رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
الأفضل في العالم.. ماذا ستفعل أوكرانيا بدباباتها الجديدة؟
يقول الكاتب والمؤلف ديفيد آكس، إنه مع تغيّر نوع الأسلحة المتجهة من الغرب إلى أوكرانيا، تتغير كذلك قواعد اللعبة في كييف التي ستصبح قواتها في موضع هجوم مستغلة أفضل الدبابات والصواريخ بعيدة المدى والعربات المدرعة في العالم. بعد عام من بدء الحرب في أوكرانيا، وبينما يستعد الجيش الروسي لهجوم متجدد، تغيّر نوع الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا بشكل كبير، إذ بعد أن كانت حزمات بنادق ورصاص وصواريخ وقطع المدفعية، أصبحت الآن عربات مدرعة وصواريخ بعيدة المدى ودبابات متقدمة بعضها الأفضل في العالم.
أفضل الأسلحة
ويرى آكس في تقرير بصحيفة “نيويورك تايمز” أنه سيكون لدى أوكرانيا القدرة على لعب دور الهجوم وربما طرد القوات الروسية باستخدام بعض أفضل الأسلحة في العالم، وهذا يعني أن المخاطر بالنسبة لجميع الأطراف قد زادت بشكل كبير. ويشير إلى أنه في الوقت الذي تعد فيه روسيا لهجوم في الربيع، كذلك القوات الأوكرانية بعد استعادتها مناطق شاسعة من الأجزاء الجنوبية والشمالية الشرقية في الخريف الماضي بنجاح، فإنها تُخطط لهجوم مضاد جديد هذا العام، بعد أن عززت الدول الحليفة ترسانتها للتأكد من أن هذا الهجوم المضاد المتوقع سيكون لديه أفضل فرصة ممكنة للنجاح. ويضيف مؤلف كتاب “حرب الطائرات بدون طيار: فيتنام”، أنه عندما عبرت القوات الروسية في فبراير(شباط) الماضي إلى شمال أوكرانيا بينما كانت تتقدم أيضاً في عمق منطقة دونباس الشرقية، أعطت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون الأولوية لشحنات الذخيرة والصواريخ المضادة للدبابات التي تطلق على الكتف وأنظمة الدفاع الجوي، والأهم من ذلك المدفعية، بما في ذلك مئات البنادق الكبيرة المتوافقة مع قذائف النمط الغربي.
أسلحة جديدة
هذه المدفعية ساعدت ربما أكثر من أي نوع سلاح آخر، القوات الأوكرانية في الدفاع عن عاصمتها كييف، بحسب آكس، حتى وقف التقدم الروسي في الشرق والجنوب. وبعد أكثر من 11 شهراً، تلقّت أوكرانيا من حلفائها ما لا يقل عن 750 قطعة مدفعية مقطوعة وذاتية الدفع وقاذفات صواريخ محمولة على مركبات، و100 أخرى في الطريق.
وأشار آكس إلى دراسة حول الوضع نُشرت في نوفمبر(تشرين الثاني) للمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن تقول إنه “على الرغم من بروز الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات في الرواية العامة للحرب، إلا أن أوكرانيا أضعفت محاولة روسيا للاستيلاء على كييف باستخدام كمية كبيرة من الأسلحة المدفعية». ومع تراجع الهجوم الروسي إلى حد كبير في أماكن مثل كييف، بدأت عمليات نقل الأسلحة إلى أوكرانيا والتي تشمل المزيد من الأسلحة المصممة للهجوم بدلاً من الدفاع، على دفعات متتالية ابتداء من الربيع الماضي، حيث تبرعت بولندا بأكثر من 200 دبابة قديمة كان بعضها من طراز تي 72 السوفيتي السابق، وكان البعض الآخر من المتغيرات محلية الصنع من نفس النوع السوفيتي.
تحول استراتيجي
وكانت تلك الدبابات من أولى الأدلة على التحول إلى الأسلحة الهجومية من الدول الأجنبية، حتى تسارع هذا التحول خلال الصيف حيث بدأت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في إرسال ناقلات جند مدرعة وهي مركبات سريعة الحركة ومتعقبة تنقل المشاة إلى المعركة حتى يتمكنوا من دعم الدبابات التي تقود عادة أي هجوم.
وتبرعت الولايات المتحدة وهولندا وإسبانيا وليتوانيا وألمانيا وأستراليا ودول أخرى بأكثر من 1400 من هذه المركبات، العديد منها من طراز إم-113 الأمريكي.
وصلت الناقلات المدرعة في الوقت المناسب للمشاركة في هجومين أوكرانيين مضادين في خاركيف وخيرسون على التوالي في الشمال الشرقي والجنوب بدءاً من أواخر الصيف الماضي مستغلة الفجوات في الخطوط الروسية، فتسابقت الألوية الأوكرانية في العمق، وقطعت خطوط الإمداد الروسية، وأجبرت عشرات الآلاف من القوات الروسية على التراجع.يشير آكس إلى أن الهجمات المضادة تمكنت من استعادة آلاف الأميال المربعة من أوكرانيا، ومهدت الطريق لهجوم مضاد محتمل آخر في وقت ما في عام 2023.
هجومان مضادان
ونقل الكاتب عن رئيس وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف لشبكة “أيه.بي.سي.نيوز” في أوائل الشهر الماضي إن “الجيش الأوكراني يخطط لهجوم كبير في الربيع. وسيهدف الهجوم إلى تحرير الأراضي التي تسيطر عليها روسيا من شبه جزيرة القرم إلى دونباس”، فيما أشارت القوات الروسية إلى أنها تشن هجماتها الخاصة من أجل تعزيز مكاسبها وإفساد الهجوم الأوكراني. وزاد احتمال وقوع هجمات روسية في مواجهة المخاطر مع استمرار حلفاء أوكرانيا في تعديل نوعية تبرعاتهم بالأسلحة. وقالت لورا كوبر، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا، للصحفيين الشهر الماضي: “مع تدفق أسلحة جديدة أصبح الجنود بارعين في استخدامها، سنرى الأوكرانيين أيضاً قادرين على المضي قدماً وتغيير هذه الديناميكية في ساحة المعركة». ويقول الكاتب إن هذا الإلحاح الجديد يبدو أنه قد دفع الولايات المتحدة والدول الحليفة إلى البدء في تقديم فائض مركبات المشاة القتالية التي تشبه ناقلات الجند المدرعة، ولكن مع المزيد من الأسلحة الهجومية، بما في ذلك المدافع الأوتوماتيكية المثبتة على البرج والصواريخ المضادة للدبابات. تقدم الولايات المتحدة وألمانيا على التوالي، مركبات قتالية من طراز إم-2 وماردر لأوكرانيا. ونقل آكس عن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للصحفيين في يناير(كانون الثاني) قوله إن التبرعات “توفر الدروع اللازمة لمواصلة الهجوم وتحرير أوكرانيا «.