رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
إندبندنت: على العالم تذكير رئيسي بما فعل عام 1988
كتب المعارض الإيراني مصطفى نادري في صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن تسجيلات لكاميرات مراقبة أظهرت الأسبوع الماضي إنتهاكات صادمة بحق السجناء في سجن إيفين الإيراني، وذكرته بالسنوات التي أمضاها في السجن نفسه-مع ملاحظة لافتة للانتباه، هي أن الحراس في حينه كانوا أكثر وحشية.
وأوضح أن ما حدث قبل 33 عاماً لا يزال يعني ما يحدث في هذه الأيام. فمع أن المجتمع الإيراني تغير، لكن نظامه لايزال نفسه، والرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، هو واحد من القادة الذين أمروا بالإعدامات الرهيبة عام 1988 لآلاف السجناء السياسيين عقب فتوى دينية للخميني.
حراس إيفين
وقال الكاتب إن الماضي قد يكون نموذجاً للغد، مع تبعات مرعبة. وعلى سبيل المثال، كان حراس سجن إيفين قبل سنوات أشبه بجزارين. لقد استخدموا كابلات ثقيلة لجلد السجناء بحيث كانت تخترق أجسادهم. وفي تلك الأيام، كان الحراس إذا شعروا بأن جروح أحد السجناء من جراء التعذيب غير قابلة للشفاء، كانوا يعدمونه ببساطة. وبالنسبة للحراس، لم يكونوا يتحسبون للعواقب، ولم يكونوا يكترثون لأي أمر.
وفي سجن إيفين، كانوا عادة يعصبون أعين السجناء عندما كانوا ينقلونهم من قسم إلى آخر في غرفة الإستجواب، وحتى خلال تعذيبهم. ومن شأن هذا التكتيك الوحشي إثارة خوف وذعر كبيرين- وعندما تكون معصوب العينين، فإنك تفقد السيطرة على عقلك. وصحيح أن الحراس يريدون منع أي شخص من رؤية جرائمهم أو رؤية وجوههم، لكن إبقاء الأشخاص في حالة خوف يعتبر مفيد جداً عندما يريدون كسر السجناء ذهنياً.
السجن الانفرادي
والسجن الإنفرادي كان تكتيكاً آخر. وكان السجناء السياسيون يحاولون البقاء على تواصل، لكن الحراس كانوا يعاقبون أي نوع من التواصل البشري. وحتى العناية بزميل تعرض للتعذيب في الزنزانة نفسها كان ينتج عنه عواقب جسيمة.
وأضاف الكاتب: “كانوا يضعونني في الحبس الإنفرادي مرة كل ثلاثة أعوام، ومن ثم كل عامين. وخلال هذه العزلة التي لا تنتهي، تبدأ الذكريات عن أي شخص تحبه بالإمحاء، وينتابك شعور بالوحدة والفراغ التامين».
التخاطب عبر الجدران
وفي أول الأمر، كان السجناء الذين يتعرضون للسجن الإنفرادي يستخدمون شيفرة معينة للتخاطب عبر الجدران. لكن مع مرور الوقت، عززت السلطات الجدران الإسمنتية بالفولاذ، بحيث لا يمكن لأي صوت إختراقها.
وبالنسبة إليه، عندما تصير العزلة غير محمولة، كان يبدأ برفس الباب وإحداث جلبة. فيأتي الحراس ويأخذوه إلى الجلد. لكن التعرض للضرب كان عبارة عن حالة شرود، وخلاص. إن عملية مقاومة الألم الجسدي، والذهاب إلى الطبيب، والتعامل مع الضمادات، كانت أفضل من عزلة لا تنتهي وعذاب ذهني.
في ربيع 1988، أراد الحراس منه أن يزودهم بمعلومات عن قريب. وفي يوم من أيام أغسطس (آب)، ونتيجة إصابته بنزيف في الكلى، فقد الوعي، ونقله الحراس إلى عيادة السجن. وعندما استفاق، شاهد آثار دماء حوله وشعر بألم في الرأس. وقال له شخص كان بجانبه إنه كان هناك من يناديه باسمه، لكن بما أنه كان غائباً عن الوعي، لم يجب.
إعدامات
وبعد أيام عدة في العيادة وعندما أعيد إلى الزنزانة، كانت أبوابها مفتوحة بطريقة غريبة، وكانت ثمة حقائب يد وحقائب ظهر ملقاة أمام الزنازين الفارغة المجاورة. وأدركت أن هذه كانت حقائب عائدة لاصدقائه الذين أعدموا خلال المجزرة. وكان القسم شاغراً تقريباً.
وفي اليوم التالي، سمعت أحدهم ينادي الحراس، قائلاً “لقد نسيتم أن تأخذوني”. وعندما سأل الحراس عن إسمه، أجاب “يعقوب حساني”. وأخذه الحراس بعيداً وجرى إعدامه تلك الليلة.
وإذا كان سيسمح لرئيسي بمخاطبة زعماء العالم خلال إنعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر -أيلول الجاري، فإنه من المهم أن يتذكر الجمهور الذي خاطبه قبل 33 عاماً –وماذا فعل خلال عمله كاقضٍ. يتعين على العالم أن يوجه توبيخاً وتحذيراً واضحين لطهران. وحياة الكثيرين تتوقف على ذلك.
ويخلص الكاتب إلى انه “في بعض الأحيان يسأله أشخاص كيف تحمل كل ذاك العذاب، وكيف نجا. لكنه يقول إنه كان ثمة أمر أكثر أهمية من البقاء على قيد الحياة».