أوكرانيا تسعى لاستبعاد موسكو من مجلس الأمن

أوكرانيا تسعى لاستبعاد موسكو من مجلس الأمن


تطلب أوكرانيا إخراج روسيا من مجلس الأمن الدولي، غداة تصريحات جديدة للرئيس فلاديمير بوتين اتهم فيها الغرب باتباع سياسة “فرق تسد”، بينما أدى هجوم جديد بمسيرة أوكرانية على قاعدة جوية روسية إلى سقوط ثلاثة قتلى. وصرح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في برنامج تلفزيوني بمناسبة عيد الميلاد “أمس الاثنين سنعلن موقفنا رسميا. لدينا سؤال بسيط جدا: هل لروسيا الحق في البقاء عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي وأن تكون (عضوا) في الأمم المتحدة؟».

وأضاف “لدينا إجابة مقنعة ومنطقية: لا، لا تملك هذا الحق”، مشيرا إلى أن مسألة شغل روسيا مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي - مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين - تناقش أساسا في الأوساط الدبلوماسية.
وبعدما أوضح أن هذه المسألة لم تطرح بعد في مؤتمرات صحافية أو بيانات عامة لقادة الدول والحكومات، قال كوليبا إنه “على مستوى أدنى، يتم طرح السؤال بالفعل حول ما يجب أن تصبح عليه روسيا حتى لا تشكل تهديدا للسلام والأمن».
من جهة أخرى، أسقطت قوات الدفاع الجوي الروسية ليل الأحد الاثنين طائرة مسيرة أوكرانية عند اقترابها من قاعدة جوية في جنوب روسيا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص عند سقوط حطامها، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.

وقالت وكالة تاس نقلا عن وزارة الدفاع الروسية “في 26 كانون الأول-ديسمبر حوالي الساعة 01,35 بتوقيت موسكو (22,35 ت غ الأحد)، أسقطت مركبة جوية أوكرانية من دون طيار على ارتفاع منخفض أثناء اقترابها من مطار إنجلز العسكري في منطقة ساراتوف».
وأضافت أنه “نتيجة لسقوط حطام الطائرة أصيب ثلاثة جنود فنيين روس كانوا في المطار بجروح قاتلة”، لكنها أكدت أن الهجوم لم يحلق ضررا بأي طائرة.

وسعى رومان بوسارجين حاكم منطقة ساراتوف إلى طمأنة السكان، مؤكدا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه “ليس هناك أي تهديد على الإطلاق لهم” وأنه لم تتضرر أي من البنى التحتية المدنية.

وحذر من نشر “معلومات كاذبة” مذكرا بالقوانين المتشددة التي تم تبنيها بعد بدء الهجوم العسكري على أوكرانيا في نهاية شباط/فبراير. وأكد أن “كل القصص عن إخلاء المدينة هي أكاذيب صارخة ومعلومات ملفقة خارج حدود بلدنا». ولم تعلق كييف على الهجوم. اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد الغرب بالسعي إلى “تقسيم” روسيا، مؤكدا في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن الهجوم على أوكرانيا يرمي إلى “توحيد الشعب الروسي».
وقال بوتين “كل شيء يستند إلى سياسة خصومنا الجيوسياسيين الذين يهدفون إلى تقسيم روسيا، روسيا التاريخية”. وأضاف “فرّق تسُد: حاولوا دائماً القيام بذلك، يحاولون القيام بذلك الآن، لكن هدفنا مختلف تماما: توحيد الشعب الروسي».

وكان الرئيس الروسي قد برّر التدخّل العسكري في أوكرانيا في عدّة مناسبات، مشيرا إلى الحاجة إلى الجمع بين الأوكرانيين والروس، الذين لا يشكّلون بالنسبة إليه سوى شعب واحد. ودان مجدّدا موقف كييف وحلفائها الغربيين الذين “يرفضون (إجراء) محادثات”، مؤكدا أنّه “مستعدّ للتفاوض مع جميع المشاركين في هذه العملية (لإيجاد) حلّ مقبول” للنزاع.

ووعد الرئيس الروسي بأن تدمر قوات بلاده نظام الدفاع الجوي باتريوت الذي حصلت عليه كييف هذا الأسبوع من الأميركيين. وقال “بالطبع سنقوم بتدميرها مئة بالمئة». وبالإضافة إلى نظام باتريوت، عاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من زيارته للولايات المتحدة بوعد بمساعدات بقيمة 45 مليار دولار من الميزانية الفدرالية الأميركية المقبلة. وأكدت هيئة الأركان العامة الروسية أنها تهدف إلى احتلال المنطقة الصناعية بأكملها في دونيتسك لكن زيلينسكي يريد استعادة المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا في نهاية أيلول/سبتمبر - دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون - وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

ودان زيلينسكي “الإرهابيين” الروس الذين قصفوا السبت وسط خيرسون وهي مدينة في جنوب أوكرانيا استعادتها كييف في 11 تشرين الثاني-نوفمبر بعد ثمانية أشهر من احتلالها من قبل قوات من موسكو.

وقصف السوق المركزي والشوارع المجاورة مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح 55 آخرين. ودعا زيلينسكي الأوكرانيين إلى الاستعداد لمزيد من الهجمات بحلول نهاية العام. وقال “يجب أن ندرك أن عدونا سيحاول جعل هذه اللحظة مظلمة وصعبة».
لكن فلاديمير سالدو رئيس الإدارة الموالية لروسيا في خيرسون حمل الجيش الأوكراني مسؤولية الهجوم الذي وصفه بأنه “استفزاز مقزز يهدف بالطبع إلى اتهام القوات المسلحة لروسيا الاتحادية». احتفل أوكرانيون أرثوذكس قبل أسبوعين على احتفالاتهم التقليدية، بعيد الميلاد الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف إلى جانب الكاثوليك.

وقالت أولغا ستانكو لوكالة فرانس برس في كنيسة في وسط المدينة “الحرب جلبت لنا الكثير من الحزن”. وأضافت “لا يمكننا البقاء تحت النفوذ الروسي».

وأعربت أولينا زاخاروفا غوريانسكا عن سعادتها بالاحتفال بعيد الميلاد في 25 كانون الأول-ديسمبر للمرة الأولى، واصفة ذلك بأنه خيار بديهي بعد المعاناة من جراء الاحتلال الروسي لبلدة غوستوميل الواقعة في شمال كييف. وقالت “لا أريد أن يكون هناك ما يربطني بالمحتلين، وبالعدو».
وتنقسم أوكرانيا، البلد الذي غالبية سكانه من الأرثوذكس، بين كنيسة تابعة لبطريركية موسكو - أعلنت أنها قطعت علاقاتها مع روسيا في نهاية أيار-مايو بسبب الهجوم الروسي - وكنيسة روسية مستقلّة عن الوصاية الروسية.