وزير الخارجية الفلسطيني: القصف الإسرائيلي «حرب انتقامية»

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى «ممرات وهدنات» إنسانية في غزة

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى «ممرات وهدنات» إنسانية في غزة

دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي إلى «ممرات إنسانية وهدنات» تتيح إدخال مساعدات إلى قطاع غزة الذي واصل الجيش الإسرائيلي دكّه بصواريخ وقذائف وقنابل ردّاً على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس قبل ثلاثة أسابيع.
 
توازيا، نشرت وزارة الصحة التابعة لحماس تقريراً تفصيلياً بأسماء أكثر من سبعة آلاف فلسطيني من «ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، غداة تشكيك الرئيس الأميركي جو بايدن بالحصيلة المعلنة من جانبها. كما أعلنت حماس أن القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع أدّى إلى مقتل «نحو 50» رهينة من الذين أسرتهم في هجومها على إسرائيل. وكان الجيش الإسرائيلي نفّذ ليل الأربعاء-الخميس عملية توغل استخدم فيها دبابات في قطاع غزة في اتجاه «أهداف محددة»، قبل أن ينسحب، في إطار عمليات تحضيرية لهجوم بري، رغم التحذيرات الدولية.
 
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس أن 7028 شخصا قتلوا بينهم 2913 طفلا في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول-أكتوبر.
وتردّ إسرائيل بقصف مركّز وعنيف للقطاع، بعد الهجوم الأعنف في تاريخها والذي تسلّل خلاله عناصر من حماس إلى مناطق إسرائيلية وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم. وتحتجز حماس 224 شخصا بينهم أجانب اقتادتهم معها بعد الهجوم، حسب آخر رقم نشره الجيش الإسرائيلي الخميس.
 
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه أبلغ «عائلات 224 رهينة» باحتجاز أفراد منها في غزة، موضحا أن هذا الرقم غير نهائي.
ومساء الخميس، حذّر أهالي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في القطاع، من أنّ صبرهم نفد، مطالبين الحكومة باستقبالهم فورا.
ويواصل الجيش حشد 360 ألفاً من جنود الاحتياط خصوصاً على حدود قطاع غزة والحدود الشمالية مع لبنان، ويستمر في قصفه المركز على مناطق عدة في القطاع البالغة مساحته 362 كيلومترا مربعا والخاضع منذ بدء الحرب لـ»حصار مطبق» يحرم سكّانه الـ2,4 مليون نسمة من المياه والطعام والكهرباء.
 
وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي القصف الإسرائيلي على غزة بأنه «حرب انتقامية»، داعيا إلى وقف النار. وأكد المالكي من لاهاي التي يزورها أن حلّ الدولتين «أكثر أهمية من أي وقت مضى».
 
في موسكو، أعلنت الخارجية الروسية أن ممثلين لحماس وإيران الداعمة لها موجودون في روسيا لإجراء محادثات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا «وجود ممثلين لهذه الحركة الفلسطينية في موسكو»، قائلة إن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري موجود أيضا هناك.
 
ولم تقدّم تفاصيل بشأن المحادثات أو مضمونها، لكنّ مصدرا دبلوماسيا روسياً قال إنّ موسكو أكدت لوفد حماس ضرورة «الإفراج الفوري عن الرهائن الأجانب في قطاع غزة»، وتطرقت إلى «مسائل مرتبطة بإجلاء الرعايا الروس والأجانب الآخرين من القطاع الفلسطيني».
 
من جهته، بحث نائب الوزير الإيراني علي باقري مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف في «التصعيد الإسرائيلي-الفلسطيني»، حسب الخارجية الروسية.
في قطاع غزة، تعرضت مناطق عدة للقصف الخميس، وانتُشلت فتاة ظلت محاصرة تحت الأنقاض قرابة 35 ساعة ونُقلت إلى مستشفى في خانيونس جنوبي القطاع. وتصاعد الدخان فوق شمال القطاع بعد غارة جوية إسرائيلية رُصِدت من بلدة سديروت الإسرائيلية الحدودية.
 
في المقابل، انطلقت من قطاع غزة دفعة صواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية عدة بينها تل أبيب.
ويحذّر الجيش الإسرائيلي منذ 15 تشرين الأول-أكتوبر سكان شمال قطاع غزة بوجوب إخلاء المنطقة والتوجه جنوبا، فيما نزح ما لا يقل عن 1,4 مليون فلسطيني من منازلهم في غزة منذ بداية الحرب، حسب الأمم المتحدة.
لكنّ الضربات تطال أيضا جنوب القطاع حيث يتجمع مئات آلاف المدنيين.
وقالت أستاذة لغة إنكليزية لجأت إلى منزل شقيقها في مخيم دير البلح في وسط القطاع «نجوت من خمس حروب ومليون تصعيد، لكن مع هذه الحرب، يتهيّأ لي أنّ كلّ ما أفعله هو انتظار دوري كي أموت».
 
وقالت رجمة ساق الله التي عادت مع ابنتها من منطقة خان يونس التي نزحت إليها في وقت سابق إلى مدينة غزة بعدما قتل زوجها وثلاثة من أولادها في قصف إسرائيلي في الجنوب، «لا يوجد مكان آمن.. حيثما نذهب سنموت».
وحذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز أيضا من أن «لا مكان آمنا في غزة».
وأكدت في بيان أن «الإنذارات المسبقة» التي وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان من أجل إخلاء مناطق في شمال القطاع يستهدفها «لا تحدث أي فارق».