ستستمر الأسعار في الزيادة ما يؤدي في النهاية إلى أزمة غذائية

الحرب في أوكرانيا تزعزع استقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الحرب في أوكرانيا تزعزع استقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا


تحدث الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن سعيد قاسمي نجاد عن أزمة الحبوب الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، محذراً من زعزعة استقرار منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإشعال النار فيهما.
وقال قاسمي نجاد، في تقرير لمجلة “ناشيونال إنترست”، إن أسعار القمح والذرة قفزت في 2021 و2022 إلى أعلى مستوى لها الأحداث في بعض الدول العربية التي انزلقت في الغالب إلى حروب دامية ومستعصية لا تزال مستعرة في سوريا، وليبيا، واليمن.

أزمة غذائية خطيرة
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، ستستمر الأسعار في الزيادة، ما يؤدي في النهاية إلى أزمة غذائية قد تفاقم الأوضاع في الدول التي تعتمد بشكل أساسي على طرفي النزاع لاستيراد الحبوب، حيث تستورد بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما يصل إلى 43% من قمحها من روسيا، وأوكرانيا.
وبين 2018 و 2020، صدرت روسيا وأوكرانيا في المتوسط 6.5 مليارات دولار سنوياً من الذرة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أو 23% من إجمالي واردات المنطقة، حيث توفر أوكرانيا حوالي 19% وروسيا 4% فقط.
أما لبنان، وليبيا، وتونس، واليمن، التي تعاني بالفعل من اضطرابات سياسية واقتصادية، فاشترت جميعها 50% أو أكثر من القمح من أوكرانيا وروسيا بين 2018 و2020.

تعامل مختلف
وإذا استمرت الحرب الروسية على أوكرانيا، فمن المرجح أن يواجه مستوردو القمح صدمة أكبر في العرض في النصف الأول من 2023.
في هذا الإطار، أكد قاسمي نجاد أن على الإدارة الأميركية أن تتعامل مع الحكومات الصديقة بشكل مختلف عن تعاملها مع الخصوم. ويجب أن تكون المساعدات للشركاء، مثل المغرب، وتونس، ومصر، ومساعدتها على تأمين واردات كافية.
وبالفعل، يحصل لبنان، وسوريا، واليمن على مساعدات إنسانية مكثّفة عبر الأمم المتحدة، تدفع الولايات المتحدة ومانحون غربيون، ثمن معظمها.
وأضاف قاسمي نجاد أن الحوثيين يحولون الكثير من المساعدات لدرجة أن برنامج الغذاء العالمي اتخذ قراراً استثنائياً تعليق جزء من مساعداته في 2019، قبل استئنافها لاحقاً.

وقف الفساد في لبنان
أما لبنان، فلا يزال غارقاً في الأزمات الاقتصادية، حيث اكتشف تحقيق لرويترز في العام الماضي، أن المصارف اللبنانية خسرت 250 مليون دولار من مساعدات الأمم المتحدة عبر صفقات عملات غير حكيمة.
ولذلك يجب أن تكون الأولوية الأولى للأمم المتحدة، وقف الفساد الذي يمنع وصول المساعدات إلى المحتاجين في لبنان، كما على واشنطن أيضاً رفض حكومة لبنانية يهيمن عليها حزب الله، وتتلقى أوامر من إيران مثل الحوثيين، والتي دمّر فسادها الاقتصاد حتى قبل الحرب في أوكرانيا.

لا لإنقاذ ديكتاتورية إيران
شهدت طهران أخيراً اضطرابات سرعان ما تحولت إلى احتجاجات سياسية، حيث دعا المتظاهرون إلى الإطاحة بنظام الملالي، بعد أن أعلن النظام الإيراني خفّض دعم القمح وسط ارتفاع الأسعار العالمية الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشدّد على أنه في إيران، لا يوجد سبب لإنقاذ الديكتاتورية التي يعتبر فسادها ومغامراتها العسكرية المحركين الرئيسيين لمعاناة شعبها، مضيفاً أنه بدل إنقاذ النظام، على واشنطن الوقوف إلى جانب المحتجين ودفع النظام نحو الحافة، لأن الشعب الإيراني يُدرك أن أزمات إيران الاقتصادية لن تنتهي ما دامت البلاد تعاني في ظل نظام يسعى وراء الأسلحة النووية والمغامرات العسكرية الأجنبية أكثر بكثير من سعيه لتأمين حياة مواطنيه أو ازدهارهم.