الأمم المتّحدة تطالب بممرّات آمنة بأوكرانيا

الأمم المتّحدة تطالب بممرّات آمنة بأوكرانيا


أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي أنّ المنظمة الدولية “تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال” في أوكرانيا.
وقال غريفيث خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن خصّصت للأزمة الإنسانية الناتجة من الغزو الروسي لأوكرانيا ودامت نحو ساعتين ونصف الساعة إنّ “المدنيين في أماكن مثل ماريوبول وخاركيف وميليتوبول وأماكن أخرى في حاجة ماسّة إلى مساعدة، وخصوصاً إلى مستلزمات طبية حيوية».
وأضاف غريفيث أنّ “هناك صيغاً مختلفة ممكنة، لكن ذلك يجب أن يتمّ ضمن احترام الأطراف لالتزاماتها بموجب قوانين الحرب».

وتابع المسؤول أنّ “على الطرفين في كلّ الأوقات ضمان تجنّب المدنيين ومنازل المدنيين والبنية التحتية في عملياتهم العسكرية”، مشدّداً على أنّ “هذا يشمل السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يغادرون مناطق القتال الكثيف على أساس طوعي، في الاتّجاه الذي يختارونه”، لأنّ غالبية الممرّات الإنسانية التي أعلنت عنها موسكو تؤدّي إلى روسيا أو بيلاروس.

وأردف مارتن غريفيث “يجب احترام وحماية جميع المدنيين، سواء بقوا أو غادروا”، مستنكراً “النزاع الذي لا داعي له».
وأشار مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أنّ هناك أيضاً “حاجة ملحّة لنظام اتصال مستمر مع أطراف النزاع وضمانات للسماح بإيصال المساعدات الانسانية”، مشيراً إلى أنّ “نظام الإخطار الإنساني سيسمح بإيصال المساعدات على النطاق المطلوب». من جهتها، شجبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بشدّة السياسة الروسية، وقالت “الخسائر الإنسانية لحرب الرئيس “فلاديمير” بوتين على أوكرانيا تتزايد. الأطفال يموتون والناس يفرّون من منازلهم - لماذا؟».

وأضافت الدبلوماسية الأميركية أنّ “أطفالاً صغاراً أصيبوا بصدمات شديدة جراء أعمال العنف والدمار التي شهدوها لدرجة أنّهم توقفوا عن الكلام. الجروح الجسدية والنفسية لهذه الحرب ستكون دائمة”، معتبرة أنّه “من الواضح أنّ بوتين لديه خطة لقمع أوكرانيا بوحشية».

وردّاً على نظيره الألباني فريد خوجة الذي قال إنّ “الروس يستحقون أفضل من الدعاية” التي تنشرها موسكو، صرّح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنّه يوافق على وجود “حرب معلومات” حالياً، معتبراً أنّ حرية المعلومات منعدمة في الغرب حيث “تمّ حظر” وسائل إعلام روسية.

من جانبه، تحدّث السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا عن وجود “عشرات الآلاف من الجثث المتحلّلة في الحقول” الأوكرانية. وأضاف “أنا أتحدث عن جثث جنود روس”، داعياً اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إنشاء “قاعدة بيانات” للجنود الروس الذين قتلوا في أوكرانيا أو وقعوا أسرى حرب. وشهدت الجلسة حوارات متوتّرة للغاية، وحتى تبادل شتائم، بين سفيري روسيا وأوكرانيا. وأعقبت الجلسة الطارئة جلسة أخرى مغلقة بطلب من فرنسا والمكسيك اللتين أشارتا إلى أنّهما تواصلان إعداد مشروع قرار يطالب بوقف الأعمال العدائية ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. لكن يبدو أنّ هذا المشروع، الذي لا يزال موعد طرحه للتصويت غير معروف، محكوم بالفشل بسبب امتلاك روسيا حقّ النقض (الفيتو).

وأرسلت الأمم المتحدة بعثة صغيرة إلى موسكو أجرت “لقاء تقنياً أول” في وزارة الدفاع الروسية. وقال غريفيث إنّ الهدف هو “العمل على تنسيق إنساني مدني - عسكري أفضل يمكن أن يمكننا من تكثيف” عمليات الأمم المتحدة.
وبحسب مسؤول كبير في الأمم المتحدة تحدّث شرط عدم الكشف عن هويته، فإنّ الأمر يتعلّق أيضاً بتجنّب أيّ “أخطاء” وضمان عدم تعرّض القوافل الإنسانية لهجمات روسية.

ولا تشارك الأمم المتحدة حتى الآن في إقامة “الممرات الإنسانية” التي يتم التفاوض حولها بين روسيا وأوكرانيا للسماح للمدنيين بالخروج من مناطق القتال بأمان، وفق ما أكّد  أمس الأول الاثنين المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك.