تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
إخفاق أمريكا في أفغانستان أسوأ مما يظن البعض
نقلت الإعلامية والصحافية الاستقصائية الحائزة على جوائز إيمي شاريل أتكينسون عن مصادر خاصة معلومات يمكن أن تفاجئ مراقبي الوضع الأفغاني.
وكتبت أتكينسون على مدونتها أن أحد هذه المصادر قال إن الانسحاب الفاشل من أفغانستان “أسوأ مما يدركه الناس”. مع انزلاق كابول نحو الفوضى، استطاعت وكالة المخابرات المركزية سي آي أي تدمير جميع المواد الحساسة التي كانت موجودة في فندق أريانا قبل المغادرة.
واستخدم عناصرها خيار “نار البركان” وهو مدمر كيميائي حراري متعدد المراحل قضى على كل ما أرادت واشنطن عدم سقوطه بين أيدي أعدائها. مع ذلك، تُركت مواد مهمة وحساسة في منطقة تبعد مسافة قليلة عن السفارة الأمريكية. تضمن ذلك عقوداً من المعلومات البيومترية عن الأفغان الذين ساعدوا الأمريكيين: بصمات، بيانات التعرف إلى الوجه، ومعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. جمعت طالبان الملفات البيومترية بسرعة. وفقاً للمعلومات، أرسلت الحركة رسائل إلكترونية مخادعة مدعية أنها صدرت عن وزارة الخارجية. وأصدرت تعليمات إلى هؤلاء الأفغان كي يلجأوا إلى “بيوت آمنة” مزيفة. حين وصل الأفغان إليها، قامت طالبان بإعدامهم. وقال مصدر في كابول: “إنه لأمر جرمي عدم تدمير وزارة الخارجية” قاعدة البيانات البيومترية قبل إخلاء السفارة الأمريكية. ليس واضحاً ما إذا كان الفشل المزعوم في تدمير المواد سببه السرعة أو عوامل أخرى.
أشارت الكاتبة إلى نقطة خلافية أخرى تحيط بالدعوة العسكرية السيئة لاستخدام طائرة بلا طيار كي تستهدف سيارة تبين لاحقاً أنها تقل مدنيين. قُتل 10 أفغان من بينهم سبعة أطفال. لم يكن هنالك أي من عناصر طالبان أو داعش في عداد القتلى على الرغم من أن المسؤولين العسكريين قالوا في البداية إن الغارة أصابت الأهداف الصحيحة. وأعلن مسؤولون عسكريون في شهادة حديثة أمام الكونغرس أنهم علموا خلال فترة قصيرة أن مدنيين قتلوا لكنهم لم يعترفوا بذلك فوراً. حتى اليوم، لم يحاسب أي مسؤول أمريكي لسقوط هؤلاء المدنيين. قال مصدر أمريكي في كابول لم يكن جزءاً من الفريق المسؤول عن الغارة إن عدداً من المسؤولين الأمريكيين كانوا يراقبون عن بعد كيف حددت طائرات درونز السيارة المشتبه بها. كانت المعلومات تشير إلى أن السيارة مليئة بالمتفجرات، “إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تفجيرها في حي بالقرب من مجموعة أولاد؟” أضاف المصدر أن المسؤولين راقبوا بدهشة طائرات درونز وهي تحدد السيارة وتنتقل سريعاً لتفجيرها. وتحدث مصدر آخر عن معرفة الجميع بعدم وجود متفجرات في تلك السيارة، لأنه لم يكن هنالك انفجار ثانوي.
لفتت أتكينسون النظر إلى قول مصادر إنها تبلغت رفض بايدن إعلان عملية إجلاء غير قتالية. هذا التصنيف الذي كان متوقعاً على نطاق واسع بين الفاعلين على الميدان الأفغاني أمكن أن يطلق استجابة عسكرية خاصة مع توجه قوات أمريكية مناسبة إلى كابول للمساعدة في عمليات الإجلاء. على سبيل المثال، كان من الممكن أن يتحرك 10 آلاف عنصر من هذه القوات ويتوجهوا إلى كابول وينزلوا بالمظلات إلى قاعدة باغرام الجوية لتأمينها واستخدامها لصالح عمليات الإجلاء. لكن التقارير تظهر أن بايدن لم يرد أن يتوجه هذا العدد إلى أفغانستان حتى من أجل إنقاذ الأمريكيين والحلفاء الأفغان بطريقة آمنة. عبر عدم الإعلان عن عملية إجلاء غير قتالية، كان على الجيش العمل بما تيسر ولم يكن قادراً على قيادة استجابة وفقاً لما تمليه الظروف والقواعد. من بين أولئك الذين تُركت معلوماتهم البيومترية في أفغانستان فرق مكافحة الإرهاب. يقول مصدر إن واشنطن “دربت واستخدمت 30 ألف عنصر منهم مع عائلاتهم”. أما بالنسبة للجيش الوطني الأفغاني النظامي الذي انهار سريعاً مع تقدم طالبان “فهو لم يحصل على رواتبه طوال سنة”. بعدما مول دافعو الضرائب الأمريكيون الجنود الأفغان بسخاء، تقول مصادر عدة إن الفساد تفشى داخل القيادة الأفغانية إلى درجة أن المال لم يصل إلى القوات المقاتلة. علاوة على ذلك، هدد عنصر من طالبان طياراً أفغانياً بسلاح أمريكي قائلاً: “أنت تعمل لصالحنا الآن، وإلا فستقتل أنت وعائلتك».
عقب تلك الفضيحة، بدا مساعدون آخرون للولايات المتحدة في دول عدة قلقين ومشككين. وقال أحدهم: “جاء مدير سي آي أي إلى أفغانستان كي يتحدث إلى واحد من أبرز عشرة مطلوبين حاولنا قتلهم خلال السنوات العشرين الماضية”. وأضاف: “دول أخرى تتساءل، لماذا سنساعدكم؟» يشمل ذلك الأكراد الذين طلبت منهم واشنطن المساعدة في شمال العراق. “هل سنكون مثل أفغانستان؟” هذا ما ينقله مصدر عن تساؤلات الأكراد. نتيجة لذلك، تستطيع روسيا وإيران الحصول على مواطئ قدم جديدة في مناطق تم حرمانهما منها سابقاً.
وتخضع القيادة الأمريكية للتشكيك أيضاً. “الآن أنا أعلم كيف “شعر آخر جيل” حيال فيتنام”، قال مصدر. “عانت أمريكا من بيرل هاربور، هجمات 11 سبتمبر، الانسحاب من سايغون والآن، جيلي، من أفغانستان».
مؤخراً، أخبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي الكونغرس أن الانسحاب من أفغانستان كان “نجاحاً لوجستياً لكن إخفاقاً استراتيجياً».