رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
الأكبر منذ سقوط جدار برلين..
الجيش الفرنسي يُجري في 2023 تدريبات عسكرية ضخمة
ما زالت الحرب في أوكرانيا تشغل صُناع القرار السياسي والعسكري في فرنسا، إذ تتصاعد التساؤلات عن قدرة الجيش على مواجهة حرب طاحنة أو نزاع محدود لكن شديد الحدّة، وسط مُطالبات بعودة التجنيد الإجباري وزيادة الإنفاق العسكري. فضلاً عن شكوك في التزام حلف ناتو خاصةً الولايات المتحدة بالمُشاركة في الدفاع عن دولة عضو في ظل المخاطر والقدرات العسكرية الهائلة للصين وروسيا.
ويرى رئيس الأركان السابق في الجيش الفرنسي بيار دوفيلييه، أنه لا يُمكن لباريس الصمود طويلاً، رغم أنها تملك أكبر جيش مُجهز لعمليات عسكرية في أوروبا، والثاني في العالم.
ويُبرّر ذلك بغياب استراتيجية طويلة الأمد واستمرار تراجع ميزانية الجيش الفرنسي وتعداد القوات البشرية حتى 2017، عندما انتبهت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى خطورة ذلك فرفعت ميزانية وزارة الدفاع بشكل تدريجي من 36 إلى 41 مليار يورو في 2022.
وقال دوفيلييه إن روسيا، والصين، وتركيا، وإيران تُحاول استعادة مجدها والعودة إلى عصر الإمبراطوريات بتعزيز قُدراتها العسكرية، بينما تعمل فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي منذ سقوط جدار برلين على نزع الأسلحة بمختلف أنواعها لترسيخ السلام واستثماره في التطوير الاقتصادي، مُطالباً بإعادة النظر في الخطط والاستراتيجيات العسكرية الأوروبية على المدى الطويل.
يأتي ذلك بينما أعلن قائد وحدة انتشار القوات في قيادة الأركان المشتركة الفرنسية إيف ميتاير، إجراء أضخم تدريبات ومناورات عسكرية منذ نهاية الحرب الباردة بمشاركة نحو 20 ألف جندي فرنسي، ومن قوات لدول أخرى في حلف الأطلسي، لمُحاكاة نزاع كبير ضد دولة أجنبية، أو دولة تُسيطر عليها ميليشيات وتُجاور دولة نووية قوية قد تتأثر بالاضطرابات الحدودية، للرد على التطور الجيوستراتيجي الحالي في العالم واحتمال نشوب صراع عسكري كبير، كما في أوكرانيا اليوم.
وكشف ميتاير أن التدريبات ستُقام بين أواخر فبراير (شباط) ومطلع مايو (أيار) 2023، بعد أن خلص تقرير استراتيجي أمني إلى ضرورة الاستعداد لنزاع عسكري كبير، بعد نحو 20 عاماً من خوض الجيش الفرنسي معارك غير متكافئة مع جماعات مسلحة متطرفة، ولكن ليس ضد دول وجيوش نظامية ذات قُدرات أقوى.
وتشمل التدريبات التي أطلق عليها عملية “أوريون” الولايات المتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وإسبانيا. وستبدأ بعمليات بحرية في المتوسط وتدريبات برمائية وإقامة جسر جوي في جنوب فرنسا، حيث ستشارك حاملة الطائرات شارل ديغول وحاملتا طائرات هليكوبتر وحوالي عشرين غواصة وسفينة عسكرية فيها.
وفي منتصف أبريل (نيسان) ستشمل التدريبات محاكاة نزاع جوي وبري مع دولة قوية، تُشارك فيها فرق برية وبحرية وجوية وفضائية، وسينشر آلاف الجنود في منطقة واسعة مُختارة على جبهة بطول 200 كيلومتر وعمق 50 كيلومتراً.
وإضافة إلى ذلك، تضم التدريبات حرباً إلكترونية وعمليات مدنية داعمة لتوقع الأسوأ ومنعه أو تخفيف العواقب والتبعات، ومن ذلك إجلاء السكان عبر خدمات النقل، وتعزيز جهود الإسعاف عبر قطاع الصحة.
يُشار إلى أن مؤسسة “راند” الدولية للأبحاث والفكر والتطوير، خلصت في تقرير استراتيجي أخيراً إلى أن “فرنسا مُستعدّة لحرب، ولكن ليس لحرب طويلة”. إلا أنها رأت في ذات الوقت، أن فرنسا وبعد أن شنت أو شاركت في حروب غير متكافئة مع جيوش ضعيفة على مدى عقدين، تُخاطر بمواجهة أعداء من العيار الثقيل مثلها.