رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
إيكونوميست: التلويح بالنووي يؤكد حسابات بوتين الخطأ في أوكرانيا
رأت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية أن التهديد الروسي بالسلاح النووي يُثبت الحسابات “الخطأ” للرئيس فلاديمير بوتين، في العملية العسكرية التي “لم يخطط لها جيداً منذ البداية».
واستشهدت المجلة ببعض الأمثلة على ما وصفته بـ”الفشل الروسي”، على غرار الهجوم الكبير على خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، والذي صدته الدفاعات الأوكرانية على ما يبدو.
وفي الجنوب، استولت القوات الروسية على أراض، ولكن جزئياً بعد تجنب المدن، وحول كييف، حيث أحبطت القوات الأوكرانية العديد من الهجمات، وتواجه القوات الروسية مقاومة يقودها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بنفسه. لكن المجلة، رغم ذلك، نوّهت إلى أن الحرب لا تزال في أسبوعها الأول، إذ يمكن للرئيس الروسي استدعاء احتياطي من القوة العسكرية الذي يمكنه استخدامه لمحاصرة المدن الأوكرانية، بما في ذلك كييف، بكلفة باهظة للمدنيين والجنود من الجانبين.
وأشارت إلى أن بوتين قد يفوز بالحرب، إذ يمكنه في النهاية فرض حكومة دمية في كييف أو خاركيف، العاصمة السوفيتية الأصلية لأوكرانيا، لكن المجلة أكدت أنه “في اللحظة التي يضطر فيها الرئيس الروسي إلى شن حرب استنزاف مماثلة، سيكون خاسراً بالفعل». وأضافت أن “الروح الوطنية لدى الأوكرانيين والتكاتف ضمنا بالفعل أن أي حكومة تحكم باسم بوتين ستعتبر غير شرعية، وسيصبح الرئيس الروسي منبوذاً أكثر في أنحاء العالم».
وقالت: “حتى داخل بلده، سيترأس مجتمعاً تخنقه العقوبات ويدهسه، تحت نظامه القمعي».
ورأت أنه “كلما ساءت خطط الرئيس بوتين في أوكرانيا، بدأت التشققات تظهر في نظامه مبكراً، حيث نزل الروس أيضاً إلى الشوارع احتجاجاً على الحرب”، معتبرة أنه “إذا أراد الرئيس الروسي التمسّك بالحكم، فقد يضطر لفرض إرهاب لم تشهده روسيا منذ عقود».
,اعتبرت المجلة أن خطأ بوتين الأول كان “التقليل من شأن عدوه”، مشيرة إلى أنه “ربما صدق دعايته التي يؤمن بها وأن أوكرانيا بلد غير حقيقي، ومزيف أقامته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويديره محتالون يحتقرهم الذين يحكمونهم». أما خطأه الثاني فكان “سوء إدارته للجيش، إذ إنه حتى الآن لم تسيطر قواته على أي مدينة رئيسة في أوكرانيا، وربما فشلت قواته الجوية في السيطرة على السماء».
وكان خطأه الثالث “التقليل من شأن الغرب، حيث تفاجأ على الأرجح بتزايد دعم الغرب والشعوب الأخرى لأوكرانيا». وأوضحت المجلة “وجدت الحكومات الغربية أخيراً الإرادة للرد، المستوحاة من شجاعة أوكرانيا وصلابة مواطنيها، واتفقت على عقوبات صارمة قد تلحق أضراراً بالغة بالاقتصاد الروسي».
في اليوم التالي للعقوبات، وضع بوتين، بعد استشارة قادة الجيش، القوات النووية في البلاد في حالة تأهب قصوى. واعتبرت المجلة أنه “ساوى العقوبات الاقتصادية بالحرب النووية، ما يثير احتمال تصعيد كارثي».
وأشارت إلى أن “عدوانية بوتين دليل على مدى خطورته”، مؤكدة أن “تراجع الغرب خوفاً مما قد يفعله، لن يؤدي إلا إلى تصعيد من جانبه».
وختمت المجلة بالقول: “يجب مواجهة التلويح الروسي بالردع النووي، بالإعلان الواضح في مجلس الأمن وجميع القوى النووية أن التهديدات النووية أمر غير مقبولة، وفي الوقت نفسه، يحتاج كبار الضباط الأمريكيين إلى البقاء على اتصال وثيق مع نظرائهم الروس، لتحذيرهم من محاسبتهم شخصياً على أفعالهم، لأنه لا يمكن للعالم أن يتحمل أن يخطئ الرئيس الروسي، في التقدير مرة أخرى».