رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
تسبب في مقتل 500 ألف مدني وعسكري بينهم 400 ألف جزائري
الاستعمار الفرنسي للجزائر.. نضال دامٍ استمر 132 عاما
بين استعمار الجزائر واستقلالها في 1962، 132 عاما من نضال دام تتصادم بشأنه أيضا الذاكرة في هذه الجهة وتلك. في 14 حزيران-يونيو 1830، قام الفرنسيون بإنزال في الجزائر بعد حادث دبلوماسي مع داي الجزائر مرتبط بديون فرنسية رفض القنصل الفرنسي إيفاءها. وشكلت هزيمة عبد القادر الجزائري في 14 آب-أغسطس 1843 منعطفا لمصلحة فرنسا وأصبحت الجزائر دستوريا أرضا فرنسية في 1848. وكرّس قانون صدر في 1873 مصادرة الأراضي المملوكة جماعيا من القبائل، وحقّ الفرنسيين بالتملك. وكان مرسوم كريميو في 1870 منح اليهود فقط الجنسية الفرنسية. بعد أحد عشر عاما، أُقرّ “قانون وضع السكان الأصليين” الذي اعترف بحق المواطنة للمسلمين. في 1944، تم إقرار المساواة في الحقوق بين المسلمين وغير المسلمين، لكن منح المواطنة بقي يسير بسرعات متفاوتة حتى 1958 بعد تظاهرات وطنية في جميع أنحاء الجزائر، قمع الجيش الفرنسي بعنف أعمال الشغب في سطيف وقسنطينة في أيار-مايو 1945. وقتل آلاف من المسلمين ومئات الأوروبيين.
في تشرين الثاني-نوفمبر 1954، أعلنت جبهة التحرير الوطني التي كان أسسها للتو في القاهرة أحمد بن بلة، مسؤوليتها عن اعتداءات في الجزائر أسفرت عن سقوط عشرة قتلى. ورفضت حكومة بيار منديس فرانس الفرنسية التفاوض مع الجبهة.
في 20 آب-أغسطس 1955، وقعت مجازر في قسنطينة بعد هجمات استهدفت المستعمرين الفرنسيين، وتلاها قمع شديد. وتمّ توسيع نطاق حالة الطوارئ لتشمل كل الجزائر.
في بداية 1957، انفجرت قنابل زرعتها جبهة التحرير الوطني في مقاه وملاعب في العاصمة الجزائرية ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح عشرات.
بدأت “معركة الجزائر” بقيادة الجنرال جاك ماسو في السابع من كانون الثاني-يناير، واتسمت بمطاردة أعضاء جبهة التحرير الوطني واللجوء الى التعذيب بكثافة.
في 13 أيار-مايو 1958 وعلى أثر تظاهرات تخللتها أعمال شغب في العاصمة الجزائرية للمطالبة ببقاء الجزائر فرنسية، لجأ ماسو إلى الجنرال شارل ديغول الذي اختاره النواب رئيسا في الأول من حزيران-يونيو. وقال ديغول لـ”الأقدام السوداء” “الفرنسيون الذين ولدوا في الجزائر” في العاصمة الجزائرية في الرابع من حزيران-يونيو “فهمتكم”. في 23 تشرين الأول-أكتوبر، عرض على جبهة التحرير الوطني “سلام الشجعان».
في 19 أيلول-سبتمبر 1958، شكّلت جبهة التحرير الوطني الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
في 16 أيلول-سبتمبر 1959، أعلن ديغول حق الجزائريين في تقرير المصير. أدى “أسبوع من المتاريس” بمبادرة من المطالبين ببقاء الجزائر تحت حكم فرنسا في نهاية كانون الثاني-يناير 1960، إلى مقتل حوالي عشرين شخصا في العاصمة.
في الثامن من كانون الثاني-يناير 1961، فاز مؤيدو حق تقرير المصير للجزائر بنسبة 75 بالمئة في استفتاء. وتم على الأثر إنشاء “منظمة الجيش السري”، الذراع السرية للمطالبين بـ”جزائر فرنسية». ليلة 21 إلى 22 نيسان-أبريل، وقع انقلاب في الجزائر ضد ديغول بقيادة الجنرالات سالان وشال وزيلر وجوهو. استسلم شال في 25 نيسان-أبريل، وزيلر في بداية أيار-مايو، وبقي سالان وجوهو يعملان سرا في منظمة الجيش السري.
في 17 تشرين الأول-أكتوبر، أدى قمع تظاهرة نظمها جزائريون مؤيدون لجبهة التحرير الوطني في باريس إلى مقتل العشرات. كثفت “منظمة الجيش السري” التفجيرات. في 8 شباط-فبراير 1962، أدى قمع تظاهرة مناهضة للمنظمة إلى مقتل تسعة أشخاص في مترو شارون في باريس. تفاوض ديغول مع جبهة التحرير الوطني، وفي 18 آذار-مارس 1962، أعلنت اتفاقيات إيفيان وقف إطلاق النار.
في الثامن من نيسان-أبريل، أقرت الاتفاقيات بنسبة 90 بالمئة في فرنسا. في الأول من تموز-يوليو، كرس استفتاء بنسبة 99,72 بالمئة في الجزائر، الاستقلال. عندها بدأت مغادرة ما يقرب من مليون من “الأقدام السوداء” “الفرنسيون المولودون في الجزائر” البلاد، بينما قتل 55 ألفا من الحركيين “الذين قاتلوا مع الجيش الفرنسي” في البلاد. في الخامس من تموز-يوليو، أعلنت الجزائر التي أصبح أحمد بن بلة “جبهة التحرير الوطني” أول رئيس لها، استقلالها.
تسبب النزاع في مقتل نحو 500 ألف مدني وعسكري بينهم 400 ألف جزائري، بحسب المؤرخين الفرنسيين.