رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده
يبررون مواقف الكرملين واستراتيجياته:
أوكرانيا: روس يريدون الذهاب أبعد من بوتين...!
-- سيرجي كيرينكو متعاون بدون حقيبة محددة وبدون أيديولوجية واضحة يرى نفوذه ينمو
-- فلاديمير سولوفيوف متعصب، يجسد في برنامجه كراهيته للغرب
-- يعتبـر قاديـــروف أول داعـــم لفلاديمير بوتين ملتزمًا تمامًا بالحرب
-- باتروشيف مفكر أكثر من كونه منفذًا، وصديق قديم لبوتين
-- إيجور خولموغوروف، يمنح الكرملين الشرعية الفكرية لأفعاله
فلاديمير سولوفيوف، رمضان قديروف، نيكولاي باتروشيف، سيرجي كيرينكو، إيجور خولموغوروف. بورتريه لخمسة شخصيات من القومية الروسية المتطرفة، لخمسة أصوات محاربة تبرر تصرفات الكرملين بل وتدعوه أحيانًا إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من رؤيته ومخططاته. إنهم متشددو النظام، والقوميون المتطرفون، وأنصار الذهاب الى الاقصى. إنهم سياسيون أو مثقفون أو صحفيون، لكنهم قبل كل شيء يشكلون الناقلات الأساسية التي يحتاجها الكرملين لتشكيل وعي الناس. في مواجهة الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي حاليًا في أوكرانيا، يبدو هؤلاء الصقور أحيانًا كأرواح حرة، لا يترددون في انتقاد الجيش -وهو ما يعاقب عليه القانون في روسيا -أو اقتراح أفكار متطرفة. وهكذا، يبدون في بعض الأحيان أكثر “تعصباً” من بوتين نفسه. الا إذا كان هذا الأخير يستخدمهم لنشر أفكار، واستنكار مواقف، وتقصّي ردود الفعل. ان الاستماع إلى، أو قراءة الهذيان اليومي لفلاديمير سولوفيوف، والصواريخ الحربية اللغوية لرمضان قديروف، والتحليلات الحضارية لنيكولاي باتروشيف، والتبريرات الإدارية لسيرجي كيرينكو، والتعليمات القومية لإيجور خولموغوروف، من المثير للاهتمام أنها تمثل كل مشاعر الكرملين، في يقينه وفي شكوكه.
• فلاديمير سولوفييف : صوت في خدمة “الحقيقة»
فلاديمير سولوفييف رجل براغماتي غيّر رأيه في الوقت المناسب. انتقد عام 2007، في كتاب حب السلطة، أعضاء حزب روسيا المتحدة، حزب بوتين، دخل، عام 2019، إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأنه مكث طيلة خمس وعشرين ساعة وثلاث وخمسين دقيقة وسبع وخمسون ثانية في عرض برنامج على قناة روسية 1، قناة الكرملين. السلطة، انتهى الأمر بوقوعه في حبها، وذهب إلى حد بيع نفسه مقابل: شقق جميلة في موسكو، وداشا ضخمة على مشارف المدينة، وفيلا بالقرب من بحيرة كومو الإيطالية.
اليوم، يقدم برنامجا تلفزيونيا بعنوان “أمسية مع فلاديمير سولوفييف”. أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة ألاباما بالولايات المتحدة هذا، يبث يوميا خطابا قوميًا متطرفا بشكل متزايد في مواجهة الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا. وفي بداية سبتمبر دعا إلى تطهير القيادة الروسية التي قال إنها مسؤولة عن الوضع الحالي. “ما يقال على روسيا -1 ليس غريباً، إطلاقا، على ما يقال في الكرملين. إذا تم استهداف المسؤولين العسكريين، فذلك لأن بوتين نفسه غاضب”، تشرح جاليا أكرمان، المتخصصة في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي.
ومثل سيده، يستحضر أيضًا الأسلحة النوويــــــة بانتظــــــام، والتي يتم تقديمهــــــا كبديل جـــــاد تمامًا.
الرجـل متعصب، يدعــــو أكثر الشخصيات الفكريـــــــة راديكالية في روســــيا إلى برنامجـه الحواري، ويجسد كراهيته لغرب يملك مشروعا دائما لتدمير بلاده. وعلامة على أهميته، أو بالأحرى مصداقيتــــــه، فهـو أحد الصحفيين القلائل المصرح لهم بإجراء مقابلة مع فلاديمير بوتين.
وبالنسبة للروس الذين لا يشاهدون التلفزيون، فمن الممكن دائمًا العثور عليه على الراديو، في محطة فيستي اف ام الحكومية. سولوفييف موجود في كل مكان، على غرار روح الكرملين.
مع مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير سبوتنيك وروسيا اليوم، ودميتري كيسيليف، رئيس وكالة أنباء روسيا سيجودنيا، وأولغا سكابيسيفا، مقدمة برنامج 60 دقيقة على روسيا 1، سولوفييف هو جزء من كبار فريق الدعاية، نوع من الهيدرا الاعلامية الحديثة التي تتمثل مهمتها في إضفاء الشرعية على عمل الحكومة من خلال تمريره ليس فقط كما لو أنه عملهم، ولكن خاصة باعتباره الامكان الوحيد.
• رمضان قديروف :
الحرب وصولا إلى الجحيم
إذا كان علينا تلخيص شخصية رمضان قديروف في كلمة واحدة، فليس وصف “العاطفي” حقا ما يتبادر إلى الذهن. لكن في النهاية، يعرفه الكرملين أفضل من أي شخص آخر. واستنادا الى طبيعة شخصيته هذه، حاولت موسكو تبرير تصريحات الزعيم الشيشاني، الذي دعا، السبت، روسيا إلى استخدام “أسلحة نووية منخفضة الطاقة” حتى تصبح الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا مجرد ذكرى سيئة.
فمن خلال عملية قلب مذهلة، جعل ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم فلاديمير بوتين، من نفسه صوت العقل: “في الأوقات الصعبة، يجب استبعاد العواطف، نحن نفضل إجراء تقييمات موضوعية وأهداف محسوبة”. حماس قديروف المفرط تم تأطيره، ولكن لم يتم تجاهله، لم ينس بيسكوف ان يذكّر بـ “المساهمة البطولية” لرئيس جمهورية الشيشان منذ بداية الحرب.
في الواقع، يعتبر قاديروف أول داعم لفلاديمير بوتين ملتزمًا تمامًا بالحرب. غالبًا ما يظهر الى جانب معدات قتالية، ويبث مقاطع فيديو لرجاله وهم يتقدمون إلى الأمام، بل إنه أرسل ثلاثة من أبنائه، تتراوح أعمارهم بين 14 و15 و16 عامًا، للقتال. “يتم الإعلان عن الجنود الشيشان على نطاق واسع، لأنهم معروفون بشراستهم القتالية، لكنهم لا يمثلون سوى 100 إلى 200 مقاتل جديد في الأسبوع”، حسب قول جاليا أكرمان. ومع ذلك، فإن قديروف شخصية مفيدة للغاية للنظام.
عندما يهاجم هيئة الأركان العامة للجيش، ويصف الجنرال المسؤول عن العمليات بأنه “عاجز”، يجب أن يُرى، بحسب المتخصص في الجغرافيا السياسية الروسية، لوكا أوبين، في مقابلة مع فرانس إنفو، “هجومًا مفتوحًا على الجيش وليس ضد فلاديمير بوتين “. كما في قضية سولوفيوف، فإن الانتقاد الموجه إلى “العملية الخاصة” في أوكرانيا من المرجح جدا أنه تمت المصادقة عليه من قبل الكرملين، الذي بات يخفي انزعاجه بشكل أقل تجاه كبار ضباط الجيش. انه من الصعب أن نفهم لماذا يخاطر قديروف -الذي يدين بكل قوته لبوتين وكان يدعمه دائمًا -بالابتعاد عنه في مثل هذه اللحظة الحرجة. وكدليل على أن الاثنين لا يزالان على ما يرام، أعلن قديروف يوم الأربعاء أنه تمت ترقيته إلى رتبة عقيد بمرسوم من بوتين، ثالث أعلى رتبة في التسلسل الهرمي العسكري الروسي.
• نيكولاي باتروشيف :
نسر بين الصقور
على عكس الشخصيات الأخرى المعروضة هنا، فإن نيكولاي باتروشيف مفكر أكثر من كونه منفذًا. والحقيقة هي أنه صديق قديم لبوتين، وأنه اتبع مسارا مهنيا شبيها إلى حد بعيد لبوتين في أجهزة الاستخبارات، وأنه يعتبر نفسه “خادمًا للدولة تتمثل مهمته في الحفاظ على روسيا ومصالحها”، على حد تعبير الصحفية إيلينا تشيرنينكو التي أجرت مقابلة معه لصالح صحيفة كوميرسانت في موسكو.
بصفته سكرتيرًا لمجلس الأمن الروسي، يعرف باتروشيف كل شيء، وإذا لم يكن الخليفة الدستوري في حالة إعاقة بوتين –يكون المنصب من نصيب رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين -فهو عقله المفكر. وكلمته، بقدر ما هي نادرة، فهي من ذهب.
في المقابلة الوحيدة التي أجراها منذ بدء غزو أوكرانيا، مع صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية، أوضح الحاجة إلى التدخل: “باستخدام أتباعهم في كييف، قرر الأمريكيون، في محاولة لشطب روسيا، إنشاء نقيض لبلدنا، واختاروا بكل صلف أوكرانيا من أجل هذا، ويحاولون بشكل أساسي تقسيم شعب واحد».
وفي مقابلة مع لاكسبريس، طرحت مراسلة الفايننشال تايمز السابقة في موسكو، كاثرين بيلتون، فكرة أن “باتروشيف هو من أقنع بوتين بأن الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لإضعاف روسيا”، قبل أن تصفه بأنه “متصلب”. إن بلاده تقاتل، حسب قوله، لإنقاذ هويتها الثقافية في مواجهة الانهيار الذي يريده الغرب، ويوصي بتكثيف الجهود حتى تنفجر الدولة الأوكرانية. وبإعلان التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط، هذا ما يفعله بوتين.
• سيرجي كيرينكو :
نائب ملك دونباس
من بين جميع الألقاب التي أطلقت عليه طوال حياته السياسية –مثل “كيندر سبرايز” بعد تعيينه رئيسًا للوزراء من قبل بوريس يلتسين عام 1998 -فإن لقب “نائب الملك في دونباس” هو الذي يعطي فكرة عن الأهمية الاستراتيجية التي يحتلها حاليًا سيرجي كيرينكو في المخطط التنظيمي للكرملين.
بصفته نائبًا لرئيس الإدارة الرئاسية، كان مسؤولاً عن التنظيم والإشراف على إجراء الاستفتاءات المناسبة التي قررتها روسيا في المناطق المحتلة الأربع في أوكرانيا: خيرسون وزابوريجيا ولوهانسك ودونيتسك. وكانت النتائج ترقى إلى مستوى التوقعات، ويمكن لكيرينكو على الأقل التباهي امام بوتين بالنجاح الإداري لمهمة “نزع النازية” في شرق أوكرانيا.
اليوم، مقتنعًا بمزايا التدخل في أوكرانيا، كان كيرينكو مع ذلك، في نهاية التسعينات، ممثل الجناح السياسي الليبرالي في روسيا. غير ان الأزمة الاقتصادية الرهيبة التي عصفت بالبلاد في ذاك الوقت –وسجّلت على حساب الانفتاح على الليبرالية الاقتصادية -نالت من قناعاته. وخصوصا، كان سيختفي من المشهد السياسي إذا لم ينقذه بوتين بمجرد وصوله إلى السلطة. بين 2005 و2016، كلّفه بشكل خاص بتطوير الأسطول النووي الروسي. هذا المتعاون بدون حقيبة محددة وبدون أيديولوجية واضحة، يرى “نفوذه ينمو”، وفقًا لكاثرين بيلتون، التي استشهدت به أولاً عندما سُئلت عن الرجال الرئيسيين في حاشية بوتين.
• إيغور خولموغوروف : التاريخ وجهة نظر
إيجور خولموغوروف، مفكر المدونات، وفيلسوف البرامج التلفزيونية، يمنح الكرملين الشرعية الفكرية لأفعاله. كاتب عمود في روسيا اليوم، مذيع في راديو سبوتنيك، وكاتب عمود في عدد كبير من الصحف والمواقع القومية، هذا المسكوفيت الذي تلقّى تكوينه في كلية الدراسات التوراتية والآبائية بجامعة العاصمة، هو المدافع عن القومية المتطرفة القائمة على المبادئ المقدسة للأرثوذكسية.
بعد فترة من الاقتراب من أفكار بوريس يلتسين، سرعان ما انضم إلى مشروع بوتين السياسي، وأغوته فكرة العودة الوشيكة إلى العظمة الروسية. عام 2007، أصبح المؤلف الرئيسي للموقع الإلكتروني لحزب روسيا المتحدة واستقبله الرئيس بوتين مرارًا لمناقشة الموضوع الشائك لماهية القومية الروسية وما ينبغي أن تكون عليه.
من خلال تقاسم الرؤية نفسها، ساد التفاهم بين الرجلين، وقد رحب خولموغوروف بحماس بضم شبه جزيرة القرم في فبراير 2014، حتى أنه نظّر تعبير “الربيع الروسي”، بهدف أن يتذكر التاريخ قوة هذا الشعب، الذي ينتهي به الأمر دائمًا إلى استعادة ما يعود اليه. لأن خولموغوروف هو أيضًا مؤرخ، عضو في جمعية تطوير تعليم التاريخ الروسي. وبالتالي، فإن هذا “المُراجع” للتاريخ، يمتلك، في نظر من هم في السلطة، الصفة العظيمة لتبرير الخيارات السياسية للحاضر في ضوء تحليل للماضي. لا ننسى أن بوتين قد أنشأ مؤسسة “مسؤولة عن مراقبة كتابة التاريخ”، الأمر الذي يتطلب مساعدة مثقفين محددين للغاية. عدو كبير لفكرة أوكرانيا ذات سيادة -وضعته كييف عام 2015 على قائمة الشخصيات الثقافية التي تشكل أفعالها تهديدًا لأمنها القومي -يقدم خولموغوروف، منذ أبريل الماضي، بثه الخاص على راديو سبوتنيك. وفي وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي استياء متزايدًا لدى الروس بشأن مجريات الحرب في أوكرانيا، يحتاجه الكرملين أكثر من أي وقت مضى لإعادة التعبئة.
-- فلاديمير سولوفيوف متعصب، يجسد في برنامجه كراهيته للغرب
-- يعتبـر قاديـــروف أول داعـــم لفلاديمير بوتين ملتزمًا تمامًا بالحرب
-- باتروشيف مفكر أكثر من كونه منفذًا، وصديق قديم لبوتين
-- إيجور خولموغوروف، يمنح الكرملين الشرعية الفكرية لأفعاله
فلاديمير سولوفيوف، رمضان قديروف، نيكولاي باتروشيف، سيرجي كيرينكو، إيجور خولموغوروف. بورتريه لخمسة شخصيات من القومية الروسية المتطرفة، لخمسة أصوات محاربة تبرر تصرفات الكرملين بل وتدعوه أحيانًا إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من رؤيته ومخططاته. إنهم متشددو النظام، والقوميون المتطرفون، وأنصار الذهاب الى الاقصى. إنهم سياسيون أو مثقفون أو صحفيون، لكنهم قبل كل شيء يشكلون الناقلات الأساسية التي يحتاجها الكرملين لتشكيل وعي الناس. في مواجهة الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي حاليًا في أوكرانيا، يبدو هؤلاء الصقور أحيانًا كأرواح حرة، لا يترددون في انتقاد الجيش -وهو ما يعاقب عليه القانون في روسيا -أو اقتراح أفكار متطرفة. وهكذا، يبدون في بعض الأحيان أكثر “تعصباً” من بوتين نفسه. الا إذا كان هذا الأخير يستخدمهم لنشر أفكار، واستنكار مواقف، وتقصّي ردود الفعل. ان الاستماع إلى، أو قراءة الهذيان اليومي لفلاديمير سولوفيوف، والصواريخ الحربية اللغوية لرمضان قديروف، والتحليلات الحضارية لنيكولاي باتروشيف، والتبريرات الإدارية لسيرجي كيرينكو، والتعليمات القومية لإيجور خولموغوروف، من المثير للاهتمام أنها تمثل كل مشاعر الكرملين، في يقينه وفي شكوكه.
• فلاديمير سولوفييف : صوت في خدمة “الحقيقة»
فلاديمير سولوفييف رجل براغماتي غيّر رأيه في الوقت المناسب. انتقد عام 2007، في كتاب حب السلطة، أعضاء حزب روسيا المتحدة، حزب بوتين، دخل، عام 2019، إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأنه مكث طيلة خمس وعشرين ساعة وثلاث وخمسين دقيقة وسبع وخمسون ثانية في عرض برنامج على قناة روسية 1، قناة الكرملين. السلطة، انتهى الأمر بوقوعه في حبها، وذهب إلى حد بيع نفسه مقابل: شقق جميلة في موسكو، وداشا ضخمة على مشارف المدينة، وفيلا بالقرب من بحيرة كومو الإيطالية.
اليوم، يقدم برنامجا تلفزيونيا بعنوان “أمسية مع فلاديمير سولوفييف”. أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة ألاباما بالولايات المتحدة هذا، يبث يوميا خطابا قوميًا متطرفا بشكل متزايد في مواجهة الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا. وفي بداية سبتمبر دعا إلى تطهير القيادة الروسية التي قال إنها مسؤولة عن الوضع الحالي. “ما يقال على روسيا -1 ليس غريباً، إطلاقا، على ما يقال في الكرملين. إذا تم استهداف المسؤولين العسكريين، فذلك لأن بوتين نفسه غاضب”، تشرح جاليا أكرمان، المتخصصة في روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي.
ومثل سيده، يستحضر أيضًا الأسلحة النوويــــــة بانتظــــــام، والتي يتم تقديمهــــــا كبديل جـــــاد تمامًا.
الرجـل متعصب، يدعــــو أكثر الشخصيات الفكريـــــــة راديكالية في روســــيا إلى برنامجـه الحواري، ويجسد كراهيته لغرب يملك مشروعا دائما لتدمير بلاده. وعلامة على أهميته، أو بالأحرى مصداقيتــــــه، فهـو أحد الصحفيين القلائل المصرح لهم بإجراء مقابلة مع فلاديمير بوتين.
وبالنسبة للروس الذين لا يشاهدون التلفزيون، فمن الممكن دائمًا العثور عليه على الراديو، في محطة فيستي اف ام الحكومية. سولوفييف موجود في كل مكان، على غرار روح الكرملين.
مع مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير سبوتنيك وروسيا اليوم، ودميتري كيسيليف، رئيس وكالة أنباء روسيا سيجودنيا، وأولغا سكابيسيفا، مقدمة برنامج 60 دقيقة على روسيا 1، سولوفييف هو جزء من كبار فريق الدعاية، نوع من الهيدرا الاعلامية الحديثة التي تتمثل مهمتها في إضفاء الشرعية على عمل الحكومة من خلال تمريره ليس فقط كما لو أنه عملهم، ولكن خاصة باعتباره الامكان الوحيد.
• رمضان قديروف :
الحرب وصولا إلى الجحيم
إذا كان علينا تلخيص شخصية رمضان قديروف في كلمة واحدة، فليس وصف “العاطفي” حقا ما يتبادر إلى الذهن. لكن في النهاية، يعرفه الكرملين أفضل من أي شخص آخر. واستنادا الى طبيعة شخصيته هذه، حاولت موسكو تبرير تصريحات الزعيم الشيشاني، الذي دعا، السبت، روسيا إلى استخدام “أسلحة نووية منخفضة الطاقة” حتى تصبح الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا مجرد ذكرى سيئة.
فمن خلال عملية قلب مذهلة، جعل ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم فلاديمير بوتين، من نفسه صوت العقل: “في الأوقات الصعبة، يجب استبعاد العواطف، نحن نفضل إجراء تقييمات موضوعية وأهداف محسوبة”. حماس قديروف المفرط تم تأطيره، ولكن لم يتم تجاهله، لم ينس بيسكوف ان يذكّر بـ “المساهمة البطولية” لرئيس جمهورية الشيشان منذ بداية الحرب.
في الواقع، يعتبر قاديروف أول داعم لفلاديمير بوتين ملتزمًا تمامًا بالحرب. غالبًا ما يظهر الى جانب معدات قتالية، ويبث مقاطع فيديو لرجاله وهم يتقدمون إلى الأمام، بل إنه أرسل ثلاثة من أبنائه، تتراوح أعمارهم بين 14 و15 و16 عامًا، للقتال. “يتم الإعلان عن الجنود الشيشان على نطاق واسع، لأنهم معروفون بشراستهم القتالية، لكنهم لا يمثلون سوى 100 إلى 200 مقاتل جديد في الأسبوع”، حسب قول جاليا أكرمان. ومع ذلك، فإن قديروف شخصية مفيدة للغاية للنظام.
عندما يهاجم هيئة الأركان العامة للجيش، ويصف الجنرال المسؤول عن العمليات بأنه “عاجز”، يجب أن يُرى، بحسب المتخصص في الجغرافيا السياسية الروسية، لوكا أوبين، في مقابلة مع فرانس إنفو، “هجومًا مفتوحًا على الجيش وليس ضد فلاديمير بوتين “. كما في قضية سولوفيوف، فإن الانتقاد الموجه إلى “العملية الخاصة” في أوكرانيا من المرجح جدا أنه تمت المصادقة عليه من قبل الكرملين، الذي بات يخفي انزعاجه بشكل أقل تجاه كبار ضباط الجيش. انه من الصعب أن نفهم لماذا يخاطر قديروف -الذي يدين بكل قوته لبوتين وكان يدعمه دائمًا -بالابتعاد عنه في مثل هذه اللحظة الحرجة. وكدليل على أن الاثنين لا يزالان على ما يرام، أعلن قديروف يوم الأربعاء أنه تمت ترقيته إلى رتبة عقيد بمرسوم من بوتين، ثالث أعلى رتبة في التسلسل الهرمي العسكري الروسي.
• نيكولاي باتروشيف :
نسر بين الصقور
على عكس الشخصيات الأخرى المعروضة هنا، فإن نيكولاي باتروشيف مفكر أكثر من كونه منفذًا. والحقيقة هي أنه صديق قديم لبوتين، وأنه اتبع مسارا مهنيا شبيها إلى حد بعيد لبوتين في أجهزة الاستخبارات، وأنه يعتبر نفسه “خادمًا للدولة تتمثل مهمته في الحفاظ على روسيا ومصالحها”، على حد تعبير الصحفية إيلينا تشيرنينكو التي أجرت مقابلة معه لصالح صحيفة كوميرسانت في موسكو.
بصفته سكرتيرًا لمجلس الأمن الروسي، يعرف باتروشيف كل شيء، وإذا لم يكن الخليفة الدستوري في حالة إعاقة بوتين –يكون المنصب من نصيب رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين -فهو عقله المفكر. وكلمته، بقدر ما هي نادرة، فهي من ذهب.
في المقابلة الوحيدة التي أجراها منذ بدء غزو أوكرانيا، مع صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية، أوضح الحاجة إلى التدخل: “باستخدام أتباعهم في كييف، قرر الأمريكيون، في محاولة لشطب روسيا، إنشاء نقيض لبلدنا، واختاروا بكل صلف أوكرانيا من أجل هذا، ويحاولون بشكل أساسي تقسيم شعب واحد».
وفي مقابلة مع لاكسبريس، طرحت مراسلة الفايننشال تايمز السابقة في موسكو، كاثرين بيلتون، فكرة أن “باتروشيف هو من أقنع بوتين بأن الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لإضعاف روسيا”، قبل أن تصفه بأنه “متصلب”. إن بلاده تقاتل، حسب قوله، لإنقاذ هويتها الثقافية في مواجهة الانهيار الذي يريده الغرب، ويوصي بتكثيف الجهود حتى تنفجر الدولة الأوكرانية. وبإعلان التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط، هذا ما يفعله بوتين.
• سيرجي كيرينكو :
نائب ملك دونباس
من بين جميع الألقاب التي أطلقت عليه طوال حياته السياسية –مثل “كيندر سبرايز” بعد تعيينه رئيسًا للوزراء من قبل بوريس يلتسين عام 1998 -فإن لقب “نائب الملك في دونباس” هو الذي يعطي فكرة عن الأهمية الاستراتيجية التي يحتلها حاليًا سيرجي كيرينكو في المخطط التنظيمي للكرملين.
بصفته نائبًا لرئيس الإدارة الرئاسية، كان مسؤولاً عن التنظيم والإشراف على إجراء الاستفتاءات المناسبة التي قررتها روسيا في المناطق المحتلة الأربع في أوكرانيا: خيرسون وزابوريجيا ولوهانسك ودونيتسك. وكانت النتائج ترقى إلى مستوى التوقعات، ويمكن لكيرينكو على الأقل التباهي امام بوتين بالنجاح الإداري لمهمة “نزع النازية” في شرق أوكرانيا.
اليوم، مقتنعًا بمزايا التدخل في أوكرانيا، كان كيرينكو مع ذلك، في نهاية التسعينات، ممثل الجناح السياسي الليبرالي في روسيا. غير ان الأزمة الاقتصادية الرهيبة التي عصفت بالبلاد في ذاك الوقت –وسجّلت على حساب الانفتاح على الليبرالية الاقتصادية -نالت من قناعاته. وخصوصا، كان سيختفي من المشهد السياسي إذا لم ينقذه بوتين بمجرد وصوله إلى السلطة. بين 2005 و2016، كلّفه بشكل خاص بتطوير الأسطول النووي الروسي. هذا المتعاون بدون حقيبة محددة وبدون أيديولوجية واضحة، يرى “نفوذه ينمو”، وفقًا لكاثرين بيلتون، التي استشهدت به أولاً عندما سُئلت عن الرجال الرئيسيين في حاشية بوتين.
• إيغور خولموغوروف : التاريخ وجهة نظر
إيجور خولموغوروف، مفكر المدونات، وفيلسوف البرامج التلفزيونية، يمنح الكرملين الشرعية الفكرية لأفعاله. كاتب عمود في روسيا اليوم، مذيع في راديو سبوتنيك، وكاتب عمود في عدد كبير من الصحف والمواقع القومية، هذا المسكوفيت الذي تلقّى تكوينه في كلية الدراسات التوراتية والآبائية بجامعة العاصمة، هو المدافع عن القومية المتطرفة القائمة على المبادئ المقدسة للأرثوذكسية.
بعد فترة من الاقتراب من أفكار بوريس يلتسين، سرعان ما انضم إلى مشروع بوتين السياسي، وأغوته فكرة العودة الوشيكة إلى العظمة الروسية. عام 2007، أصبح المؤلف الرئيسي للموقع الإلكتروني لحزب روسيا المتحدة واستقبله الرئيس بوتين مرارًا لمناقشة الموضوع الشائك لماهية القومية الروسية وما ينبغي أن تكون عليه.
من خلال تقاسم الرؤية نفسها، ساد التفاهم بين الرجلين، وقد رحب خولموغوروف بحماس بضم شبه جزيرة القرم في فبراير 2014، حتى أنه نظّر تعبير “الربيع الروسي”، بهدف أن يتذكر التاريخ قوة هذا الشعب، الذي ينتهي به الأمر دائمًا إلى استعادة ما يعود اليه. لأن خولموغوروف هو أيضًا مؤرخ، عضو في جمعية تطوير تعليم التاريخ الروسي. وبالتالي، فإن هذا “المُراجع” للتاريخ، يمتلك، في نظر من هم في السلطة، الصفة العظيمة لتبرير الخيارات السياسية للحاضر في ضوء تحليل للماضي. لا ننسى أن بوتين قد أنشأ مؤسسة “مسؤولة عن مراقبة كتابة التاريخ”، الأمر الذي يتطلب مساعدة مثقفين محددين للغاية. عدو كبير لفكرة أوكرانيا ذات سيادة -وضعته كييف عام 2015 على قائمة الشخصيات الثقافية التي تشكل أفعالها تهديدًا لأمنها القومي -يقدم خولموغوروف، منذ أبريل الماضي، بثه الخاص على راديو سبوتنيك. وفي وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي استياء متزايدًا لدى الروس بشأن مجريات الحرب في أوكرانيا، يحتاجه الكرملين أكثر من أي وقت مضى لإعادة التعبئة.