رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
التصدي لليمين المتطرف في قلب بينالي ساو باولو
يرمز حجر نيزكي مأخوذ من رماد الحريق الذي اجتاح المتحف الوطني في ريو دي جانيرو إلى روح المقاومة التي تحرّك بينالي الفنون المعاصرة في ساو باولو في هذه الأوقات “القاتمة».
ويقدّم هذا المعرض، وهو من أهمّ الفعاليات في العالم من هذا القبيل، في دورته الرابعة والثلاثين أعمالا يراد منها التصدّي لسياسات اليمين المتطرّف المتمثّل في شخص الرئيس جايير بولسونارو، وشدّ الانتباه إلى الأزمة المناخية.
واختير بيت شعر للشاعر البرازيلي تيياغو دي ماييو شكّل رسالة أمل خلال الديكتاتورية العسكرية (1964-1985) مفاده “الظلام حالك لكنّني أغنّي” ليعكس روح المقاومة التي تخيّم على هذه البينالي التي تعرض فيها أكثر من ألف عمل لواحد وتسعين فنانا برازيليا وأجنبيا.
وباتت هذه الأوقات القاتمة ثقيلة الظلّ “مع حرائق جديدة وخطابات مشحونة بالكراهية... وأعمال عنصرية ظاهرة ومؤشّرات إلى الهشاشة وأخيرا الوباء”، على ما قال باولو ميادا، أحد القيّمين على هذا المعرض خلال افتتاحه.
وهو صرّح أن “أصوات الفنانين تزداد أهمية في حالات الطوارئ كتلك التي نعيشها اليوم».
وقال فرنشيسكو ستوكي القيّم الإيطالي المدعوّ إلى هذه الفعاليات “بالسياسة نستطيع جبه... الفترات القاتمة التي تستولدها حركات اليمين المتطرّف».
وقد ألغى جايير بولسونارو بعد وصوله إلى سدّة الرئاسة في 2019 وزارة الثقافة وحوّلها إلى مجرّد أمانة دولة ملحقة بوزارة السياحة وبميزانية مخفّضة.
وتتطرّق البينالي أيضا إلى مفهوم التاريخ الدائري مع العودة إلى حقبة الاستعمار وتناول الحاضر من وجهة نظر تاريخية من خلال إقامة مقارنات.
وقال الأمين العام للمعرض جاكوبو كريفيلي فيسكونتي “الوعي كبير بخطورة بعض الأوضاع الراهنة».
وقدّم مثل أحد أعمال البرازيلية ريجينا سيلفيريا الذي يمثل ظلالا متفاوتة لرموز للديكتاتورية كدبّابة شبيهة بتلك التي شوهدت مؤخّرا في برازيليا خلال استعراض عسكري لا مثيل له شارك فيه جايير بولسونارو الذي كان ضابطا في الجيش.
أما مواطنتها كارميلا غروس، فهي تقدّم منحوتة كبيرة مغطّاة بالقماش سبق لها وأن عرضتها في بينالي عام 1969 في ظلّ الحكم العسكري، وهو سياق “طبعها بشعور بالتهديد والخطر”، بحسب القيّمين على المعرض.
وجاء في جملة للفيلسوف الإيطالي أنتونيو غرامشي العضو المؤسس للحزب الشيوعي في بلده دوّنت على إحدى القطع المعروضة “العالم القديم يحتضر والجديد بطيء التشكّل. وفي هذا الجلاء والقتمة، تظهر وحوش».
وفي الخارج، يوجّه تمثلان قابلان للنفخ على شكل أفعى الأنظار إلى بحيرة في متنزّه إيبيرابويرا.
وقال جايدر إسبيل لوكالة فرانس برس “أبرز أعمالي سياسية الطابع. والرسوم الملوّنة والأفعى داخل البحيرة هي مجرّد عناصر تجذب الانتباه للتطرّق إلى مسائل مثل التغير المناخي والأزمة البيئية».
ويسعى الفنان الذي يرفض منطق الهيمنة الذي فصل في نظره الإنسان عن الطبيعة إلى إذكاء الوعي بالقضية البيئوية.
وصرّح إسبيل الذي أصله من محمية رابوسا سيرا دو سول في ولاية رورايما (الشمال) التي تنهشها نزاعات على الأراضي “نحن أمام مرحلة مصيرية، فالكلّ يتنازع، لكن ما من أحد يناضل من أجل البيئة».
وفي عهد بولسونارو، بلغت عمليات إزالة الغابات والحرائق مستويات قياسية في الأمازون، وهي منطقة حيوية للتوازن المناخي العالمي يقطنها الكثير من السكان الأصليين.
ويستمرّ المعرض الذي فتح أبوابه في الرابع من أيلول-سبتمبر حتّى الخامس من كانون الأول-ديسمبر ومن المتوقّع أن يستقطب نحو مليون زائر، كما الحال في الدورات السابقة.