محمد بن راشد للإسكان تقدم 1.725 مليار درهم تسهيلات سكنية في النصف الأول
يعرض الفيلم بعد 29 عاماً من الجزء الأول وعشاق الهوكي سبب الحماسة
ادم ساندلر يتحدى الزيف والذكاء الاصطناعي في «هابي غيلمور»
بعد عرض "هابي غيلمور" عام 1996 وغياب آدم ساندلر قرابة 30 عاماً عن تقديم أي مشروع آخر متعلق بالفيلم، فوجئ عشاق الكوميديا و رياضة الهوكي والغولف ومحبي شخصية "هابي غيلمور" بتقديمه جزءاً ثانياً بمعايير فنية جديدة، تأثرت كثيراً بالفارق الزمني الكبير بين الجزئين وأبرزت التحديات التي يواجهها العالم في ظل تغير المبادئ ودخول الذكاء الاصطناعي تأثرت كثيراً بالفارق الزمني في تزييف كثير من الحقائق.
قائمة خاصة
تشارك في بطولة الفيلم قائمة خاصة من النجوم يتصدرها آدم ساندلر (هابي)، وباني صفدي (فرانك) وابنتا آدم ساندلر ساني في دور (فيينا)، وسادي في دور (شارلوت)، وجولي بوين في دور الزوجة (فرجينيا فينيت)، وبن ستيلر في دور (هال) الممرض من دار الجدة، وكريستوفر ماكدونالد بدور العدو التقليدي (شوتر ماكغافن)، ومغني الراب باد باني في شخصية (أوسكار)، مع عدد كبير من ضيوف الشرف من المشاهير مثل أمينيم وترافيس كيسلي وبوست مالون، ومن نجوم الرياضة ومحترفي لعبة الغولف روري ماكلروي وسكوتي شيفلر وبروكس كوبكا وجون دالي.
مكانة خاصة
ويحتل الجزء الأول من الفيلم مكانة خاصة بين جمهور ساندلر وعشاق رياضة الهوكي والغولف تحديداً، إذ قدم العمل تفاصيل مميزة بشكل كوميدي ودرامي لدرجة حققت تفاعلاً كبيراً مع الجمهور، وكانت من أسباب تألق ساندلر خلال فترة التسعينيات، إذ تتمتع تلك الرياضة بجمهور متذوق وشديد الحماسة، ففي "هابي غيلمور-1" يكتشف شاب عصبي وغير طموح أنه يمتلك قدرات تجعله
حقق الجزء الأول من هابي جيلمور نجاحا كبيرا وعرض عام 1996 (مواقع التواصل الإجتماعي)
حقق الجزء الأول من هابي غيلمور نجاحا كبيرا وعرض عام 1996 (مواقع التواصل الإجتماعي)
الأفضل في لعبة الهوكي، وينجح في أن يكون صاحب الضربة الأقوى في تاريخ الهوكي فيتجه إلى المنافسة على البطولات لربح المال من أجل إنقاذ منزل جدته المهدد بالحجز بسبب الديون، ولكن في رحلته لتحقيق البطولات يعاني المقربون منه بعض أخطائه الفادحة التي تتسبب في موت بعضهم من طريق الصدفة، لتبرز خلال الفيلم صراعات بينه وبين منافسيه، وقصة حب بينه وبين فيرجينيا.
مراحل فاصلة
شارك ساندلر وصديقه تيم هيرليهي في كتابة الجزء الأول والثاني أيضاً، وبدأت أحداث الجزء الجديد بطريقة الحكي السريع من هابي ليكشف أبرز ما حدث له ولأبطال الفيلم خلال 29 عاماً، وما استجد على الشخصيات من مراحل فاصلة، فيتحدث عن زواجه من فيرجينيا وإنجابه أربعة أطفال ثم فتاة في النهاية تدعى فيينا، ويكشف عن نجاحه وبطولاته وسعادته الزوجية ومصير جدته وأصدقائه وأعدائه أيضاً.
وتبدأ الأحداث في التصاعد عندما يصل الحديث إلى المرحلة التي قلبت حياته رأساً على عقب، إذ حضرت زوجته حفلاً لتتويجه في عيد الأم، فلعب كرة بمضرب الهوكي بقوة غاشمة قتلت المرأة على الفور بعد أن اصطدمت بها، وبعد هذا اليوم واجه هابي مصيراً مظلماً فقد قتل زوجته وحبيبة عمره من طريق الخطأ وهو يشعر بذنب لا مثيل له، كما تحمل مسؤولية خمسة أطفال وقرر اعتزال اللعب نهائياً بعد أن أصيب بصدمة عصبية، وبعد مأساته وترك الرياضة تعرض لفقر شديد وجرى الحجز على كل ما يملك، واضطر أولاده إلى أن يتخلوا عن حلم التعليم المميز، وجميعهم عمل في وظائف منذ الصغر ليساعد أباه، كما لم يجد هابي أمامه مفراً إلا العمل في مركز للبقالة.
إحباطات الحاضر
ولم يكن كل هذا التحول والفقر والحزن كافياً لينهي أسطورة واحد من أبرز لاعبي الهوكي، بل اتجه نحو إدمان الخمر ليجعله يتحمل آلام ذكريات الماضي وإحباطات الحاضر وانعدام المستقبل الخاص به وعائلته البائسة، فيطيح الخمر بما بقي لهابي من أمل ويضعه في كثير من المشكلات والقضايا، ومع كل أزمة يظل مصراً ألا يعود لممارسة الرياضة بعد عقدة الذنب التي لا تفارقه بسبب قتله فرجينيا بكرة خائنة من مضربه.
ويتعرض اللاعب المعتزل لأزمة جديدة عندما يعرض عليه أحد المستثمرين أن يعمل لديه في نادي جديد للهوكي، فيتمرد على طرق اللعب القديمة وقواعد اللعبة الأساس، إذ طور تطبيقاً سيغير مبادئ وأصول كل شيء من أجل إحداث صدمة قوية وجنى ملايين الدولارات، لكن هابي يرفض العرض تماماً ويشعر أن اللعبة في خطر وهناك من يريد العبث بأصول الأشياء من طريق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فكل شيء يتعرض للتزييف، بحسب عرض المستثمر المريب الذي غضب واعتبر هابي عدواً له فراح يبحث عن بدائل أخرى بعد أن كشف جيلمور مخططه الخبيث.
تحقيق الحلم
يصل هابي إلى مرحلة فارقة جديدة في حياته عندما تحتاج ابنته فيينا لكثير من الأموال لتلتحق بمدرسة الرقص في باريس، فلا يجد هابي مفراً من محاولة تحقيق حلمها وجمع المال بأية طريقة، بخاصة أن أشقاءها لم يلتحقوا بأية جامعة بسبب فقر والدهم، ولكن لاتزال فيينا هي نافذة الأمل الوحيدة لكل العائلة، وتحت ضغط شديد من فيينا وأشقائها، وبعد فصله من عمله في البقالة، يستسلم هابي
للعلاج في احدى مصحات إدمان الكحول وهناك يقابل عدوه اللدود (هال) الذي قام بدوره النجم بن ستيلر في الجزأين، ولأن هال كان الممرض الذي يعالج جدته في الجزء الأول وتطور ليصبح معالجاً من الكحول في الجزء الثاني، وعلى رغم العداء والمعاملة المزرية، لكن هال وهابي يتعاونان حتى يقلع الأخير عن الكحول.
استعادة المهارات
وفور تشافيه يقرر هابي العودة للعب الهوكي حتى يحصل على مركز ضمن ترتيب قائمة المسابقات لأن هناك مقابلاً مادياً قد يغطي رحلة ابنته الدراسية التي تقدر بـ 400 ألف دولار، ويجد هابي نفسه أضحوكة عندما يحاول البدء من جديد ولا يصدق أحد أن هذا الرجل الأقرب للمسخ هو نفسه أسطورة الرياضة الشهيرة التي تعتبر رمزاً للأجيال، فيحاول هابي من جديد استعادت مهاراته ويدخل
أية مسابقة لجني المال من أجل ابنته، وينجح بالفعل في استعادة مهاراته لدرجة تصيب الجميع بالدهشة، لكن الأمور تتأزم وتدخل في نكسة كبرى عندما يفشل ساندلر في إحراز الكرات بسبب تذكره لحادثة وفاة زوجته، ومحاولة المنافسين الضغط بهذه الذكرى المؤلمة لتدمير حاله النفسية في يوم عيد الأم الذي يتزامن مع حادثة وفاة فيرجينيا، وهو نفسه يوم مسابقة مهمة.
الدفاع عن الأصالة
يحشد الجميع هابي للعودة لبريقه بعد أن عقد الجمهور آماله عليه، وفي الوقت نفسه لمواجهة كارثة توغل وتضخم الفريق المنافس الذي سيدمر قواعد اللعبة، فيتحمس هابي من جديد ويستعيد لياقته ليأخذ الصراع شكلاً أكثر وضوحاً بين هابي وفريقه من لاعبي الهوكي الأصليين الذين يريدون احياء اللعبة ومبادئها، وبين فريق ماكسي الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي والحيل الجراحية للعبث بأرجل
اللاعبين حتى تكون لهم قوة خارقة في اللعب بصورة غير محترفة أو منصفة مع اللاعبين المجتهدين الحقيقين لتلك الرياضة، ويتحالف أعداء هابي القدامى معه من أجل الدفاع عن الأصالة ومواجهة التزييف في الفريق المنافس لتتجدد العلاقة مع العدو الأول لهابي، شوتر ماكفافين، ويحدث اتفاق على التحالف حتى يجري التغلب على فريق الأشرار، فينجح فريق هابي في اللحظات الأخيرة في رد الاعتبار للعبة والتغلب على المزيفين.
حال عاطفية
يبدو الفيلم رياضياً خفيفاً يحظى بكثير من المشاهد الكوميدية الجيدة جداً وبعضها يقترب من الفانتازيا والخيال، لكن العمل ككل لا يخلو أي مشهد فيه من وجود حال عاطفية صادقة، مثل الإحساس الحقيقي بقيمة العائلة ودفئها وإخلاص الأصدقاء والانتصار للمبادئ والقيم في وجه المستجدات التي خلفتها التكنولوجيا ووضعت بعضها أداة يستخدمها الأشرار لمصلحتهم وأهدافهم الخبيثة، وأيضاً الوفاء والسعي واستمرار الأمل مهما كانت الحياة مظلمة، فقد استخدم ساندلر الرياضة ومبادئها وأخلاقها لتكون رمزاً لما يجب أن يعتنقه البشر، وانتصر للأصالة والقواعد الحقيقية للأشياء في مواجهة كل ما سماه مزيفاً وصنع بطريقة الذكاء الاصطناعي، مثل أن يكون لك حبيبة وهمية وقدرات غير حقيقية وأشخاص محبون، وكلها خدع من طريق التكنولوجيا ولا وجود لها في البشر.
وقد يكون الفيلم كرر بعض المشاهد والجمل الحوارية وأفرط في استخدام الشخصيات الكارتونية، لكنه كان قادراً على بث البهجة وإيصال رسالة راقية تحث الجميع على مواجهة الزيف الذي يزحف في كل مكان، والتمسك بالمبادئ والحب والعائلة والصداقة والتسامح والوفاء، لأن الحياة لا يمكن أن تستمر إلا بوجودها في معشر البشر، ولم يكن استخدام آدم ساندلر لابنتيه كممثلات وزوجته وأمه أمراً مضراً بالفيلم، بل أضفى حالاً أسرية دافئة لا بأس بها.