قد تكون استخدمت في أوكرانيا:

الأسلحة الحرارية: ما هي، ولماذا يجب حظرها...؟

الأسلحة الحرارية: ما هي، ولماذا يجب حظرها...؟

-- استخدمت الولايات المتحدة هذه الأسلحة في فيتنام وأفغانستان
-- القنابل الحرارية مدمرة وفعالة في المناطق الحضرية أو المفتوحة، ويمكن أن تخترق المخابئ
-- تمتلك روسيا حوالي 6 آلاف سلاح نووي ويمكن أن يؤدي تصعيد النزاع إلى استخدامها
-- تمتلك الولايات المتحدة ما يقرب من 5500 سلاح نووي، وتعد سياستها النووية بتدمير نووي لخصومها
-- تــم حظـر الذخائر العنقودية عام 2008، ولم توقع عليها روسيا والولايات المتحدة والصين والهند


   ربما تكون القوات الروسية في أوكرانيا قد استخدمت أسلحة حرارية وقنابل عنقودية، وفقًا لتقارير من الحكومة الأوكرانية وجماعات حقوق الإنسان. وإذا صحّ هذا، فإنه يمثل تصعيدًا في العنف يجب أن يثير قلق الجميع.    بينما تحظر الاتفاقيات الدولية الذخائر العنقودية، فإن الذخائر الحرارية -المعروفة أيضًا باسم الأجهزة المتفجرة التي تعمل بالوقود والهواء أو “القنابل الفراغية” -ليس محظورا صراحة استخدامها ضد أهداف عسكرية. هذه الأجهزة المدمرة، التي تخلق كرة نارية تلتهم الأكسجين تليها صدمة قاتلة، أقوى بكثير من معظم الأسلحة التقليدية الأخرى.

ما هو السلاح الحراري؟
    عادة ما يتم نشر الأسلحة الحرارية على شكل صواريخ أو قنابل، وتعمل عن طريق إطلاق الوقود والشحنات المتفجرة. ويمكن استخدام أنواع مختلفة من الوقود، منها مسحوق معادن سامة، ومواد عضوية تحتوي على مادة مؤكسدة.
   تنثر الشحنة المتفجرة سحابة كبيرة من الوقود تشتعل بعد ذلك عند ملامستها للأكسجين في الهواء المحيط. وينتج عن هذا كرة نارية عالية الحرارة، بالإضافة إلى موجة صدمة ضخمة تمتص الهواء كليّا من أي كائن حي قريب.

   القنابل الحرارية مدمرة وفعالة في المناطق الحضرية أو المفتوحة، ويمكن أن تخترق المخابئ ومواقع أخرى تحت الأرض، مما يحرم كل موجود فيها من الأكسجين. هناك القليل جدًا من الأشياء التي يمكن أن تحمي البشر وأشكال الحياة الأخرى من تأثير الانفجار وتأثيره الحارق.
    يصف تقرير وكالة المخابرات المركزية عام 1990، آثار الانفجار الحراري في مكان ضيق: “كل شخص قريب من نقطة الاشتعال يتذرّر، ومن في الأطراف معرضون للعديد من الإصابات الداخلية وبالتالي غير مرئية، منها انفجار طبلة الأذن، وتحطّم أعضاء الأذن الداخلية، وارتجاجات شديدة، وتمزق الرئتين والأعضاء الداخلية، وحتى العمى «.

تاريخ رعب
    تم تطوير إصدارات بدائية من الأسلحة الحرارية من قبل ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. استخدمتها الدول الغربية، وكذلك الاتحاد السوفياتي ومؤخرًا روسيا، منذ الستينات.
   ويُعتقد أن الاتحاد السوفياتي استخدم أسلحة حرارية ضد الصين خلال الصراع الصيني السوفياتي عام 1969، وكذلك في أفغانستان أثناء احتلاله البلاد عام 1979. كما استخدمتها موسكو في الشيشان، وزودت بها المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
   واستخدمت الولايات المتحدة هذه الأسلحة في فيتنام وفي جبال أفغانستان.

   ورغم أن الأسلحة الحرارية لم يتم حظرها رسميًا بعد، إلا أن هناك العديد من الحجج ضد تطويرها واستخدامها.
   ينص القانون الدولي الإنساني على ما هو مسموح به وما لا يجوز في زمن الحرب. ومن المعروف منذ فترة طويلة أنه حتى الحروب لها حدودها: فبينما تعتبر بعض الأسلحة قانونية، فإن البعض الآخر ليس كذلك، وتحديدا لأنها تنتهك المبادئ الأساسية للقانون الإنساني.
   ويوضح تقرير جديد لـ “هيومن رايتس ووتش”، أن الغزو الروسي لأوكرانيا غير قانوني، وتستند لاتفاقيات جنيف لتحديد عدم شرعية تصرفات موسكو، منها استخدامها أو استخدامها المحتمل، لأسلحة معينة.

   تحظر اتفاقيات جنيف استخدام الأسلحة في الهجمات العشوائية -تلك التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين. ويمكن لسلاح الضغط الحراري أن يستهدف على وجه التحديد المنشآت العسكرية والأفراد، ولكن لا يمكن أن تقتصر آثاره على منطقة واحدة. وفي جميع الاحتمالات، سيُقتل العديد من المدنيين إذا تم استخدام هذه القنابل على مدينة. واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان من شأنه أن يؤدي إلى هجمات عشوائية وغير متناسبة، وتشكل القنابل الجوية، حتى لو كانت تستهدف أهدافًا عسكرية، تهديدًا خطيرًا للمدنيين بسبب اتساع قطر الانفجار.

معاناة لا داعي لها
   ان الجهود المبذولة لحظر هذه الأسلحة لم تسفر عن حظر واضح. اتفاقية 1980 حول أسلحة تقليدية معينة “يشار إليها عمومًا باسم “اتفاقية الأسلحة اللاإنسانية” تتناول الأسلحة الحارقة، لكن الدول تمكنت من تجنب فرض حظر صريح على القنابل الحرارية.
   بالإضافة إلى التأثيرات على المدنيين، فإن القنابل الحرارية تتسبّب في إصابات لا داعي لها ومعاناة لا فائدة منها، وبموجب القانون الدولي الإنساني، لا ينبغي استخدامها.
   هناك نقطة، انطلاقا منها -حتى لو اعتُبرت الحرب مشروعة أو “عادلة” -يجب ألا يشمل العنف أسلحة فاجعة أو لاإنسانية. إذا كان السلاح يطيل معاناة الجنود “أو المدنيين” أو يتسبب في إصابات غير ضرورية وغير مقبولة، فإن استخدامه غير مسموح به نظريًا. وجليّ أن أسلحة الضغط الحراري تستجيب لهذا التعريف.

القنابل العنقودية
 والأسلحة النووية
   الأسلحة الحرارية ليست هي الوحيدة التي تثير القلق في الحرب الحالية. تقول الحكومة الأوكرانية، إن روسيا استخدمت أيضا ذخائر عنقودية. وهذه قنابل أو صواريخ تطلق مجموعة من “القنابل الصغيرة” على مساحة واسعة.
   تم حظر الذخائر العنقودية بموجب اتفاقية دولية عام 2008. ولم توقع عليها روسيا “ولا الولايات المتحدة أو الصين أو الهند”، لكنها امتثلت إلى حد كبير حتى الآن لبنود الاتفاقية.
    ربما يكون مصدر القلق الأكبر، مع ذلك، هو ترسانة موسكو من الأسلحة النووية. لقد ألمح الرئيس فلاديمير بوتين بشدة إلى احتمال أنه قد يكون مستعدًا لاستخدامها، ووضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى، وحذّر من أنّ الدول التي تتدخل في الغزو ستواجه “عواقب لم تعرفها من قبل”. تمتلك روسيا حوالي 6 الاف سلاح نووي، ويمكن أن يؤدي تصعيد النزاع إلى استخدامها -عمداً أو عن غير قصد في ضباب الحرب.
   بوتين ليس وحده من يطلق مثل هذه التهديدات. تمتلك الولايات المتحدة ما يقرب من 5500 سلاح نووي، وسياستها النووية تعد بتدمير نووي لخصومها. وحتى البريطانيين والفرنسيين يلجؤون إلى الضغط النووي، واستخدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لغة مماثلة عند تهديد كوريا الشمالية، غير أن تصريح بوتين يتجاوز هذه التهديدات.
   وكانت هذه المخاطر الحقيقية هي التي دفعت 122 دولة في الأمم المتحدة إلى التصويت لصالح تطوير معاهدة حظر الأسلحة النووية عام 2017.
   إن الحرب في أوكرانيا هي آخر تذكير بضرورة العمل على إزالة الأسلحة الحرارية والعنقودية والنووية تحت رقابة دولية صارمة، وإن المخاطر، ببساطة، أكبر من أن تسمح باستمرار هذه الأخطار.

*أستاذة مبرّزة في العلاقات الدولية بجامعة كوينزلاند

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/