«ديوا» و «فورتينت» تبحثان تعزيز الأمن السيبراني للبنية التحتية بالذكاء الاصطناعي
التركيز على «التسرب المختبري» يجعل العالم أقل استعداداً للوباء القادم
سلّطت الباحثتان والعالمتان في مجال الفيروسات والأمراض المعدية أنجيلا راسموسن وساسكيا بوبيسكو الضوء على نتائج التحقيقات التي توصلت إليها وزارة الطاقة الأمريكية بشأن منشأ فيروس كورونا، وخلصتا إلى أنه “ربما العالم ليس مستعداً بعد للوباء القادم». وقالت العالمتان في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” إنه من المستحيل تقييم ادعاءات وزارة الطاقة بشأن ما توصلت إليه في تقريرها الأخير حول منشأ (سارس-كوف -2) التي لم تستبعد فكرة التسرب المعملي، مشـــــــيرتان إلى أن هذه الخلاصة تكررت في العديد من الأوساط كما لو كانت دليلاً قاطعاً على أصل الفيروس، ما يترك العالم متسائلاً عن قدرة الحكومات على حل لغز الوباء القادم.
وأضافت الباحثتان أن هذا السيرك يجعل الولايات المتحدة والعالم أجمعه أقل استعداداً للدفاع عن نفسه ضد مسببات الأمراض الناشئة التي يمكن أن تؤدي إلى الأوبئة في المستقبل، بما في ذلك سلالة الإنفلونزا المزعجة “إتش 5 إن “1 التي تنتشر على مستوى العالم في الحيوانات، أو تفشي فيروس “ماربورغ” القاتل في غينيا الاستوائية.
دراسات
قامت دراستان نُشرتا في عام 2022 في المجلة الأمريكية للعلــــــوم بتعيين الحالات المبكـــــرة التي يمكن التحقق منها، والعينات البيئية التي تم جمعها في سوق هوانـــــــان في ووهان بالصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، وسجلات مبيعات الحيوانات في السوق، وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات الحساسية حول الحيوانات، وكانت النتيجة أن الوباء بدأ بحدثين مستقلين غير منفصلين في السوق، أو في سلسلة التوريد المشتركة حيث تم الحصول على الحيوانات أو نقلها، بحسب المقال.
ســـــوق هوانان هو تقريبا بحجم ملعب كرة القدم، وعلى بعد حوالي 9 أميال عبر نهر اليانغتسي من معهد ووهان لعلم الفيروسات، وهو المختبر الوحيـــــد في تلك المدينـــــة المعروف أن لديه برنامجاً بحثياً نشطاً حول فيروسات كورونا.
وتشير الباحثتان إلى أنه “لا يوجد تفسير آخر، بما في ذلك الأصل المختبري في معهد ووهان أو مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يتوافق مع مجموعة الأدلة الحالية، ولا يمكن دحض الحقائق من خلال أدلــــــة غير مُعلنة تستحق تصنيف الثقة المنخفض لوزارة الطاقة».
وتقول راسموسن وبوبيسكو إن “هذا التركيز على المختبرات يتجاهل مخاطر الأمن البيولوجي الحقيقية والدائمة المتعلقة بسلامة المدن التي يعيش فيها الناس والحيوانات على اتصال وثيق، خصوصا وأن انتشار فيروس حيواني المنشأ ليس نادراً، فغالبا ما تنتشر فيروسات كورونا الشبيهة بالسارس بين الأشخاص الذين يعملون مع الحيوانات بشكل خاص»
ترجيح انتقاله
من الحيوانات
وإذا كان على الفيروس أن يتطور ليتكاثر بكفاءة، فقد لا يكون لديه الوقت أو الفرصة للترسخ، لكن (سارس-كوف-2) يمكن أن ينتشر بكفاءة بين الغزلان والقطط والكلاب والمنك والقرود والقوارض ومجموعة متنوعة من حيوانات، وكذلك البشر. ويضيف التقرير “فقط في مدينة بها عدد كبير من الأشخاص والحيوانات التفاعلية والمتنقلة، يمكن للفيروس أن يثبت انتقاله المستمر من شخص لآخر، وكان من الممكن أن يبدأ هذا الوباء بنفس السهولة في بكين أو شنغهاي أو قوانغتشو حيث ظهر (سارس-كوف -1) في عام 2002، كنتيجة مباشرة لبيع الحيوانات الحية في الأسواق الرطبة». والنقطة الأساسية وفقا للباحثتين “ليست أن كل هذه الأماكن بها أيضاً مختبرات تدرس فيروسات كورونا، وإنما النقطة الأساسية هي أنه في أي مدينة يسكن فيها الناس والحيوانات، فإنهم يتبادلون الفيروسات، وهذا سيحدث مرة أخرى».
ويبدو أن هناك شيئاً واحداً يتفق عليه كل من شارك في دراسة أصول فيروس (سارس-كوف-2) إضافة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الطاقة، وهو أنه لم يتم إجراء أي تعديل مختبري للفيروس. في الواقع، لم يتم الإبلاغ عن أي عدوى نتيجة لمسببات الأمراض المتولدة من خلال تلك الأبحاث.
مخاوف
وتقول الباحثتان إنه نادراً ما تستخدم التقنيات في المختبرات مع مسببات الأمراض التي لها إمكانات وبائية، وتجعل التقنيات مسببات الأمراض أكثر، أو أقل ضراوة، أو قابلة للانتقال، أو كليهما.
لذلك يجب أن يتم ذلك في مختبرات منظمة بإحكام تعمل على مستوى السلامة الأحيائية اعتماداً على الفيروس، لهذا السبب قام المجلس الاستشاري العلمي الوطني للأمن البيولوجي مؤخراً بتحديث التوصيات حول هذا العمل.
ولفتت راسموسن وبوبيسكو إلى أنه “من الضروري أن نفهم كيف تتحول الإنفلونزا لتصيب الثدييات المختلفة، حيث أظهرت الأبحاث أن بروتين سبايك كان حاسما للمناعة، مما مكّن من تطوير لقاحات فعالة لفيروس كورونا في وقت قياسي، مما أدى إلى إنقاذ ملايين الأرواح.
واختتمت الباحثتان مقالهما بالإشارة إلى أن “تعميق التحزب بشأن كوفيد-19 يعيق التقدم في الداخل والخارج، لقد روجت جميعها لآراء التسرب المؤيدة للمختبر دون تقديم أي دليل لدعم ادعاءاتهم.. ومـن الأســــــهل إلقـــــاء اللــــــوم بدلاً من معالجة القضايا النظامية التي أدت إلى أكثر من مليون حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة فحسب».