رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
دعوة إلى عدم تفويت فرصة مساعدة الشعب الإيراني
احتجاجات إيران تتحدى الموت.. والغرب يستطيع خنق النظام
دعت تارا سونينشاين، الأستاذة في كلية فليتشر للقانون والديبلوماسية بجامعة تافتس، الإدارة الأمريكية إلى عدم تفويت فرصة مساعدة الشعب الإيراني على تحقيق حريته، محذرة في الوقت نفسه من إمكانية استفادة النظام الإيراني من الخلل الوظيفي في الكونغرس.
وكتبت سونينشاين، في صحيفة “ذا هيل”، أن الرياضيين ولاعبي الشطرنج والطهاة المشاهير والمواطنين العاديين في إيران يواجهون حملات قمع على يد النظام الثيوقراطي الإيراني.
في شوارع طهران ومدن أخرى، توسعت التظاهرات منذ سبتمبر (أيار)، حين احتج مواطنون عاديون على وفاة مهسا أميني البريئة، والتي أصبح احتجازها وموتها رمزاً لوحشية النظام، الآن، تضاعف إيران وحشيتها عبر فرض قواعد أكثر قسوة لارتداء الحجاب، وإصدار أوامر للمسؤولين كي “يتحركوا بحزم” ضد النساء اللواتي لا يمتثلن لها.
من الملوك إلى خامنئي
وتابعت الكاتبة “على الولايات المتحدة وأوروبا دعم هؤلاء المواطنين الذين يخاطرون بحياتهم للتغيير. فوتت الولايات المتحدة في كثير من الأحيان لحظة الاحتجاجات في إيران خلال العقدين الماضيين، كما فعلت عندما اكتسبت الحركة الخضراء زخماً سنة 2009. حين غادر الشاه محمد رضا بهلوي بلاده للمرة الأخيرة في 16 يناير -كانون الثاني 1979، ترك وراءه أمة في حالة استياء دائم. إن بلاداً حكمها الملوك طوال 2500 عام وجدت نفسها فجأة محكومة من رجال الدين الشيعة، بدءاً بآية الله الخميني وصولاً إلى الثيوقراطية الحالية.
ولم تنجح الولايات المتحدة في التأثير على إيران بطريقة إيجابية رغم رغبة الشعب الإيراني بالتغيير. تحت سطح الحكم الديني، كانت حركة احتجاجية ثابتة تغلي وترفض أن تنطفئ حتى في وجه السجن والموت. ما يحدث في تلك البلاد، التي يبلغ تعداد سكانها 85 مليون نسمة، يمكن أن يكون له تداعيات تؤثر على كل الأمور بدءاً من النفط، مروراً بالانتشار النووي وصولاً إلى الحرب في أوكرانيا.
الخطر النووي
أول ما يخطر في ذهن الديبلوماسيين على مستوى العالم هو الدليل المتزايد على أن إيران تخصب اليورانيوم إلى أعلى مستوى على الإطلاق، ما يهيئها كي تصبح دولة مصنعة للقنبلة النووية.
مات أي أمل بالانضمام إلى الاتفاق النووي من أجل تجميد التخصيب، حتى أن الولايات المتحدة عازمة على فرض عقوبات مكلفة لتدمير الاقتصاد الإيراني المتدهور أساساً، عام 2023 سيمثل النهاية الرسمية لصلاحية الاتفاق النووي القديم.
تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وتحولت إلى كوابيس نووية عقب اغتيال مسؤول إيراني بارز في طهران، وسلسلة وفيات غامضة أخرى لمسؤولين أمنيين إيرانيين، وغارات جوية ضد أهداف إيرانية في سوريا، وخطابات تهديد من قادة إيرانيين والانتهاك الإيراني المتزايد لاتفاقات نووية. وفي عملية محاكاة، أطلقت إيران مؤخراً مسيّرة محملة بالمتفجرات ضد قاعدة بحرية إسرائيلية.
الإرهاب
يبقى أحد أعظم التهديدات الصادرة عن إيران قدرتها على شن هجمات إرهابية حول العالم. منذ نحو أسبوع، احتجزت السلطات الألمانية إيرانياً يشتبه بتخطيطه لهجوم إرهابي بعد بلاغ من الولايات المتحدة. وتؤكد البحرية الأمريكية أنها وضعت يدها على أكثر من 2100 بندقية حربية كانت متوجهة إلى اليمن، ويعتقد أنها جاءت من إيران.
وما يعقد المسائل السياسية في إيران هشاشة المرشد الإيراني الأعلى الذي يمكن أن تزعزع وفاته الدولة، أو حتى أن تؤدي إلى انهيارها. وقالت إيران إنها أغلقت معهداً فرنسياً يتخذ من طهران مقراً له بعد رسم كرتوني للمرشد قامت به مجلة فرنسية ساخرة، وقد اعتبرته إيران “تدنيسياً”. إذا كان يائساً، فقد يرد النظام الديني لا في الداخل وحسب، بل أيضاً من خلال وكلائه في الخارج.
المسيرات الروسية
في وقت تستحوذ الحرب بين روسيا وأوكرانيا على حصة الأسد من الاهتمام والموارد، تخطر إيران كثيراً في بال أمريكا وأوروبا، بما أنها مصدر أساسي للمسيّرات إلى موسكو التي تواصل الهجوم على بنية أوكرانيا التحتية. تحاول الولايات المتحدة تقييد شحنات المسيرات بينما تستمر روسيا في قصف شبكة أوكرانيا الكهربائية. أكثر ما يبعث على القلق هو فكرة أن ترسل روسيا معدات متصلة بالمجال النووي كي تستخدمها على نطاق عالمي. وثمة تقارير محبطة للحكومة الأمريكية تظهر أن المسيرات المتفجرة وذخائر موجهة أخرى وفرتها إيران مصنعة بمكونات أمريكية، وقد وصلت إليها رغم العقوبات.
خطوات مقترحة
وترى سونينشاين أن الغرب لديه فرصة لتضييق الخناق على النظام الإيراني، عبر المزيد من العقوبات ولتحفيز الجمهور الإيراني، من خلال دعم مفتوح ومستمر للمجتمع المدني. وتطالب الكاتبة الحكومة الأمريكية بزيادة الدعم للمحتجين عبر أدوات اتصال متطورة ومساعدة الإيرانيين العاديين على الوصول المستمر إلى الشبكات الافتراضية الخاصة، مما يسمح للمحتجين بتفادي الرصد على الإنترنت وحملات القمع الأمنية. للمفارقة، يعني ذلك عقوبات أقل على الشركات الخاصة في قطاعات معينة، وتم فرض عقوبات أمريكية إضافية على قطاعي الطيران والدفاع في إيران، لكن ثمة حاجة للمزيد من الضغط.
وتكرر الكاتبة الإشارة إلى أن أمريكا تتمتع بفرصة تاريخية لمساعدة إيران على إعادة تحديد نفسها والابتعاد عن شرطة الأخلاق والرقابة الداخلية على المواطنين الأبرياء، مع حماية العالم من إيران نووية عازمة على الأذية في الداخل والخارج، من الأهمية أن يتصرف الكونغرس بصوت واحد.