إذا أُلهِمتَ الكتابة فإلى أين يأخذك قلمك؟

إذا أُلهِمتَ الكتابة فإلى أين يأخذك قلمك؟


عندما تجلس أمام دفتر ملاحظاتك فأنت لا تعرف أبدًا إلى أين يمكن أن تأخذك الكتابة، للكتابة معنى خاص بها وهذا المعنى هو الدلالة والاتجاه في آن. قد تخطط للكتابة عن خطتك للمستقبل وإذ بك تجد نفسك تستحضر، على سبيل المثال، القط الصغير الذي كان يرافقك في  طفولتك، أو باقة الزنابق الطازجة التي أحضرتها من نزهتك في حديقة الأمس، التي اختفت اليوم.

الكتابة إذاً قارب، من دون مجاذيف، يتبع إرادة التيار، أو طائر حط ليستريح، وفتح جناحيه لبضع لحظات، متخليًا عن نفسه بإيمان، مستسلمًا لأهواء الريح.

الكتابة، وفقًا للتحليل الذي نشره موقع lesmotspositifs الفرنسي، تتمثل قبل كل شيء في اندفاعك خلف التدفق الغامض الذي يَعبُر الكاتب، وكن على يقين أنك لست أنت من يمسك القلم ولكن القلم هو الذي يحملك إلى مكان آخر نكتشفه هنا والآن. وبحسب التحليل، فإنّ ما نقرر كتابته يتحول إلى رؤى غير متوقعة، وذكريات مبهرة، ومفاجئة، ولعلك تستغرب فنصيح: يا إلهي! لم أكن أعلم أنّ كل هذا كان مخبَّأً في داخلي، ثم تنكشف الأسرار كالوحي، والمكبوت يكشف عن نفسه، ويتلاشى ظلام القلب وتنفك عقد النفس.

وإذا كنت لا تخشى أن تدع نفسك تسترشد بقلمك، فهي فرصتك للالتقاء بالكنوز الداخلية القديمة التي يبدو أنك نسيتها، وبالصناديق التي كانت تنتظرك لفتحها وإظهار مجوهراتها البراقة - كل تلك الأيام من حياتك التي تجعلك الآن المؤلف، أي الملاّح الواثق بوجودك.