مشاركته عززت معارف النشء واستعرضت العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يختتم مشاركته في فعاليات «الملتقى الأسري الخامس»
اختتم الأرشيف والمكتبة الوطنية مشاركته في فعاليات «ملتقى أبوظبي الأسري الخامس 2025»، الذي أُقيم تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، حفظها الله، تحت شعار "الأسرة مقر ومستقر".
جاءت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في إطار مسؤوليته المجتمعية وحرصه المتواصل على دعم الأسرة وتعزيز استقرارها، بوصفها شريكاً استراتيجياً في مسيرة التنمية الشاملة، ومكوناً رئيساً في ترسيخ التلاحم والتماسك المجتمعي وتعزيز التواصل بين الأجيال.
وكان الأرشيف والمكتبة الوطنية في طليعة الجهات المشاركة مع هيئة زايد لأصحاب الهمم في تحقيق إنجاز وطني نوعي يُضاف إلى سجل دولة الإمارات الحافل في المحافل الدولية، وذلك بعد اعتماد موسوعة غينيس للأرقام القياسية أطول سلسلة من الشرائط المعلّقة في العالم، في مبادرة جسّدت روح التعاون والعمل المشترك وحوّلت الفكرة إلى واقع ملموس.
وركزت مشاركة الأرشيف والمكتبة الوطنية في "محطة الموروث الإماراتي" بالملتقى على تقديم سلسلة من المحاضرات والورش القرائية والفنية التعليمية الهادفة إلى إثراء معارف المشاركين وتعزيز التنشئة الوطنية السليمة لدى النشء. وشملت الورش القرائية التعريف بكتاب «زايد من التحدي إلى الاتحاد»، الذي يوثق محطات من تاريخ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مستعرضاً مسيرته السياسية، والتحديات التي قادت إلى قيام الاتحاد، إلى جانب إبراز ملامح قيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة وإنجازاته التنموية ودورها في بناء دولة الإمارات الحديثة.
كما تناولت الورش الفنية مفردات من تاريخ الإمارات المجيد وتراثها العريق، ولاقت لعبة «المسيرة» تفاعلاً لافتاً من الأطفال الذين تنافسوا في الإجابة عن أسئلتها المستمدة من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية، بما تقدمه من معلومات موثوقة ودقيقة تسهم في ترسيخ المعرفة الوطنية بأسلوب تفاعلي مشوق.
وكان كتاب «وطني الإمارات» محوراً لعدد من الورش، باعتباره إصداراً تعليمياً مهماً يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وتعريف الأجيال بتاريخ الدولة وتراثها وقيمها الأصيلة.
وفي محطة "بركتنا" بالملتقى قدم خبراء التاريخ الشفاهي في الأرشيف والمكتبة الوطنية ورشاً تفاعلية بمشاركة كبار المواطنين والمقيمين، تضمنت عرض صور واستحضار ذكريات المشاركين حول معالم بارزة في إمارة أبوظبي، إلى جانب عناصر من التراث الثقافي غير المادي المدرج في قائمة «اليونسكو». وشهدت هذه الورش تفاعلاً واسعاً، مدعومة بمسابقات جمعت بين المتعة والفائدة.
وأكدت ورش التاريخ الشفاهي معاني مقولة المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله»، مشددة على أهمية استلهام الدروس والعبر من الماضي لبناء الحاضر وصناعة المستقبل.
واستعرض المختصون عناصر التراث الثقافي غير المادي في دولة الإمارات العربية المتحدة المدرجة في قائمة التراث الثقافي، وهي: المجلس، وشجرة النخيل، والقهوة، والحناء، حيث تفاعل المشاركون مع الصور المعروضة مؤكدين ما تمثله هذه العناصر من انعكاس لأسلوب الحياة التقليدي والقيم الاجتماعية والإنسانية في المجتمع الإماراتي. وأشار عدد من المشاركين إلى أن المجلس كان ولا يزال مدرسة اجتماعية تجمع الأسرة وأفراد المجتمع، فيما تعد القهوة رمزاً للضيافة والكرم، وتمثل النخلة عنواناً للعطاء والاستقرار، وكانت الحناء زينة وعلاجاً في آن واحد.
كما تم عرض صور للسوق القديم، وكورنيش أبوظبي، ونافورة البركان، لتستعيد الذاكرة الجماعية أسماء المحال القديمة، وطرق التنقل، والفعاليات والاحتفالات التي شهدتها تلك المواقع، في مشهد عكس عمق الارتباط بالمكان والذاكرة الوطنية.
وعلى هامش الملتقى، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية معرضًا للحُلي والأزياء التقليدية التي عكست ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية في مجتمع الإمارات، وقد شهد المعرض إقبالًا واسعًا من الزوار والمشاركين، الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بما تضمنه من معروضات أسهمت في إثراء معرفتهم بالتراث الإماراتي الأصيل.