إطلاق برنامج آفاق لتمكين التربويين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال جيتكس

إطلاق برنامج آفاق لتمكين التربويين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال جيتكس


أطلقت كلية الإمارات للتطوير التربوي امس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، برنامجها التدريبي "آفاق" لتمكين التربويين والمعلمين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ودمج تقنياتها في البيئة التعليمية على نحو فعّال وأخلاقي ومستدام، بما يواكب التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات نحو مستقبل التعليم.
جاء اطلاق البرنامج على هامش مشارك الكلية في معرض جيتكس العالمي للتقنية 2025 ضمن جناح حكومة أبوظبي،
و ذلك لتعزيز مجالات الذكاء الاصطناعي السبعة التي ضمّنتها وزارة التربية والتعليم في المناهج وهي المفاهيم الأساسية، والبيانات والخوارزميات، واستخدام البرمجيات، والوعي الأخلاقي، والتطبيقات الواقعية، والابتكار وتصميم المشاريع، والسياسات والارتباط المجتمعي.
يرتكز البرنامج - الذي يستهدف في مرحلته الأولى تدريب 5000 معلم ومعلمة في الدولة - على أحدث تقريرTALIS" 2024" وهو استبانة عالمية أجرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول بيئة التعلم وظروف عمل المعلمين، والذي يشير إلى أن 75% من المعلمين في دولة الإمارات، يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملهم، ما يعكس ريادة الدولة في مجال الابتكار في التعليم.
يعد البرنامج الأول من نوعه في الدولة من حيث اعتماده على أحدث الأطر الوطنية والدولية، إذ طُوّر بعناية من قبل نخبة من الأكاديميين والخبراء التربويين في الكلية، مستنداً إلى الإطار الوطني للكفاءات التخصصية للتربويين (NECF)، وإطار كفاءات المعلمين في مجال الذكاء الاصطناعي الصادر عن منظمة اليونسكو.
ويهدف البرنامج إلى تمكين التربويين من توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل عملي وفعّال في تصميم تجارب تعليمية شاملة ومتنوعة، تستند إلى فهم مستويات تطور الطلبة، وتعزز التفاعل والمشاركة في التعليم، وتطوير كفاءات التربويين لتصميم مهام تقييم مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتفعيل حلقات تغذية راجعة تأملية تدعم التفكير النقدي والتعلُّم الذاتي لدى الطلبة، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية وضمان عدالة التقييم وشموليته.
وفي هذا الصدد، قال سعادة سليمان الكعبي المدير التنفيذي لقطاع جودة الحياة الطلابية في وزارة التربية والتعليم إن برنامج (آفاق) يأتي في إطار استراتيجياتنا الرامية إلى رفع كفاءة المعلمين والتربويين في مدارس الدولة بأساسيات ومفاهيم واستخدامات ومبادئ الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في بناء مجتمعات تعليمية متكاملة، تواكب تطلعات الدولة نحو الريادة في المجال الرقمي، وتعزز الثقة المجتمعية في تدريس وتبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، وصولاً إلى منظومة تعليمية أكثر مرونة وابتكاراً وشمولية واستدامة، تدعم اقتصاد المعرفة وتحقق أهدافنا الوطنية.
وأكد حرص وزارة التربية والتعليم على توفير برامج نوعية بالتعاون مع الشركاء، لتطوير مهارات وقدرات المعلمين في صياغة رؤى استراتيجية مستدامة، وتطوير خطط تعليمية مبتكرة تدعم الطلبة، وتلبي احتياجاتهم مع استحداث مادة الذكاء الاصطناعي وإدراجها مقررا دراسيا ضمن المنظومة التعليمية للمدارس الحكومية في الدولة.
من جانبها، أوضحت الدكتورة مي ليث الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي أن برنامج (آفاق) يمثل خطوة نوعية نحو تمكين التربويين من دمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطوير ممارساتهم التعليمية على نحو يعزز جودة التعليم، ويرسخ في الوقت ذاته القيم الإماراتية في التعامل الواعي والأخلاقي مع التكنولوجيا، ويعزز مكانة دولة الإمارات الرائدة على مستوى العالم في مجال تبني الذكاء الاصطناعي في التعليم، منوهة إلى أن تقرير "TALIS" 2024، يشير إلى أن 75% من المعلمين في دولة الإمارات يتبنون الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد دور الكلية الاستراتيجي في الابتكار التعليمي.
وأضافت أن الكلية تعمل على إعداد جيل من التربويين القادرين على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة نحو تعليم المستقبل، وصياغة رؤى استراتيجية مبتكرة، وتصميم تجارب تعليمية متقدمة، تواكب الأولويات الوطنية في دولة الإمارات.
وأوضح أن البرنامج يعزز جهود تمكين التربويين من بناء ثقافة مدرسية تشاركية داعمة لتكامل الذكاء الاصطناعي، وصياغة رؤية استراتيجية منبثقة من السياق المحلي، تستند إلى الفهم التربوي، وتواكب متطلبات التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير سياسات مدرسية أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، تعكس القيم الأصيلة لدولة الإمارات، وتضمن الاستخدام المسؤول والأخلاقي لأدوات الذكاء الاصطناعي.
تشمل محاور البرنامج التدريبي " آفاق" الذي يتضمن 5 ورش تدريبية مدة الواحدة منها 4 ساعات بإجمالي 20 ساعة تدريبية، بناء ثقافة مدرسية داعمة للذكاء الاصطناعي، وتصميم بيئات تعلّم شاملة وتكيفية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ودمج ممارسات التقييم البناء مع آليات تقديم التغذية الراجعة والتأمل المهني المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وإعداد سياسات مدرسية أخلاقية تعزز الشفافية، والعدالة، وتدعم الثقة المجتمعية، بالإضافة إلى تخطيط الابتكار المؤسسي المستدام، وبناء شبكات مدرسية للتعلم والتطوير التربوي التشاركي.
تتضمن منهجية البرنامج ورشا عملية قائمة على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفيديوهات قصيرة وأنشطة إلكترونية تفاعلية، وأنشطة جماعية تعزز العمل التعاوني وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، وأنشطة تفاعلية وتقييمات مُصغرة، وجلسات تغذية راجعة تهدف إلى تطوير ممارسات المشاركين في استخدام الذكاء الاصطناعي.