فشل الحزبان الرئيسيان في تعميق الفارق:

الانتخابات الألمانية: والآن يدخل صانعو الملوك الركح...!

الانتخابات الألمانية: والآن يدخل صانعو الملوك الركح...!

--  سيلعب الحزب الديمقراطي الليبرالي والخضر دور الحكم في خلافة أنجيلا ميركل
-- من المتوقع أن تستمر مفاوضات تشكيل الحكومة وانتخاب مستشار جديد لعدة أشهر


لن يختار الناخبون المستشار القادم، ولكن المهمّة موكولة للليبراليين والخضر. بعد فشل الحزبان السياسيان الألمانيان الرئيسيان، الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، في توسيع الفارق بشكل كافٍ مساء الانتخابات -رغم التقدم الطفيف للحزب الاشتراكي الديمقراطي -سيتعين عليهما اللجوء إلى الحزبين الصغيرين لتشكيل حكومة ائتلافية.

«اسرة ثلاثية»
نتائج الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الاتحاد المســـــيحي الديمقراطي منخفضــــــــة للغايــــــة (25 فاصل 7 بالمائة و24 فاصل 1 بالمائة على التوالي) بحيث يتحتم عليهما “تشكيل مجموعة ثلاثية” مع الخضر والليبراليين..
 وهو فريق غير مسبوق على المستوى الفيدرالي. فإلى الآن، ظلت ألمانيا محكومة من قبل حزبين.

بعد اســـــتبعاد تجـــــديــــــد “الائتلاف الكبير” (12 عامًا تحت رئاسة ميركل) في هذه المرحلة، تتجه الأنظار إلى كريستيان ليندنر، الرئيس الشاب للحزب الديمقراطي الليبرالي، الذي أشار دائمًا إلى تفضيله التحالف مع المحافظين.
ويتفق الحزبان بشكل خاص على الضرائب والانضباط في الميزانية، وهما الموضوعان الرئيسيان لليبراليين.

صراع نفوذ
إلا ان كريستيان ليندنر، يمكن أن يتخلى عن هذا التحالف “الطبيعي” بسبب صراعات النفوذ داخل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، مما قد يزعزع استقرار الحكومة المقبلة. بالطبع، بدا اليمين الألماني، الذي أضعفته النتائج الكارثية، موحداً خلف مرشحه مساء الانتخابات، لكن هذا الثبات في الواجهة لا يطمئن كريستيان ليندنر.
عام 2013، تمت معاقبة حزبه في انتخابات برلمانية بعد مشاركته في ائتلاف مع المحافظين طيلة أربع سنوات.
 لم يستطيعوا تطبيق سياستهم المالية. بعد هذه الهزيمة، وجد الليبراليون أنفسهم على شفا الانقراض. لم ينسوا عبور الصحراء ذاك... وعملوا بجد للعودة إلى الساحة السياسية مع كريستيان ليندنر.
عام 2017، أدى الخوف من هزيمة انتخابية جديدة إلى تخلي كريستيان ليندنر عن السلطة.
وفي اللحظة الأخيرة أغلق باب المفاوضات قائلا: “من الأفضل ألا تحكم على أن تحكم بشكل سيئ».

المسألة الضريبية
هذه المرة، لن يذهبوا إلى الحكومة دون تقديم تنازلات بشأن السياسة الضريبية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتخفيضات الضريبية -أو على الأقل الحصول على التزام بعدم زيادتها.
 كريستيان ليندنر، الذي ينظر على المدى الطويل، يريد الحصول على نتائج خلال الأربع سنوات لتقديم حصاد وسجّل إيجابي لناخبيه.
ولئن ينتقد “الافتقار إلى الخيال” لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر، فإنه لا يستبعد التقارب معهما أيضًا.
 مواقفهم ليست متباعدة بخصوص أوروبا أو تحول الطاقة.
 في المناطق، تبرز أمثلة أن الحكومات اليسارية ذات المكون الليبرالي تعمل بشكل جيد للغاية.
هذا النوع من الكوكبة موجود في راينلاند بالاتينات منذ عام 2016 وتم تأكيده في مارس 2021.
سيكون رفضه القاطع لمس الضرائب هو العقبة الرئيسية في المناقشات..
 في حين أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر يؤيدان زيادة العبء الضريبي لتمويل الاستثمارات. وحذر كريستيان ليندنر منذ شهور: “لن تكون هناك زيادة ضريبية معنا».

فرامل الديون
ومع ذلك، يمكن لليسار أن يجد اتفاقًا من خلال اقتراحه على الليبراليين التخلي عن مشروع ضريبة الثروة أو بالموافقة على إلغاء “ضريبة التضامن” (إرث ضرائب إعادة التوحيد) للمداخيل المرتفعة. بالنسبة لكريستيان ليندنر، المهم هو عدم جعل الحكومة “تنعطف يسارًا».
مع أولاف شولتز كمستشار، سيجد الليبراليون محاورا جيدا. يؤيد وزير المالية التقشف في الميزانية وعودة فرملة الديون. وشولتز هو اشتراكي ديمقراطي ليبرالي من عهد شرودر وإصلاحات سوق العمل. كما أنه سيواجه صعوبة أقل بكثير في الانسجام مع كريستيان ليندنر مقارنة بقاعدة حزبه، اليسارية جدا.

اشارة خضراء
 أما بالنسبة إلى الخضر، فقد أصبحوا “واقعيين” كما رأينا في منطقة بادن فورتمبيرغ، مهد صناعة السيارات الألمانية، والتي يقودونها منذ عشر سنوات. لقد انضموا بشكل خاص إلى الليبراليين في الإصلاح الرئيسي لشركة السكك الحديدية دويتشه بان. “الخضر”، الذين يطالبون بمحفظة النقل ، يريدون سحب إدارة الشبكة من دويتشه بان لتعزيز المنافسة ، وهو مشروع يروق لليبراليين في الحزب الديمقراطي الليبرالي.
«أعتقد أنه سيكون من المفيد التحدّث أولاً مع الخضر  قبل الذهاب لرؤية الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، صرح زعيم الكتلة البرلمانية، ماركو بوشمان.
 وستجيب التشكيلتان لاحقا لمن سيدفع أعلى سعر.
هناك شيء واحد مؤكد: من المرجح أن تكون المفاوضات طويلة للغاية... “أنا سعيد بترك الحياة السياسية”، قال هيرمان أوتو سولمز، الرئيس السابق للمجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي الليبرالي، مساء الانتخابات.