رئيس الدولة يبحث مع الرئيس الفرنسي مسار العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين
كان يحلم أنه رجل المصالحة ورجل الإصلاح
ارتداد رجعي في الولايات المتحدة: جو بايدن الحلقة الأضعف
- السؤال الكبير بالنسبة للديمقراطيين هو ما إذا كان الرئيس بايدن سيتنحى أو سيسعى لإعادة انتخابه
- تتزايد الدعوات الخفية أو المباشرة لأكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة للتخلي عن الترشح لولاية ثانية
عاجز على الوفاء بوعوده، وأضعفته أزمات متعددة، يرى الرئيس الديموقراطي شعبيته تتهاوى أمامه إلى درجة أن الأصوات ترتفع مطالبة بتخليه عن الترشح لولاية ثانية. كان يحلم بنفسه رجل المصالحة ورجل الإصلاح، مقتنعًا بأن خبرته التي لا نظير لها في الكونجرس ستمكنه من مداواة جروح أمريكا التي مزقتها أربع سنوات من الفوضى، والتوصل إلى حلول وسط قادرة على تحديث البلاد. بعد عام ونصف من وصوله إلى البيت الأبيض، لم يفشل جو بايدن فقط في الوفاء بهذا الوعد المزدوج، وانما أصبح هو نفسه عبئا وعائقا، تثقله في نفس الوقت الكراهية العميقة التي يكنّها اغلب الجمهوريين له، وكومة الأزمات الداخلية “التضخم، عمليات القتل في بوفالو أو أوفالدي، التدفقات القياسية على الحدود المكسيكية، ومآسي المهاجرين” إلى جانب الأحداث الدولية “الحرب في أوكرانيا” مما يسلط الضوء على حدود سلطته -وخيبة الأمل المتزايدة لأولئك الذين اختاروه لممارستها.
قبل أربعة أشهر من انتخابات التجديد النصفي، التي يمكن أن تحرمه من الأغلبية في أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما مما سيؤدي إلى دفن أي طموح تشريعي، يوضح عنصر، على وجه الخصوص، هشاشة الرئيس: انخفاض شعبيته الشديدة بين 18 و34 سنة من 47 بالمائة من الآراء الإيجابية في فبراير 2021، إلى 25 بالمائة اليوم، وفقًا لجامعة كوينيبياك.
«لديكم سلطة عكس الهجوم»
هذا الانهيار، وهو الأسوأ بين جميع الفئات العمرية، يغذيه بشكل أساسي تقاعسه عن التعامل مع القضايا الحاسمة في أعين الديمقراطيين الشباب، الذين ينحازون بشكل متزايد الى اليسار: مكافحة تغيّر المناخ، والجامعات العامة المجانية، ومحو جزء من ديون الطلاب، وإنشاء دور حضانة ورياض أطفال عامة، وإدخال إجازة مدفوعة الأجر، إلخ.
رفعها خلال الحملة الانتخابية، وساهمت -بالإضافة إلى الرغبة في هزم ترامب بأي ثمن -في حشد الشباب بشكل مفرط خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ظلت كل هذه الوعود منذئذ حبرا على ورق.
السبب، أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ، حيث أحبط اثنان من الديمقراطيين المحافظين، من بين أمور أخرى، الخطة الروزفلتية العظيمة “إعادة البناء بشكل أفضل”. الذنب أيضًا، يرى عدد متزايد من الشباب الأمريكيين، افتقار جو بايدن لإرادة تكييف برامجه والتخلي عن سعيه الدائم للتوصل إلى حل وسط، وهو إرث من زمن آخر، من أجل وضع قتالي أكثر ملاءمة واستجابة، كما يعتقدون، لحالات الطوارئ الاجتماعية والمناخية والديمقراطية الراهنة.
من وجهة النظر هذه، فإن الزلزال الأخير حول الإجهاض هو حالة تدرّس. بينما يجني اليمين المسيحي والجمهوريين، منتشين، ثمار عقود من استراتيجية ملتوية ومنضبطة، يدفع الديمقراطيون، يتقدّمهم جو بايدن، ثمن سذاجتهم، ويجترّون عجزهم.
في يوم إلغاء قضية “رو ضد وايد”، وعد الرئيس بأن “يفعل كل ما في وسعه لحماية” حقوق المرأة. في اليوم التالي، حمّله أكثر من 30 سيناتورًا ديمقراطيًا مسؤولية كلمته، ودعوا في رسالة إلى “اتخاذ إجراءات قوية”، وأضاف الموقّعون “لديكم سلطة عكس الهجوم وقيادة ردّ وطني لهذا القرار المدمر».
الا انه بعد أسبوع، لا يزال الرد معلقًا، ويوم الخميس، من مدريد حيث كان يشارك في قمة الناتو، دعا جو بايدن الأمريكيين “الغاضبين” من قرار المحكمة العليا إلى “التصويت، التصويت، التصويت” في انتخابات نوفمبر. مؤكدا، بحق، على أن القانون الفيدرالي الذي أقره الكونجرس فقط هو الذي سيعيد حقًا وطنيًا في الإجهاض.
لكن في المعسكر الديمقراطي، ترتفع الأصوات لحث الرئيس وزعماء الحزب على توجيه ضربات أقوى. حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بملامسة ما هو غير شرعي، كما فعل الجمهوريون أكثر من مرة. ومن بين الردود المقترحة: إنشاء عيادات للإجهاض على الأراضي الفيدرالية في الولايات التي حظرت الإجهاض، وتمويل تكاليف اضطرار النساء للسفر لإجراء عملية إجهاض “وهو ما يحظره القانون الفيدرالي”، وزيادة عدد القضاة داخل المحكمة، وحتى بدء إجراءات العزل ضد بعض قضاة المحكمة المتهمين بالكذب ...
«سيُنظر إلى معظم هذه الإجراءات في واشنطن على أنها انتهاكات جسيمة للمعايير. لكن هذه هي الفكرة بالضبط”، كتب أستاذ العلوم السياسية سيث ماسكيت، في مقال افتتاحي لـ “بوليتيكو”، مشددًا على خطر “عدم التناسق” بين أساليب الحزبين الأمريكيين الرئيسيين. وقال “أسهل طريقة لتلخيصها، هي أن الديمقراطيين يقدرون المعايير الديمقراطية أكثر من النتائج السياسية، والجمهوريون يعتقدون عكس ذلك».
ومن هذا المنظور، فإن مشهد العشرات من أعضاء مجلس النواب المنتخبين وهم يغنون بارك الربّ أمريكا في مبنى الكابيتول بعد قرار المحكمة العليا في قضية “رو ضد وايد” أثار مزيجًا من الإحراج والفزع بين التقدميين، الذين يميلون إلى هجوم مضاد متطرف أكثر من ترديد الاناشيد الوطنية -خاصة عندما تروّج لأمريكا المتخيّلة، “الحرة” و”العادلة جدًا».
قاعدة ديمقراطية تزداد “راديكالية”؟
علامة أخرى على ضعفه السياسي، يستمر الجدل حول المستقبل السياسي لجو بايدن، 79 عامًا، في التضخم. “السؤال الكبير بالنسبة للديمقراطيين، هو ما إذا كان الرئيس بايدن سيتنحى أو سيسعى لإعادة انتخابه”، يلخّص داريل إم ويست، نائب رئيس معهد بروكينغز، وهو مؤسسة فكرية أمريكية. وتتزايد الدعوات الخفية أو المباشرة لأكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة سنّا، للتخلي عن الترشح لولاية ثانية. “جو بايدن يجب ألا يرشح نفسه مرة أخرى، يجب أن يمرر المشعل إلى شخص مستعد وقادر على القتال من أجلنا “، هكذا غردت الناشطة في مجال حقوق المرأة ليندسي بويلان.
وفي مواجهة التهديد الذي يخيّم على الديمقراطية الأمريكية، والذي قد يؤدي ترشّح دونالد ترامب إلى تفاقمه بحلول عام 2024، يناشد يسار الحزب الديمقراطي، مثل الكرونيكور ديفيد سيروتا، من أجل ناخبين أكثر التزامًا أو حتى “مسعورين”، على استعداد لمطالبة مرشحيهم والمسؤولون المنتخبون بالنتائج. “هكذا أوصلنا اليمين الأمريكي إلى هذه اللحظة الرهيبة: لقد جعل الناخبين الجمهوريين يتوقعون ويطالبون بأشياء، وأن يعاقبوا الذين لم يفوا بالتزاماتهم”، كتب حديثًا الناطق الرسمي سابقا بيرني ساندرز في موقعه “الرافعة».
مستشهدا بالعديد من استطلاعات الرأي، بما في ذلك استطلاعات الرأي حول شعبية بايدن الهزيلة بين الشباب، واستطلاع ان بي سي نيوز الأخير، الذي أظهر أن ثلثي الديمقراطيين يريدون الآن مرشحين يدافعون عن سياسات أكثر طموحًا، يريد سيروتا أن يعتقد أن القاعدة الديمقراطية أصبحت “راديكالية أكثر”. ويختتم: “إذا كان هذا الاتجاه سريع الزوال، فإننا سنضيع، وإذا كان مستدامًا، فلا يزال هناك بصيص صغير من الأمل «.
- تتزايد الدعوات الخفية أو المباشرة لأكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة للتخلي عن الترشح لولاية ثانية
عاجز على الوفاء بوعوده، وأضعفته أزمات متعددة، يرى الرئيس الديموقراطي شعبيته تتهاوى أمامه إلى درجة أن الأصوات ترتفع مطالبة بتخليه عن الترشح لولاية ثانية. كان يحلم بنفسه رجل المصالحة ورجل الإصلاح، مقتنعًا بأن خبرته التي لا نظير لها في الكونجرس ستمكنه من مداواة جروح أمريكا التي مزقتها أربع سنوات من الفوضى، والتوصل إلى حلول وسط قادرة على تحديث البلاد. بعد عام ونصف من وصوله إلى البيت الأبيض، لم يفشل جو بايدن فقط في الوفاء بهذا الوعد المزدوج، وانما أصبح هو نفسه عبئا وعائقا، تثقله في نفس الوقت الكراهية العميقة التي يكنّها اغلب الجمهوريين له، وكومة الأزمات الداخلية “التضخم، عمليات القتل في بوفالو أو أوفالدي، التدفقات القياسية على الحدود المكسيكية، ومآسي المهاجرين” إلى جانب الأحداث الدولية “الحرب في أوكرانيا” مما يسلط الضوء على حدود سلطته -وخيبة الأمل المتزايدة لأولئك الذين اختاروه لممارستها.
قبل أربعة أشهر من انتخابات التجديد النصفي، التي يمكن أن تحرمه من الأغلبية في أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما مما سيؤدي إلى دفن أي طموح تشريعي، يوضح عنصر، على وجه الخصوص، هشاشة الرئيس: انخفاض شعبيته الشديدة بين 18 و34 سنة من 47 بالمائة من الآراء الإيجابية في فبراير 2021، إلى 25 بالمائة اليوم، وفقًا لجامعة كوينيبياك.
«لديكم سلطة عكس الهجوم»
هذا الانهيار، وهو الأسوأ بين جميع الفئات العمرية، يغذيه بشكل أساسي تقاعسه عن التعامل مع القضايا الحاسمة في أعين الديمقراطيين الشباب، الذين ينحازون بشكل متزايد الى اليسار: مكافحة تغيّر المناخ، والجامعات العامة المجانية، ومحو جزء من ديون الطلاب، وإنشاء دور حضانة ورياض أطفال عامة، وإدخال إجازة مدفوعة الأجر، إلخ.
رفعها خلال الحملة الانتخابية، وساهمت -بالإضافة إلى الرغبة في هزم ترامب بأي ثمن -في حشد الشباب بشكل مفرط خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ظلت كل هذه الوعود منذئذ حبرا على ورق.
السبب، أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ، حيث أحبط اثنان من الديمقراطيين المحافظين، من بين أمور أخرى، الخطة الروزفلتية العظيمة “إعادة البناء بشكل أفضل”. الذنب أيضًا، يرى عدد متزايد من الشباب الأمريكيين، افتقار جو بايدن لإرادة تكييف برامجه والتخلي عن سعيه الدائم للتوصل إلى حل وسط، وهو إرث من زمن آخر، من أجل وضع قتالي أكثر ملاءمة واستجابة، كما يعتقدون، لحالات الطوارئ الاجتماعية والمناخية والديمقراطية الراهنة.
من وجهة النظر هذه، فإن الزلزال الأخير حول الإجهاض هو حالة تدرّس. بينما يجني اليمين المسيحي والجمهوريين، منتشين، ثمار عقود من استراتيجية ملتوية ومنضبطة، يدفع الديمقراطيون، يتقدّمهم جو بايدن، ثمن سذاجتهم، ويجترّون عجزهم.
في يوم إلغاء قضية “رو ضد وايد”، وعد الرئيس بأن “يفعل كل ما في وسعه لحماية” حقوق المرأة. في اليوم التالي، حمّله أكثر من 30 سيناتورًا ديمقراطيًا مسؤولية كلمته، ودعوا في رسالة إلى “اتخاذ إجراءات قوية”، وأضاف الموقّعون “لديكم سلطة عكس الهجوم وقيادة ردّ وطني لهذا القرار المدمر».
الا انه بعد أسبوع، لا يزال الرد معلقًا، ويوم الخميس، من مدريد حيث كان يشارك في قمة الناتو، دعا جو بايدن الأمريكيين “الغاضبين” من قرار المحكمة العليا إلى “التصويت، التصويت، التصويت” في انتخابات نوفمبر. مؤكدا، بحق، على أن القانون الفيدرالي الذي أقره الكونجرس فقط هو الذي سيعيد حقًا وطنيًا في الإجهاض.
لكن في المعسكر الديمقراطي، ترتفع الأصوات لحث الرئيس وزعماء الحزب على توجيه ضربات أقوى. حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بملامسة ما هو غير شرعي، كما فعل الجمهوريون أكثر من مرة. ومن بين الردود المقترحة: إنشاء عيادات للإجهاض على الأراضي الفيدرالية في الولايات التي حظرت الإجهاض، وتمويل تكاليف اضطرار النساء للسفر لإجراء عملية إجهاض “وهو ما يحظره القانون الفيدرالي”، وزيادة عدد القضاة داخل المحكمة، وحتى بدء إجراءات العزل ضد بعض قضاة المحكمة المتهمين بالكذب ...
«سيُنظر إلى معظم هذه الإجراءات في واشنطن على أنها انتهاكات جسيمة للمعايير. لكن هذه هي الفكرة بالضبط”، كتب أستاذ العلوم السياسية سيث ماسكيت، في مقال افتتاحي لـ “بوليتيكو”، مشددًا على خطر “عدم التناسق” بين أساليب الحزبين الأمريكيين الرئيسيين. وقال “أسهل طريقة لتلخيصها، هي أن الديمقراطيين يقدرون المعايير الديمقراطية أكثر من النتائج السياسية، والجمهوريون يعتقدون عكس ذلك».
ومن هذا المنظور، فإن مشهد العشرات من أعضاء مجلس النواب المنتخبين وهم يغنون بارك الربّ أمريكا في مبنى الكابيتول بعد قرار المحكمة العليا في قضية “رو ضد وايد” أثار مزيجًا من الإحراج والفزع بين التقدميين، الذين يميلون إلى هجوم مضاد متطرف أكثر من ترديد الاناشيد الوطنية -خاصة عندما تروّج لأمريكا المتخيّلة، “الحرة” و”العادلة جدًا».
قاعدة ديمقراطية تزداد “راديكالية”؟
علامة أخرى على ضعفه السياسي، يستمر الجدل حول المستقبل السياسي لجو بايدن، 79 عامًا، في التضخم. “السؤال الكبير بالنسبة للديمقراطيين، هو ما إذا كان الرئيس بايدن سيتنحى أو سيسعى لإعادة انتخابه”، يلخّص داريل إم ويست، نائب رئيس معهد بروكينغز، وهو مؤسسة فكرية أمريكية. وتتزايد الدعوات الخفية أو المباشرة لأكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة سنّا، للتخلي عن الترشح لولاية ثانية. “جو بايدن يجب ألا يرشح نفسه مرة أخرى، يجب أن يمرر المشعل إلى شخص مستعد وقادر على القتال من أجلنا “، هكذا غردت الناشطة في مجال حقوق المرأة ليندسي بويلان.
وفي مواجهة التهديد الذي يخيّم على الديمقراطية الأمريكية، والذي قد يؤدي ترشّح دونالد ترامب إلى تفاقمه بحلول عام 2024، يناشد يسار الحزب الديمقراطي، مثل الكرونيكور ديفيد سيروتا، من أجل ناخبين أكثر التزامًا أو حتى “مسعورين”، على استعداد لمطالبة مرشحيهم والمسؤولون المنتخبون بالنتائج. “هكذا أوصلنا اليمين الأمريكي إلى هذه اللحظة الرهيبة: لقد جعل الناخبين الجمهوريين يتوقعون ويطالبون بأشياء، وأن يعاقبوا الذين لم يفوا بالتزاماتهم”، كتب حديثًا الناطق الرسمي سابقا بيرني ساندرز في موقعه “الرافعة».
مستشهدا بالعديد من استطلاعات الرأي، بما في ذلك استطلاعات الرأي حول شعبية بايدن الهزيلة بين الشباب، واستطلاع ان بي سي نيوز الأخير، الذي أظهر أن ثلثي الديمقراطيين يريدون الآن مرشحين يدافعون عن سياسات أكثر طموحًا، يريد سيروتا أن يعتقد أن القاعدة الديمقراطية أصبحت “راديكالية أكثر”. ويختتم: “إذا كان هذا الاتجاه سريع الزوال، فإننا سنضيع، وإذا كان مستدامًا، فلا يزال هناك بصيص صغير من الأمل «.