الجيل الخامس من مقاتلة «إف-35 سي».. ركيزة استراتيجية للبحرية الأمريكية
تعتزم البحرية الأمريكية استبدال 500 من مقاتلاتها المتقادمة من طراز “سوبر هورنت” بـ273 مقاتلة من طراز “إف-35 سي” من الجيل الخامس المتطور. مارك أبيسكوبوس في موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، أن الجيل الخامس من مقاتلات “إف-35 لايتنينغ” التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، يمتاز عن النوع المعروف على نطاق واسع من مقاتلات “إف-35 أي”، بطريقة الإقلاع والهبوط. ولسبب وجيه، يخطط سلاح الجو الأمريكي لشراء 1763 مقاتلة من هذا الطراز، مما يجعلها المقاتلة الأكثر عدداً في ترسانة سلاح الجو الأمريكي. لكن فيالق البحرية والمارينز قد استثمرت بقوة في نوعين متخصصين من مقاتلات “إف-35 بي” و”إف-35 سي”، التي تملك قدرات فريدة خاصة بها من أجل تعزيز القوات المسلحة الأمريكية. وهنا لمحة عن القدرات التي تتمتع بها مقاتلة “إف-35 سي»:
تعتبر مقاتلة “إف-35 سي” أول طائرة شبحية من الجيل الخامس التي تملكها البحرية الأمريكية. وبلغت المقاتلة قدرتها التشغيلية الأولية في فبراير (شباط) 2019 وهي الأخيرة من ثلاثة طرازات “إف-35” تدخل الخدمة رسمياً. وتتميز “إف-35 سي” عن نظيرتها “إف-35 أي”، بأجنحة قابلة أكثر للطي وبمعدات قوية للهبوط وقدرة على حمل كمية أكبر من الوقود.
والأجنحة القابلة للطي توفر مساحات على متن حاملات الطائرات، في الوقت الذي تتمتع المقاتلة المذكورة بمساحة للجناح أكثر منها في “إف-35 أي” و”إف-35 بي». وبزنة تبلغ 18 رطلاً مقابل 15 رطلاً، فإن مقاتلة “إف-35 سي” تمتاز عن “إف-35 بي” بقدرتها على الإقلاع بحمولة أكبر. كما أن المقاتلة تغطي مدى قتالياً بشعاع 670 ميلاً بحرياً مقارنة بشعاع يصل إلى 505 أميال بحرية للمقاتلة “إف-35 بي”. وستحقق المقاتلة قفزة واسعة في قدرات البحرية الحالية التي تعتمد في قاعدتها الأساسية على المقاتلة “إف/أي-18/إف سوبر هورنت” التي تصنعها شركة “بوينغ”. ويملك هذا النوع من المقاتلات شعاعاً قتالياً غير قابل للتزود بالوقود يصل فقط إلى 400 ميل بحري. وتجازف حاملات الطائرات التي تنشر على متنها هذا النوع من المقاتلات بوضع نفسها في مدى الصواريخ الروسية والصينية المتطورة المضادة للسفن.
ويوضح الكاتب إن الشعاع القتالي لمقاتلات “إف-35” يجعل من السهل على حاملات الطائرات التمركز على مسافات آمنة ويعزز الثبات في ساحة المعركة. ويمكن الطراز المقبل من طائرات التزود بالوقود من دون طيار “إم كيو-25 ستينغراي” توسيع مدى مقاتلات “إف-35 سي” و”سوبر هورنت” إلى 400 ميل بحري إضافية. لكن يبقى أن ثمة فارقاً بين مدى هذين الطرازين من المقاتلات. ولا تنتهي الفوائد هنا. فمقاتلات “إف-35 “ توسع مجال الإحتمالات التكتيكية المتاحة لحاملات الطائرات، مما يسهل عليها قصف أهداف عدة في طلعة واحدة ومواصلة مهمات تتطلب توغلاً أعمق، تعتبر غير عملية أو ذات مخاطر بالنسبة إلى الجيل الرابع من المقاتلات.
وهي تعمل على مضاعفة بقية القوة الضاربة لحاملة الطائرات، من طريق توفير قدرات إستشعار واستخراج معلومات مفصلة ودقيقة عن ساحة المعركة يمكن مشاركتها شبكة الإمكانات البرية والجوية والبحرية.
وكما هو الحال مع الطرازين الآخرين مع “إف-35”، تتمتع “إف-35 سي” بدرجة استثنائية من المرونة على صعيد الحمولة. ويضمن تكوينها التسليحي الداخلي قدرة تخفّ قوية ضد أكثر دفاعات العدو تقدماً، بينما حمولتها التسليحية الخارجية قادرة على إطلاق قوتها النارية بأقصى طاقة.