تشجيعاً للطلبة على إجراء مقابلات مع كبار المواطنين

الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء في المؤسسات الأكاديمية على أهمية التاريخ الشفاهي في حفظ التاريخ والتراث

الأرشيف والمكتبة الوطنية يسلط الضوء في المؤسسات الأكاديمية على أهمية التاريخ الشفاهي في حفظ التاريخ والتراث


نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية سلسلة محاضرات في مجال التاريخ الشفاهي في عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في أبوظبي، حضرها عدد كبير من الطلبة وأعضاء الجهاز التدريسي، وقد ركزت المحاضرات على أثر التاريخ الشفاهي في حفظ الهوية الوطنية والتراث الإماراتي، وأهمية ربط الأجيال بماضي الآباء والأجداد، والاستفادة في تحويل التراث إلى مصدر حي للمعرفة، ومدى إمكانية تسخير التقنيات المتقدمة في مجال تطوير مقابلات التاريخ الشفاهي وحفظها.
وبهذا الصدد فقد قدم الخبراء والمختصون في مجال التاريخ الشفاهي بالأرشيف والمكتبة الوطنية محاضرات في كل من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وجامعة خليفة بن زايد للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا في أبوظبي، وجامعة ليوا فرع مدينة العين، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية... وغيرها.
وجاءت هذه المحاضرات بالتزامن مع عام المجتمع، وتشجيعاً للطلبة على إجراء مقابلات مع ذويهم تمتيناً لعرى الترابط الأسري، وتعزيزاً للهوية الوطنية لديهم، ووصولاً إلى المعلومات التي تثري أرشيف التاريخ الشفاهي الذي يعدّ جزءاً مهماً من ذاكرة الوطن.
هذا وقد لاقت المحاضرات التي تابعها عدد كبير من الطلبة اهتماماً كبيراً، تجلى في أسئلة الطلبة والجهاز التدريسي الأكاديمي واستفساراتهم ومناقشاتهم.
وتضمنت المحاضرات تعريفاً بالتاريخ الشفاهي، وأهمية مقابلات شهود العصر في جمع معلومات تكمل الوثائق التاريخية، وتثري الذاكرة بمآثر الآباء والأجداد وألوان حياتهم في البر والبحر وفي الحلّ والترحال، وتسلط الضوء على العادات والتقاليد الإماراتية، وتعرّف بألفاظ اللهجة المحلية الإماراتية، وذلك بمجمله يعدّ رسوخاً للقيم العريقة، وتعزيزاً للانتماء للوطن والولاء لقيادته.
وأشار المحاضرون إلى أبرز مواضيع التاريخ الشفاهي والتي تتمثل في التعريف بالمتحدث(الرواي)، ثم تسلط الضوء على الشيوخ والقادة، والأحداث التاريخية، وعلى تجارب الرواة الشخصية في العمل خارج الإمارات، والتعليم وجوانب مهمة من التراث، والزراعة والأفلاج، والطب الشعبي والعلاجات التقليدية، وأحوال المرأة، والصناعات والمهن، والبناء والبيوت، والحياة قبل قيام الاتحاد وبعده، والألفاظ المحلية، والأسواق ومسميات المناطق... وغيرها. 
وركزوا أيضاً على أداء الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد جمع التاريخ الشفاهي بوصفه شكل مهم من أشكال التوثيق التاريخي وحفظه، وتوظيفه في المحاضرات الأكاديمية، وفي الإصدارات التي يقدمها للمهتمين بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة في مراحل تطورها المختلفة، وأكدوا اهتمامهم وحرصهم على أن تكون الآليات والاستراتيجيات ومؤشرات الأداء التي يتم بموجبها جمع التاريخ الشفاهي وحفظه منسجمة مع أحدث الممارسات والمعايير العالمية في هذا المجال.