رئاسة جو بايدن:

الاستفادة من رسالة الوحدة، لكن ذلك بعيد المنال...!

الاستفادة من رسالة الوحدة، لكن ذلك بعيد المنال...!

-- قادم من يمين الوسط في الحزب الديمقراطي، إنه رجل الوضع القائم، حتى لو اعتمد لغة القطيعة
-- سيحاول جو بايدن أن يكون بلا أخطاء، وأن يجسد مقولاته
-- كان حفل التنصيب في مبنى الكابيتول مجموعة من التناقضات
-- إنه ملزم باستخدام لغة الوحدة، فهــذه وظيفتــه كرئيــس دولـــة


احتفى جو بايدن رسميًا بالقطيعة مع ترامب لدى وصوله إلى البيت الأبيض. لكن هل هذا الطلاق رمزي فقط؟
   أكثر من تباين، عالمان مختلفان. وكان الفارق بين دونالد ترامب وجو بايدن واضحًا في التلفزيون الأمريكي يوم الأربعاء الماضي ولئن جعل جو بايدن من القطيعة مع ترامب شعارًا، فهل هو شعار استعراضي لا غير؟
  كان حفل التنصيب هذا في مبنى الكابيتول، مجموعة من التناقضات. أولها الفترة الفاضحة بين هذه اللحظة الســــــلمية وأحــــــــداث 6 ينايـــــــر التي خلفـــــــت خمســــة قتلى، وأثارت ســـخط جـــــــزء كبيــــــر من البلاد.

 هناك أيضا تباين بين الخطاب المسؤول، ولكن يطبعه “الأمل” الذي ألقاه جو بايدن، وخطاب سلفه الذي لم يذكره بالاسم، متمنيا ببساطة “حظــــا سعيدا” للإدارة الجديدة.
   معارضة جو بايدن كانت باعتماد خطاب حول “المصالحة” و”التجمع”، فقد أكد الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة جو بايدن في ختام كلمته: “سنكتب معًا قصة أمريكية مليئة بالأمل وليس الخوف ... شكرًا أمريكا».

   وإذا كان للحفل جانب مهيب للغاية، فقد رأينا الإنسان قبل الرئيس في اختيار الفنانين أو في تلك اللحظات الصغيرة من الحرية التي سمح بها لنفسه أثناء سيره نحو البيت الأبيض. “لديه صفات إنسانية نادرة في السياسة، لقد أساءت إليه عندما كان أصغر سناً، لكنه تمكن من ضبط النفس والحفاظ على عفويته”، يعلق أوليفييه ريشوم، الأستاذ المحاضر في جامعة ليون 2 -لوميير.

يمكن أن يكون
تفويضًا مهمًا للغاية
   هذا التعارض ليس رمزيًا فقط لمراقبي الحياة السياسية الأمريكية. “إنه ليس مجرد رمز، بالنظر إلى الأزمات المتعددة التي تمر بها البلاد. لقد عاد بايدن إلى أسلوب أكثر رصانة، رغم وجود لحظات غنائية وشعرية في الحفل (الشاعرة الشابة أماندا جورمان، على سبيل المثال)، وأقل ابتذالا بنسبة كبيرة”، يلاحظ بارتياح جيمس كوهين، أمريكي وأستاذ في اللغة الإنجليزية-في جامعة السوربون نوفيل باريس 3. “لكن يجب أن يكون لجو بايدن يجب جوهر، ولتوقيع العديد من الأوامر التنفيذية منذ اليوم الأول دلالة وإشارة مهمة... هذا ليس مجرد تراجع عن ترامب”، يعلق الباحث.

   «عندما ننظر إلى خطابه، نكتشف انه أدرك أن المكان الذي سيحتله في التاريخ هو الرهان: رئيس الانتقال والمصالحة. لذلك يمكن لفترة ولايته أن تكون مهمة ومحورية للغاية حتى لو كانت ولاية واحدة فقط”، يحلل أيضًا أوليفييه ريشوم، أستاذ محاضر في جامعة ليون 2 -لوميير. إنه ليس مجرد كلام، نحن داخل استمرارية رئاسة أوباما. وسيحاول بايدن أن يكون بلا اخطاء وأن يجسد مقولاته”، يضيف هذا المتخصص في التاريخ السياسي للولايات المتحدة.

   من حيث الأفكار، كان دائمًا وسطيًا. وهنا، يظهر التناقض مع إدارة ترامب، لا سيما من خلال التعليمات التي أعطاها للموظفين الفيدراليين بشأن احترام البروتوكول الصحي المعتمد ضد كوفيد-19”، يلاحظ الأكاديمي. “فيما يتعلق بالمناخ واتفاقية باريس، وبشأن منظمة الصحة العالمية، كانت هذه مجرد توقيعات بسيطة، سيتعين تمرير قوانين، وسيكون الأمر أكثر تعقيدًا”، يضيف أوليفييه ريشوم. “نحن في لحظة وحدة... ويمكن أن تعود الحروب الحزبية بسهولة. وإذا حاول بايدن الحفاظ على الزخم والاستفادة من رسالة الاتحاد، فإن ذلك ابعد ما يكون عن التجسيم حالا”، يؤكد مؤلف كتاب “سجل أوباما».

إلى أي مدى يمكن أن
 يذهب مرشح “الوحدة”؟
   إنه ملزم باستخدام لغة الوحدة، فهذه وظيفته كرئيس دولة. لكن هذا وهمي، فالانقسامات السياسية لا تزال فظيعة ما وراء الأطلسي”، يقول جيمس كوهين، الأكاديمي المتخصص في السياسة الأمريكية. “تاريخيا، يأتي بايدن من جناح يمين الوسط في الحزب الديمقراطي، إنه رجل الوضع القائم، حتى لو اعتمد لغة القطيعة «.    ما يمكن أن يتغير هو أنه في حقبة ما بعد ترامب، يمكن سماع الجناح اليساري للحزب الديمقراطي أكثر، “خاصة فيما يتعلق بالصحة العامة، التي لم تعد رفاهية، في سياق الوباء”، يلاحظ الأستاذ الذي يصوّت في الولايات المتحدة. لكنه يعتقد أن بايدن “لن يذهب بالضرورة إلى حد قبول مقترحات بيرني ساندرز، ولا سيما التأمين الصحي كحق تضمنه الدولة».

    لقد دعا بايدن “إلى روح الثنائية الحزبية في الكونجرس، الا ان هذا مجرد وهم، يذكّر جيمس كوهين. “من جهة اخرى، لم يختف الانقسام بين السود والبيض”، يحدد الاستاذ الذي يشير إلى أن البعد الإثني -العرقي للسياسة في القارة -الدولة، كان مهمًا مرة اخرى في الانتخابات الأخيرة.
   وفي انتظار ان تلاحقه الاجندة السياسية، يمكن لجو بايدن أن يهنئ نفسه بفوز آخر يوم الخميس... لقد أكد مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة تعيين أفريل هينز، مديرة للمخابرات الأمريكية.. أول انتصار له من الحزبين.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot