الجمهوريون ينقسمون حول ترامب.. «تعبنا من السيرك»

الجمهوريون ينقسمون حول ترامب.. «تعبنا من السيرك»

أدى توجيه الاتهام غير المسبوق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى أحجية سياسية ومشكلة لدى قادة الحزب الجمهوري في واشنطن، الذين انقسموا حيال كيفية الرد على هذا الإجراء، واختلفت آراؤهم في شأن ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى مستقبل حزبهم.  
وكتب ألكسندر بولتون في مجلة “ذا هيل” الأمريكية، أن بعض الجمهوريين مثل رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي والسناتور تيد كروز انتقد توجيه الاتهام، معتبرين أنه “إساءة استخدام للسلطة” وتحويل للقضاء إلى “سلاح”، متوقعين أن يعزز ذلك التأييد لترامب في 2024.  وقال ماكارثي الأسبوع الماضي إن “الشعب الأمريكي لن يتسامح مع هذا الظلم، وبأن مجلس النواب سيحاسب ألفين براغ (المدعي العام في مانهاتن الذي وجه الإتهام لترامب) على إساءته غير المسبوقة لاستخدام السلطة». 
 
صمت  
لكن جمهوريين آخرين بارزين، يريدون لحزبهم تجاوز ترامب، مثل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل والسناتور جون ثيون، اللذين التزما الصمت حيال الأنباء المتفجرة.  
وقال أحد المساعدين لسناتور جمهوري: “يبدو وكأنه قد حشد القاعدة من خلفه. هل يتغير ذلك مع مرور الوقت؟ سنرى، خصوصاً أن هناك المزيد من المشاكل القانونية...من المحتمل أن يكون من الحكمة للجمهوريين أن يأخذوا نفساً عميقاً، وأن ينتظروا ما هي الاتهامات التي ستوجه إلى ترامب”. وأضاف “الأمر بمثابة لغز في الوقت الحاضر وما من أحد يعرف كيف ستتطور الأحداث، سياسياً وقانونياً”. وحذر المساعد الجمهوريين من التسرع في الدفاع عن ترامب. 
وقال السناتور الجمهوري عن تكساس جون كورنين الشهر الماضي، إنه يفضل أن يرى الجمهوريين في مجلس النواب يعملون من أجل قضايا يمكن أن تؤمن لهم الفوز بالغالبية، عوض خوض المعارك مع براغ. واقترح اتخاذ موقف مدروس من الإتهام. وحذر قائلاً “يبدو لي أن تلك تشكل فرصة للديموقراطيين من أجل صنع عناوين الأخبار واكتساب الشعبية».    
 
تعب من السيرك
ويعتقد بعض منتقدي ترامب داخل الحزب الجمهوري، أنه حتى لو عززت التطورات الأخيرة شعبية ترامب داخل الحزب، فإنها من الممكن أن تتسبب بمزيد من إضعاف لقدرته في انتخابات عامة ضد الرئيس جو بايدن وأن تسيء إلى سمعة الحزب الجمهوري.  
وقال المستشار الجمهوري مات دول الذي يتخذ أوهايو مقراً له: “أعتقد أن ثمة تعباً من هذا السيرك عندما يتعلق الأمر بترامب. أعتقد أن كثيرين من الأشخاص يريدون دعمه ويتفقون مع سياساته، لكنهم يشعرون بالتعب من هذا السيرك”. وأضاف أن صمت جمهوريين بارزين مثل ماكونيل وثيون يعكس مثل هذا “التعب”. واضاف: “أعتقد أنك ترى أناساً متعبين من هذا السيرك”، مشيراً إلى أن الزعماء الجمهوريين يتوقعون توجيه مزيد من الإتهامات من المحقق الخاص في وزارة العدل جاك سميث ومدعي عام منطقة فولتون فاني ويليس.    
 
وعن الاتهام الذي وجهه براغ، قال دول: “ما من شك في أنه يمكن الدفاع عن وجهة النظر التي تقول بأن الاتهام مسيس”. وأضاف إن “الجمهوريين يمكنهم الاعتقاد بأنه اتهام مسيس والشعور بالتعب من السيرك أيضاً».  
وأفاد أحد الإستراتيجيين في الحزب الجمهوري بأن ترامب يعاني أصلاً مع ناخبي الضواحي المتأرجين بسبب أسلوبه المشاكس ونزعته إلى الجدل. وأضاف إن “اتهاماً كهذا ومع احتمال توجيه إتهامين آخرين في المستقبل، فإن حظوظه تتضرر على صعيد كسب ناخبي الضواحي».   
ويعتقد جمهوريون آخرون أن الاتهام سيمهد الطريق أمام ترامب للفوز بالإنتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري العام المقبل.     
وقال كروز: “أعتقد أن هذا بمثابة هدية سياسية لدونالد ترامب...ولو كنت ديمقراطياً، لكنت تقدمت بشكوى إلى اللجنة الانتخابية الفيديرالية بأن ألفين براغ قدم مساهمة كبيرة تاريخية في الحملة الانتخابية الرئاسية...هذا سيساعد ترامب».  
وتوقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة روتغرز روس ك. بايكر، أن يعزز الاتهام دعم ترامب على صعيد القاعدة الجمهورية.