خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من منافسات الألعاب الرقمية الهجينة في «دورة ألعاب المستقبل 2025»
خوف كييف وأمل بوتين يكمنان في أن الغرب سيفقد التركيز
إيكونوميست: أوكرانيا تحدد مستقبل أوروبا قريباً
حسب مجلة “إيكونوميست” البريطانية، بدأ هجوم أوكرانيا المضاد، وسبقه قبل 10 أيام انتشار مقطع فيديو حماسيا تطلب فيه القوات الأوكرانية التوفيق فيما وصفته “الانتقام المقدّس».
على مدى أسابيع، أجرت القوات الأوكرانية المسلحة عمليات تشكيل واستقصاء على طول خط الجبهة البالغ طوله ألف كيلومتر، لتبحث عن نقاط ضعف لدى الروس وتثير إرباكهم.
الآن تختبر أوكرانيا دفاعات العدو بكثافة لم تشهدها منذ أشهر، عبر شن هجمات ضد المحتلين في سلسلة من المواقع في شرق وجنوب البلاد. وبحسب “إيكونوميست” إن الهدم الواضح لسد كاخوفكا في 6 يونيو -حزيران، إذا كان بالفعل تخريباً روسياً كما تعتقد مصادر عسكرية غربية، سيكون دليلاً واضحاً على أنهم يشعرون بالضغط فعلاً. سيأتي المزيد في الأيام المقبلة. لم يتم إرسال القوة الرئيسية إلى المعركة.
وصلت لحظة القرار
ستستمر العملية حتى فترة متقدمة من الصيف. ومع ذلك، إن ما سيحدث خلال الأسابيع المقبلة سيرسم المستقبل، ليس فقط أوكرانيا، بل النظام الأمني بأكمله في أوروبا. وصلت لحظة القرار. مهمة أوكرانيا هي أن تظهر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومواطنيه والعالم أن روسيا لا تستطيع الفوز وأن روسيا لا يمكنها أن تصمد أكثر أمام أوكرانيا وداعميها الغربيين، وأن أفضل خيار للكرملين هو الاستسلام، قبل أن تتكبد روسيا المزيد من الخسائر والإذلال.
هذه ليست مهمة سهلة، وخطر الفشل حقيقي. ولكن بفضل التصميم المذهل لأوكرانيا والدعم القوي والموحد وغير المتوقع من الغرب، إن النجاح ممكن. هو يتطلب الآن أقوى دعم دبلوماسي وعسكري وأوضح التزام من الغرب بوقوفه إلى جانب أوكرانيا لسنوات عدة. حسب المجلة، يجب ألا يكون بوتين قادراً بعد الآن على الكذب على نفسه أو على شعبه بشأن حماقة الاتجاه الذي اختاره.
السيناريو الأسوأ...
انتصار لبوتين
تدعو المجلة قراءها إلى تخيل السيناريو الأسوأ: تعثر الهجوم المضاد. سيكون ذلك بمثابة فشل مضر. بالرغم من الأداء القتالي البائس للجيش الروسي والذي دام أشهراً للسيطرة على باخموت، سيبدأ في الظهور بشكل مكافئ لجيش أوكرانيا. سوف ترتفع الأصوات التي تحث أوكرانيا على وقف القتال وبدء المحادثات، بالرغم من أن وقفاً لإطلاق النار سيترك ما يقرب من 20 في المئة من مساحة أوكرانيا بحيازة روسيا، وستكون الوعود الروسية بالسلام عديمة الجدوى.
سيكون هذا انتصاراً لبوتين؛ ليس الانتصار الكامل الذي كان يحلم به، إنما النجاح في هدفه الاحتياطي القاضي بشل أوكرانيا، إذا لم يكن بالإمكان إعادتها إلى الإمبراطورية الروسية. ستبرز اتهامات متبادلة داخل الناتو والاتحاد الأوروبي. بينما تتجه أمريكا نحو انتخابات رئاسية مثيرة للانقسام، ستزداد الضغوط لتقليص الأموال التي يزعم النقاد الجمهوريون أنها تذهب هدراً. في أوروبا سوف يتراجع المترددون أكثر.
السيناريو الأفضل... انتكاسة لبوتين
قد يسير القتال بشكل مختلف. يمكن تخيل انكسار الغزاة وعودة قواتهم إلى روسيا الأم خوفاً من الحصار، كما فعلوا حين انسحبوا من خاركيف في سبتمبر (أيلول) الماضي. سيكون ذلك انتكاسة خطيرة لبوتين. لقد خسر أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، وأنفق عشرات المليارات من الدولارات من المعدات العسكرية وحطم علاقاته الاقتصادية مع أوروبا وأمريكا: وكل ذلك سيكون بلا سبب. سيكافح من أجل النجاة من الإهانة. بالرغم من أن روسيا قد تعاني من عدم استقرار عميق وخطير، سيكون غربيون كثر سعداء برحيله.
الاتجاه المرجح
حسب المجلة نفسها، إن النتيجة الأكثر ترجيحاً تقع بين هذين الاحتمالين. مع توالي أيام الصيف، من المرجح أن تدفع أوكرانيا الروس إلى التراجع في مكانين رئيسيين فتسيطر على الأراضي لكن من دون التعجيل بانهيار شامل. الأول، حيث يستمر معظم النشاط الجديد حتى الآن، منطقة دونباس. أحد الأهداف الأوكرانية الواضحة هو عكس المكاسب الروسية هناك. إذا بدأ بوتين في خسارة حتى الأراضي التي سيطر عليها منذ توغله الأول سنة 2014 ولاحقاً منذ فبراير (شباط) 2022، فسيكون واضحاً له ولجنرالاته والشعب الروسي الخطأ الفادح الذي ارتكبه. الهدف الآخر سيكون بالتأكيد الاندفاع باتجاه الجنوب. ستسعى أوكرانيا لكسر “الجسر البري” الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. إذا كان بإمكانها فعل ذلك فسيتغير كل شيء. ستصبح القرم معزولة ويصعب إعادة إمدادها وحمايتها، وقد هدد انهيار السد بالفعل إمدادات المياه. يمكن أن يتم عزل أعداد كبيرة من القوات الروسية وأسرها. ستستعيد أوكرانيا بعضاً من سواحلها على بحر آزوف. حتى لو لم تتمكن من الوصول إلى الساحل، إن التقدم بما يكفي لوضع طرق المواصلات بين الشرق والغرب والقرم في نطاق نيرانها سيكون خطوة مهمة.
لا أمان
لن تكون أوكرانيا أو أوروبا بأمان بينما يعتقد بوتين أنه يستطيع شن غزو آخر لاحقاً. لذلك على الغرب أن يفهم أن التزامه يجب أن يستمر لسنوات. بينما لا تزال روسيا تشكل تهديداً ستحتاج أوكرانيا إلى أسلحة كافية للحفاظ على الخطوط الأمامية أينما استقرت. ما يعنيه ذلك من الناحية العملية يحتاج إلى أن يتم الاتفاق عليه الآن، كإشارة أخرى إلى روسيا عن حماقة الحلم بأن هذه الحرب يمكن أن تنتهي في يوم من الأيام بشكل جيد. ينقسم أعضاء الناتو حول ما إذا كان ينبغي لأوكرانيا أن تصبح عضواً في الحلف، وعلى أي حال لا يمكن أن يحدث ذلك، بينما لا تزال الحرب مستعرة. لذلك يجب على القوى الغربية الراغبة أن تضع على الفور مجموعة من الضمانات الأمنية لأوكرانيا، والتي سيكون لها مصداقية، على عكس الكلمات الفارغة في الماضي.
لا يمكنه سوى
أن يفشل أو يسقط
أضافت المجلة أن لدى أمريكا، على سبيل المثال، التزامات قانونية تفرض عليها تزويد إسرائيل وتايوان بالأسلحة التي تحتاجان إليها للدفاع عن نفسيهما. يجب أن تشمل الضمانات أنظمة الأسلحة والذخيرة والتدريب والدعم لتعزيز الصناعات الدفاعية في أوكرانيا. وكلما زاد عدد الدول التي انضمت إليها، أصبحت أكثر إقناعاً كما أكثر صعوبة على عكسها إذا تم انتخاب أحد المشككين في أوكرانيا كدونالد ترامب. بعد توقف القتال، يمكن أن تتمركز قوات غربية ذات رسالة رادعة على التراب الأوكراني.
إن خوف أوكرانيا وأمل بوتين يكمنان في أن الغرب سيفقد التركيز. وتشير المجلة ختاماً إلى أن هجوماً مضاداً ناجحاً وتعهدات أمنية ذات صدقية يمكن أن تجعل الروس يدركون أن حرب بوتين عقيمة – أنه لن ينجح أبداً، لكن لا يمكنه سوى أن يفشل أو يسقط.