيديو وصوراً لجزء من حياتها العائلية الخاصة مع زوجها المعد البدني كريم كمّون وكذلك باحتفالها بانتصاراتها بعد كل دورة. وُلدت أنس أو "وزيرة السعادة" كما يلقّبها التونسيون في مدينة قصر هلال الساحلية (شرق)، في 28 آب/أغسطس 1994، في عائلة تتكوّن من شابين وفتاتين هي أصغرهم. عن الدور الكبير الذي لعبته والدتها سميرة في اطلاق مسيرتها، تقول "والدتي كانت ملهمتي. هي عاشقة كبيرة للتنس واخذتني الى ناد للتنس عندما كنت بعمر الثالثة. كانت تمارس اللعبة مع اصدقائها واقوم انا بالتعليق". تابعت "كنت امضي كل النهار سعيدة في نادي التنس لدرجة اني كنت انسى تناول الطعام". قالت لوالدتها "+يوما ما ساجعلك تشربين القهوة في رولان غاروس+".

كانت بداية أنس في محافظة سوسة الساحلية شرق البلاد، في ملاعب على ملك فنادق في المنطقة السياحية، ثم انتقلت إلى ملعب "نادي حمّام سوسة" في ذات المحافظة "بدأت في ناد صغير في بلدتي في المنستير ثم انتقلنا إلى حمام سوسة (شرق). لعبت هناك في الفنادق لعدم تواجد أندية كرة مضرب". أردفت جابر التي بدأت خطواتها الأولى بمركز النهوض بلعبة كرة المضرب في المدرسة مع مدربها آنذاك نبيل مليكة، انه "بعد خوض دورات محلية وتحقيق نتائج جيدة، خضت أول دورة دولية في باريس عندما كنت بعمر العاشرة. بعمر الثالثة عشرة ذهبت إلى تونس العاصمة للتدرب والدراسة في الوقت عينه". مدرّبها مليكة الذي رافقها طوال عشر سنوات، اكتشف موهبة فريدة بشخصية "تحاول ان تكون المتميزة" على بقية رفاقها من البنات والأولاد كذلك.

يشرح مليكة الذي رافقها حتى بلوغها الثالثة عشرة "كانت لها قدرات تحكّم كبيرة في الكرة، حتى أن مدربين آخرين حاولوا استقطابها لكرة اليد، وفعلا فكّرت أنس بجدية في تغيير اختصاصها لكن تمسّكت ببقائها في رياضة التنس". يقول زميلها السابق عمر العبيدي لوكالة فرانس برس من أمام ملعب للتنس يحمل اسمها تكريما لها في "نادي حمّام سوسة" حيث أمسكت البطلة المضرب لأوّل مرة "أتذكر اننا كنا نلقبها روجيه فيدرر" نسبة إلى أسطورة التنس السويسري. تابع "واجهتها خلال التمارين، فرمت كرة ساقطة حاولت اللحاق بها لكني سقطت وكُسرت يدي". منذ ذلك التاريخ "تلقبني بالخبيزة "باللهجة التونسية تعني المغلوب".