اصطدم طويلا بالقيود البروتوكولية للعائلة الملكية والتي تتعارض مع طباعه
الأمير فيليب إرادة من حديد تحت قناع المرح
-- يحمل فيليب الرقم القياسي لأطول أزواج وزوجات ملوك بريطانيا عمراً واعتزل الحياة العامة بعد مشاركته في أكثر من 22 ألف مناسبة رسمية
-- شعر الأمير فيليب بالإحباط حينما اضطر إلى إنهاء مسيرته العسكرية عقب ترقيته إلى رتبة كومندان
-- أقر دوق إدنبره لكاتب سيرته: «تشارلز رومنسي، أنا براغماتي. هذا يعني أننا ننظر إلى الأمور بصورة مختلفة»
واكب الأمير فيليب بصمت زوجته الملكة إليزابيث الثانية لأكثر من 73 عاما، لكن الرجل الذي توفي قبيل بلوغه المئة عام أظهر خلال عقود طويلة في العائلة الملكية قوة وصلابة كبيرتين في مواجهة تحديات ضحّى خلالها بمسيرته في سبيل حبه.
فارق دوق ادنبره الحياة في قصر ويندسور بعدما أمضى شهراً كاملا في المستشفى في لندن إثر تعرضه لالتهاب ولمشكلة في القلب.
وكان فيليب أعلن لسكرتيره الخاص مايكل باركر قبيل زواجه سنة 1947 أن “وظيفتي الأولى والثانية والأخيرة هي ألا أتخلى يوما عن الملكة”. وأظهرت الملكة إليزابيث الثانية امتنانها لهذا التفاني، إذ وصفت زوجها في تصريحات علنية بأنه “قوتها” و”سندها».
مع ذلك، اصطدم الأمير فيليب طويلا بالقيود البروتوكولية للعائلة الملكية البريطانية والتي تتعارض مع طباعه وخصوصا مع دعاباته غير الموفقة بنظر البعض وتعليقاته التي وُصفت بالعنصرية.
ولد فيليب في جزيرة كورفو اليونانية في العاشر من حزيران/يونيو 1921، بلقب أمير اليونان والدنمارك.
وحين كان عمره 18 شهرا، أرغم عمه ملك اليونان على التنحي فيما نُفي والده بعد الحرب اليونانية التركية.
وهرب فيليب مع والديه وشقيقاته الأربع على متن سفينة تابعة للجيش البريطاني.
وشكّل ذلك بداية طفولة طبعتها الوحدة والاضطرابات، بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأدخلت والدته في حال اكتئاب إلى المستشفى وانتقلت بعدها إلى دير للراهبات، فيما انتقل والده للعيش في موناكو.
أما فيليب، فأُرسل في نهاية المطاف إلى اسكتلندا حيث تابع تعليمه في مدرسة داخلية تتبع نظاما صارما، ولم يكن يرى عائلته إلا في مناسبات نادرة.
واعتبارا من سنة 1939، التحق بكلية البحرية الملكية في دارتموث جنوب إنكلترا، حيث اكتشف دعوته والتقى للمرة الأولى بالأميرة إليزابيث، فوقعت فتاة الثلاثة عشر ربيعا حينها في غرام العسكري الوسيم البالغ 18 عاما.
خدم في البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، فتميز سريعا وأصبح من أصغر الضباط في البحرية الملكية مع مسيرة واعدة في الأفق.
وعقد خطوبته على إليزابيث بعد الحرب، لكن أفراد العائلة الملكية لم يرحبوا كثيرا بالوافد الجديد، إذ “كانوا يعتبرونه فظا وغير متعلم” ويظنون أنه لن يكون مخلصا على الأرجح، بحسب آلن لاسيلز السكرتير الخاص للملك جورج السادس.
غير أن غرام إليزابيث وفيليب انتصر وتوّجا علاقتهما بالزواج في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1947.
وتخلى فيليب عن الألقاب التي نالها عند الولادة لكنه أصبح دوق ادنبره وحاز الجنسية البريطانية واعتمد اسم عائلة والدته باتنبرغ بصيغته الإنكليزية، أي ماونتباتن.
واعتلت إليزابيث العرش بعد وفاة الملك جورج السادس سنة 1952.
وخلال مراسم التتويج، تعهد فيليب بأن يكون “التابع المخلص” للملكة وأصبح مذاك شريك زوجته الأبدي.
واضطر إلى إنهاء مسيرته العسكرية، ما كان أمرا قاسيا له. وأقر في وقت لاحق “كان ذلك محبطا، كنت رُقّيت للتو إلى رتبة كومندان، والجزء الأهم من مسيرتي في البحرية بدأ للتو».
رغم تشكيك البعض بقدرته على الصمود بعيدا عن الحياة العسكرية، تمسك فيليب بواجباته الجديدة وانخرط بقوة في المسؤوليات المترتبة عن موقعه في العائلة الملكية، فأصبح عرابا لأكثر من 780 منظمة، وتولى خصوصا رئاسة الصندوق العالمي للطبيعة على مدى خمسة عشر عاما.
وبنى الأمير فيليب صورة الرجل المرح صاحب الطبع الفكاهي، لكن سجله لا يخلو من تصريحات ودعابات واجهت انتقادات بسبب طابعها العنصري.
وفي ظل اهتمامه بشؤون العائلة لمساعدة زوجته المنشغلة في مهامها الملكية، ارتبط الأمير فيليب بعلاقة معقدة مع أكبر أبنائه الأربعة، الأمير تشارلز، كان ينظر إليها المراقبون على أنها انعكاس مباشر للنقص العاطفي خلال طفولة فيليب.
وأقر دوق إدنبره لكاتب سيرته غيلز براندريث “تشارلز رومنسي، أنا براغماتي. هذا يعني أننا ننظر إلى الأمور بصورة مختلفة».
غير أن أفراد العائلة الملكية لم يتوانوا عن الإشادة بتفاني فيليب الكبير من أجل صون العرش البريطاني.
وقالت حفيدته الأميرة يوجيني “هو مذهل. لقد كان حاضرا طوال هذه السنوات، هو صخرتنا».
ويحمل الأمير فيليب الرقم القياسي لأطول أزواج وزوجات ملوك بريطانيا عمراً.
واعتزل الأمير فيليب الحياة العامة في آب/أغسطس 2017 بعد مشاركته في أكثر من 22 ألف مناسبة رسمية منذ اعتلاء زوجته العرش في 1952. وواصل مرافقة الملكة في بعض الإطلالات العلنية.
وفي حزيران/يونيو 2017، أدخل الأمير فيليب المستشفى حيث أمضى ليلتين إثر “التهاب متصل بمرض تم تشخيصه سابقا”. وخضع لعملية جراحية في الورك سنة 2018.
وفي كانون الثاني/يناير 2019، تعرض لحادث سير بعدما اصطدمت مركبته من نوع “لاند روفر” بسيارة أخرى لدى الخروج من ساندرينغهام ما أدى إلى انقلاب سيارته.
ونجا من الحادثة لكنه عدل على إثرها عن القيادة.
وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، أدخل مستشفى إدوارد السابع حيث أمضى أربع ليال “تحت المراقبة بسبب مشكلات صحية جرى تشخيصها سابقا”، بحسب الدوائر الملكية البريطانية.
أقوال وردود فعل
إثر وفاة الأمير فيليب
أثارت وفاة الأمير فيليب سيلاً من ردود الفعل حول العالم تكريما لزوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، من أبنائهما إلى فانواتو.
قال ولي العهد الأمير تشارلز “لم يكن يستطيع تحمل الحمقى. إذا قلت أمرا غامضا كان سيقول: قرر ماذا تريد».
وقال الأمير وليام الابن الأكبر لتشارلز والثاني في سلسلة الخلافة: “كان جدي رجلا استثنائيا ينتمي إلى جيل استثنائي».
أما الأمير هاري الابن الأصغر لتشارلز “كان جدي سيد حفلات الشواء وأسطورة الفكاهة ومرحًا ومسليًا إلى أبعد حد».
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: “ساهم في توجيه العائلة الملكية والنظام الملكي ليبقيا مؤسستين حيويتين لا غنى عنهما لتحقيق التوازن والسعادة في حياتنا الوطنية».
الرئيس الأميركي جو بايدن: “كان رجلاً رائعًا».
الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما: “جنبًا إلى جنب مع الملكة أو خطوتين خلفها حسب الأصول، أظهر الأمير فيليب للعالم كيف يكون الزوج المخلص لامرأة قوية».
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “الأمير فيليب كان على دراية ببلدنا حيث عاش في شبابه وكان يأتي إلى هنا كثيرا في رحلاته (..) بالنسبة للعديد من مواطنينا، كان يجسد الأناقة البريطانية والبراعة».
ألبي زعيم قرية في فانواتو في المحيط الهادئ تقدس الأمير فيليب منذ زيارته في 1974: “تركت روح الأمير فيليب جسده لكنه ما زال حيا بيننا. من السابق لأوانه أن نعرف أين ستستقر».
إيان غويليم مسؤول العلاقات العامة في برنامج “جائزة دوق إدنبرة” الدولي الذي يدعم مشاريع الشباب منذ 1956: “كان تأثيره هائلاً. البرنامج كبر والطلب عليه أقوى اليوم أكثر من أي وقت مضى».
زائر جاء لتكريم فيليب في قصر باكنغهام بعد وفاته: “كان قائد واحدة من أقوى العائلات في العالم.
كانت نقطــــة تحول للعائلة المالكة. كانت الملكة تتكئ عليه ولا أعتقد أنهم يدركون حجم خسارتهم».
وقالت هيذر أوتيريدج التي جاءت لمشاهدة إطلاق المدفعية تكريما له في العاشر من نيسان/ابريل: “إنها خسارة كبيرة ليس فقط للملكة بل للبلد. كان يمثل الاستقرار في حياتنا».
الشخصيات الرئيسية المشاركة في جنازة الأمير فيليب
في ما يلي الشخصيات الرئيسية التي ترافق الملكة إليزابيث الثانية في جنازة الأمير فيليب السبت في ويندسور ولن يتجاوز عددهم الثلاثين بسبب جائحة كوفيد-19:
- الأمير تشارلز
الابن البكر للملكة والأمير فيليب، ولي العهد وأمير ويلز ويبلغ من العمر 72 عاما. ترافقه زوجته الثانية كاميلا دوقة كورنول.
- الأمير وليام
الابن البكر للأمير تشارلز، دوق كامبريدج (38 عاما) والثاني في الترتيب لولاية العرش، ترافقه زوجته كيت. ونظرا لصغر سن أبنائهم الثلاثة فلن يحضورا الجنازة.
- الأمير هاري
عاد الأخ الأصغر لوليام، دوق ساسكس (36 عاما) من كاليفورنيا للمرة الأولى منذ انسحابه من النظام الملكي قبل عام. وسيخضع لمتابعة دقيقة لأي إشارة إلى مصالحة مع شقيقه ووالده اللذين اعترف بتوتر علاقته بهما في مقابلته على التلفزيون الأميركي الشهر الماضي. وبقيت زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة بناء على نصيحة أطبائها بعدم السفر لأنها حامل بطفلهما الثاني.
- الأميرة آن
سترافق الابنة الوحيدة للزوجين الملكيين والبالغة من العمر 70 عاما، زوجها الأدميرال تيموثي لورانس وابنيها بيتر فيليبس وزارا تيندال.
- الأمير أندرو
انسحب دوق يورك “61 عاما” من الشؤون الملكية في 2019 بعد مقابلة كارثية لشرح صداقته مع رجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين الذي اتهم باستغلال بقاصرات.
ترافقه في الجنازة ابنتاه بياتريس ويوجيني التي أنجبت في شباط-فبراير طفلها الأول الذي يحمل بين أسمائه اسم فيليب تكريما لدوق إدنبرة.
- الأمير إدوارد
إيرل ويسيكس “57 عاما” أصغر أبناء الملكة الأربعة. سيحضر مع زوجته صوفي - التي جاءت للتخفيف عن الملكة بعد وفاة فيليب - وابنيهما.
- بينيلوب ناتشبول
كانت بيني كونتيسة ماونتباتن من الأصدقاء المقربين للأمير فيليب وترافقه في رياضة ركوب الخيل. زوجها هو حفيد الكونت ماونتباتن الذي كان يرعى الأمير تشارلز واغتالته منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي في 1979.
- أرتشي ميلر باكويل
أحد الضيوف القلائل الذي لا ينتمون إلى العائلة الملكية. بقي قريبا جدا من الأمير فيليب بعد أن عمل سكرتيرا خاصا له.
- عائلة الأمير فيليب
سيحضر العديد من أفراد الفرع الألماني لعائلة فيليب وخصوصا برنهارد ولي عهد بادن وحفيد شقيقته ثيودورا، بالإضافة إلى دوناتوس عميد عائلة هيسه.
- رجال الدين والجوقة
لا يشمل العدد المحدد بثلاثين رجال الدين وأعضاء الجوقة الذين سيحيون المراسم بقيادة عميد ويندسور ديفيد كونر مع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للإنغليكان.
ستقوم جوقة مكونة من أربعة منشدين بأداء الأغاني التي اختارها فيليب.
-- شعر الأمير فيليب بالإحباط حينما اضطر إلى إنهاء مسيرته العسكرية عقب ترقيته إلى رتبة كومندان
-- أقر دوق إدنبره لكاتب سيرته: «تشارلز رومنسي، أنا براغماتي. هذا يعني أننا ننظر إلى الأمور بصورة مختلفة»
واكب الأمير فيليب بصمت زوجته الملكة إليزابيث الثانية لأكثر من 73 عاما، لكن الرجل الذي توفي قبيل بلوغه المئة عام أظهر خلال عقود طويلة في العائلة الملكية قوة وصلابة كبيرتين في مواجهة تحديات ضحّى خلالها بمسيرته في سبيل حبه.
فارق دوق ادنبره الحياة في قصر ويندسور بعدما أمضى شهراً كاملا في المستشفى في لندن إثر تعرضه لالتهاب ولمشكلة في القلب.
وكان فيليب أعلن لسكرتيره الخاص مايكل باركر قبيل زواجه سنة 1947 أن “وظيفتي الأولى والثانية والأخيرة هي ألا أتخلى يوما عن الملكة”. وأظهرت الملكة إليزابيث الثانية امتنانها لهذا التفاني، إذ وصفت زوجها في تصريحات علنية بأنه “قوتها” و”سندها».
مع ذلك، اصطدم الأمير فيليب طويلا بالقيود البروتوكولية للعائلة الملكية البريطانية والتي تتعارض مع طباعه وخصوصا مع دعاباته غير الموفقة بنظر البعض وتعليقاته التي وُصفت بالعنصرية.
ولد فيليب في جزيرة كورفو اليونانية في العاشر من حزيران/يونيو 1921، بلقب أمير اليونان والدنمارك.
وحين كان عمره 18 شهرا، أرغم عمه ملك اليونان على التنحي فيما نُفي والده بعد الحرب اليونانية التركية.
وهرب فيليب مع والديه وشقيقاته الأربع على متن سفينة تابعة للجيش البريطاني.
وشكّل ذلك بداية طفولة طبعتها الوحدة والاضطرابات، بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأدخلت والدته في حال اكتئاب إلى المستشفى وانتقلت بعدها إلى دير للراهبات، فيما انتقل والده للعيش في موناكو.
أما فيليب، فأُرسل في نهاية المطاف إلى اسكتلندا حيث تابع تعليمه في مدرسة داخلية تتبع نظاما صارما، ولم يكن يرى عائلته إلا في مناسبات نادرة.
واعتبارا من سنة 1939، التحق بكلية البحرية الملكية في دارتموث جنوب إنكلترا، حيث اكتشف دعوته والتقى للمرة الأولى بالأميرة إليزابيث، فوقعت فتاة الثلاثة عشر ربيعا حينها في غرام العسكري الوسيم البالغ 18 عاما.
خدم في البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، فتميز سريعا وأصبح من أصغر الضباط في البحرية الملكية مع مسيرة واعدة في الأفق.
وعقد خطوبته على إليزابيث بعد الحرب، لكن أفراد العائلة الملكية لم يرحبوا كثيرا بالوافد الجديد، إذ “كانوا يعتبرونه فظا وغير متعلم” ويظنون أنه لن يكون مخلصا على الأرجح، بحسب آلن لاسيلز السكرتير الخاص للملك جورج السادس.
غير أن غرام إليزابيث وفيليب انتصر وتوّجا علاقتهما بالزواج في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1947.
وتخلى فيليب عن الألقاب التي نالها عند الولادة لكنه أصبح دوق ادنبره وحاز الجنسية البريطانية واعتمد اسم عائلة والدته باتنبرغ بصيغته الإنكليزية، أي ماونتباتن.
واعتلت إليزابيث العرش بعد وفاة الملك جورج السادس سنة 1952.
وخلال مراسم التتويج، تعهد فيليب بأن يكون “التابع المخلص” للملكة وأصبح مذاك شريك زوجته الأبدي.
واضطر إلى إنهاء مسيرته العسكرية، ما كان أمرا قاسيا له. وأقر في وقت لاحق “كان ذلك محبطا، كنت رُقّيت للتو إلى رتبة كومندان، والجزء الأهم من مسيرتي في البحرية بدأ للتو».
رغم تشكيك البعض بقدرته على الصمود بعيدا عن الحياة العسكرية، تمسك فيليب بواجباته الجديدة وانخرط بقوة في المسؤوليات المترتبة عن موقعه في العائلة الملكية، فأصبح عرابا لأكثر من 780 منظمة، وتولى خصوصا رئاسة الصندوق العالمي للطبيعة على مدى خمسة عشر عاما.
وبنى الأمير فيليب صورة الرجل المرح صاحب الطبع الفكاهي، لكن سجله لا يخلو من تصريحات ودعابات واجهت انتقادات بسبب طابعها العنصري.
وفي ظل اهتمامه بشؤون العائلة لمساعدة زوجته المنشغلة في مهامها الملكية، ارتبط الأمير فيليب بعلاقة معقدة مع أكبر أبنائه الأربعة، الأمير تشارلز، كان ينظر إليها المراقبون على أنها انعكاس مباشر للنقص العاطفي خلال طفولة فيليب.
وأقر دوق إدنبره لكاتب سيرته غيلز براندريث “تشارلز رومنسي، أنا براغماتي. هذا يعني أننا ننظر إلى الأمور بصورة مختلفة».
غير أن أفراد العائلة الملكية لم يتوانوا عن الإشادة بتفاني فيليب الكبير من أجل صون العرش البريطاني.
وقالت حفيدته الأميرة يوجيني “هو مذهل. لقد كان حاضرا طوال هذه السنوات، هو صخرتنا».
ويحمل الأمير فيليب الرقم القياسي لأطول أزواج وزوجات ملوك بريطانيا عمراً.
واعتزل الأمير فيليب الحياة العامة في آب/أغسطس 2017 بعد مشاركته في أكثر من 22 ألف مناسبة رسمية منذ اعتلاء زوجته العرش في 1952. وواصل مرافقة الملكة في بعض الإطلالات العلنية.
وفي حزيران/يونيو 2017، أدخل الأمير فيليب المستشفى حيث أمضى ليلتين إثر “التهاب متصل بمرض تم تشخيصه سابقا”. وخضع لعملية جراحية في الورك سنة 2018.
وفي كانون الثاني/يناير 2019، تعرض لحادث سير بعدما اصطدمت مركبته من نوع “لاند روفر” بسيارة أخرى لدى الخروج من ساندرينغهام ما أدى إلى انقلاب سيارته.
ونجا من الحادثة لكنه عدل على إثرها عن القيادة.
وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، أدخل مستشفى إدوارد السابع حيث أمضى أربع ليال “تحت المراقبة بسبب مشكلات صحية جرى تشخيصها سابقا”، بحسب الدوائر الملكية البريطانية.
أقوال وردود فعل
إثر وفاة الأمير فيليب
أثارت وفاة الأمير فيليب سيلاً من ردود الفعل حول العالم تكريما لزوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، من أبنائهما إلى فانواتو.
قال ولي العهد الأمير تشارلز “لم يكن يستطيع تحمل الحمقى. إذا قلت أمرا غامضا كان سيقول: قرر ماذا تريد».
وقال الأمير وليام الابن الأكبر لتشارلز والثاني في سلسلة الخلافة: “كان جدي رجلا استثنائيا ينتمي إلى جيل استثنائي».
أما الأمير هاري الابن الأصغر لتشارلز “كان جدي سيد حفلات الشواء وأسطورة الفكاهة ومرحًا ومسليًا إلى أبعد حد».
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: “ساهم في توجيه العائلة الملكية والنظام الملكي ليبقيا مؤسستين حيويتين لا غنى عنهما لتحقيق التوازن والسعادة في حياتنا الوطنية».
الرئيس الأميركي جو بايدن: “كان رجلاً رائعًا».
الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما: “جنبًا إلى جنب مع الملكة أو خطوتين خلفها حسب الأصول، أظهر الأمير فيليب للعالم كيف يكون الزوج المخلص لامرأة قوية».
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “الأمير فيليب كان على دراية ببلدنا حيث عاش في شبابه وكان يأتي إلى هنا كثيرا في رحلاته (..) بالنسبة للعديد من مواطنينا، كان يجسد الأناقة البريطانية والبراعة».
ألبي زعيم قرية في فانواتو في المحيط الهادئ تقدس الأمير فيليب منذ زيارته في 1974: “تركت روح الأمير فيليب جسده لكنه ما زال حيا بيننا. من السابق لأوانه أن نعرف أين ستستقر».
إيان غويليم مسؤول العلاقات العامة في برنامج “جائزة دوق إدنبرة” الدولي الذي يدعم مشاريع الشباب منذ 1956: “كان تأثيره هائلاً. البرنامج كبر والطلب عليه أقوى اليوم أكثر من أي وقت مضى».
زائر جاء لتكريم فيليب في قصر باكنغهام بعد وفاته: “كان قائد واحدة من أقوى العائلات في العالم.
كانت نقطــــة تحول للعائلة المالكة. كانت الملكة تتكئ عليه ولا أعتقد أنهم يدركون حجم خسارتهم».
وقالت هيذر أوتيريدج التي جاءت لمشاهدة إطلاق المدفعية تكريما له في العاشر من نيسان/ابريل: “إنها خسارة كبيرة ليس فقط للملكة بل للبلد. كان يمثل الاستقرار في حياتنا».
الشخصيات الرئيسية المشاركة في جنازة الأمير فيليب
في ما يلي الشخصيات الرئيسية التي ترافق الملكة إليزابيث الثانية في جنازة الأمير فيليب السبت في ويندسور ولن يتجاوز عددهم الثلاثين بسبب جائحة كوفيد-19:
- الأمير تشارلز
الابن البكر للملكة والأمير فيليب، ولي العهد وأمير ويلز ويبلغ من العمر 72 عاما. ترافقه زوجته الثانية كاميلا دوقة كورنول.
- الأمير وليام
الابن البكر للأمير تشارلز، دوق كامبريدج (38 عاما) والثاني في الترتيب لولاية العرش، ترافقه زوجته كيت. ونظرا لصغر سن أبنائهم الثلاثة فلن يحضورا الجنازة.
- الأمير هاري
عاد الأخ الأصغر لوليام، دوق ساسكس (36 عاما) من كاليفورنيا للمرة الأولى منذ انسحابه من النظام الملكي قبل عام. وسيخضع لمتابعة دقيقة لأي إشارة إلى مصالحة مع شقيقه ووالده اللذين اعترف بتوتر علاقته بهما في مقابلته على التلفزيون الأميركي الشهر الماضي. وبقيت زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة بناء على نصيحة أطبائها بعدم السفر لأنها حامل بطفلهما الثاني.
- الأميرة آن
سترافق الابنة الوحيدة للزوجين الملكيين والبالغة من العمر 70 عاما، زوجها الأدميرال تيموثي لورانس وابنيها بيتر فيليبس وزارا تيندال.
- الأمير أندرو
انسحب دوق يورك “61 عاما” من الشؤون الملكية في 2019 بعد مقابلة كارثية لشرح صداقته مع رجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين الذي اتهم باستغلال بقاصرات.
ترافقه في الجنازة ابنتاه بياتريس ويوجيني التي أنجبت في شباط-فبراير طفلها الأول الذي يحمل بين أسمائه اسم فيليب تكريما لدوق إدنبرة.
- الأمير إدوارد
إيرل ويسيكس “57 عاما” أصغر أبناء الملكة الأربعة. سيحضر مع زوجته صوفي - التي جاءت للتخفيف عن الملكة بعد وفاة فيليب - وابنيهما.
- بينيلوب ناتشبول
كانت بيني كونتيسة ماونتباتن من الأصدقاء المقربين للأمير فيليب وترافقه في رياضة ركوب الخيل. زوجها هو حفيد الكونت ماونتباتن الذي كان يرعى الأمير تشارلز واغتالته منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي في 1979.
- أرتشي ميلر باكويل
أحد الضيوف القلائل الذي لا ينتمون إلى العائلة الملكية. بقي قريبا جدا من الأمير فيليب بعد أن عمل سكرتيرا خاصا له.
- عائلة الأمير فيليب
سيحضر العديد من أفراد الفرع الألماني لعائلة فيليب وخصوصا برنهارد ولي عهد بادن وحفيد شقيقته ثيودورا، بالإضافة إلى دوناتوس عميد عائلة هيسه.
- رجال الدين والجوقة
لا يشمل العدد المحدد بثلاثين رجال الدين وأعضاء الجوقة الذين سيحيون المراسم بقيادة عميد ويندسور ديفيد كونر مع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، الزعيم الروحي للإنغليكان.
ستقوم جوقة مكونة من أربعة منشدين بأداء الأغاني التي اختارها فيليب.