رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
الحرب في أوكرانيا...والشرق الأوسط يتحسب للتداعيات
يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الخامس على التوالي، مهدداً بإعادة رسم خارطة جديدة لأوروبا والعالم، وإعادة صياغة التحالفات والعلاقات الدولية، بعد الحرب، وبداية حسابات الربح والخسارة.
ووفق صحف عربية صادرة أمس الاثنين، بدأت بعض الأطراف بعد في جرد المكاسب والخسائر، خاصةً في الشرق الأوسط، الذي يجد نفسه معنياً بتداعيات الحرب البعيدة وكأنه من أطرافها.
خوف في إسرائيل
وفي هذا السياق قالت صحيفة “الشرق الأوسط”، إن إسرائيل تعتبر نفسها من أكبر المعنيين بتداعيات الحرب، في ظل ارتفاع الأصوات الداعية إلى استخلاص الدرس من الحرب، بعد أن تبين أن الغرب بأنه “لا يحمي حلفاءه” في وجه العدوان.
وارتفعت الأصوات في صفوف اليمين، وبين بعض الليبرالي واليسار، الذي اعتبر أنه لو تعرضت “إسرائيل لهجوم من أي قوة جدية في المنطقة والعالم، وتصرف الغرب بقيادة الولايات المتحدة كما يتصرف الآن مع أوكرانيا، فإن كارثة ستحل على إسرائيل».
وأوضح الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، الجنرال دورون ماتزا، أن “الموقف الغربي تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، يدل على ضعف شديد مؤلم، ستكون له انعكاسات سلبية على إسرائيل».
وقال ماتزا، إن “أوكرانيا ليست ضحية الغزو الروسي، فحسب، بل هي أيضاً ضحية لضعف النظام الدولي، الذي كرس نفسه لاستراتيجية التسويف والدبلوماسية الناعمة في التعامل مع الجهات المتمردة على النظام الدولي».
هدية لإيران
وفي صحيفة “العرب” اللندنية، اعتبر خيرالله خيرالله، أن منطقة الشرق الأوسط، تخشى أن تستغل إيران الحرب في أوكرانيا و”الضعف الذي يبدو متأصلاً في إدارة بايدن لتتوصل إلى اتفاق جديد في شأن ملفّها النووي. سيجعل هذا الاتفاق، في حال التوصل إليه، العالم يترحم على الاتفاق الأول في عهد باراك أوباما».
وأوضح الكاتب أن إيران استغلت الاتفاق في عهد أوباما، لتطلق العنان لسياسيتها التخريبية في المنطقة “دون حسيب أو رقيب، في أماكن عدة” مثل “العراق وسوريا ولبنان واليمن، فهل تكرر إدارة بايدن خطأ إدارة باراك أوباما وتذهب إلى اتفاق يسمح لإيران في ظل ما يجري في أوكرانيا، بتمويل ميليشياتها المذهبية في المنطقة؟
ويعتبر الكاتب، أن إيران تحاول الاستفادة قدر الإمكان من انشغال العالم بأوكرانيا والحاجة التي تظهرها إدارة بايدن إلى اتفاق على ملفها النووي، وعلى تأمين بديل للنفط والغاز الروسيين، ما يضع إيران في موقف لم تكن تحلم به سابقاً، قبل أشهر قليلة من اندلاع الأزمة ثم الحرب في أوكرانيا. ذلك أنه “يولد من رحم الحرب الأوكرانية عالم مختلف لم تتحدد معالمه بعد. الثابت أن الولايات المتحدة قررت التخلي عن موقعها القيادي الذي تكرس في ضوء الانتصار الذي حققته إبان مرحلة الحرب الباردة، وهو انتصار تُوج بسقوط جدار برلين في 1989 وانهيار الاتحاد السوفياتي رسمياً في 1992».
بيض ومسيحيون
أطلقت الحرب والصراع في أوكرانيا، موجة لجوء وهروب جديدة، ذكرت بموجات اللاجئين والهاربين على امتداد سنوات من الشرق الأوسط، ولكن لاجئي أوكرانيا، يختلفون عن الهاربين من جحيم أفغانستان، أو العراق، أو سوريا.
وكشفت الأزمة الأوكرانية حسب موقع الحرة، ازدواجية في المعايير كشفتها تقارير إعلامية غربية، أثارت انتقادات لاذعة على شبكات التواصل الاجتماعي، لما تضمنته من إساءة وعنصرية.
ووأوضح الموقع، أن مراسل شبكة “سي بي أس” التلفزيونية الأمريكية اضطر للاعتذارا بعد أن قال خلال تغطيته المباشرة لتطورات الغزو الروسي من كييف إن الهجوم على أوكرانيا لا يمكن مقارنته بالحرب في العراق وأفغانستان لأن الأولى أكثر “تحضراً».
وقال إن أوكرانيا “ليست مكاناً، مع كل الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان، الذي شهد صراعاً مستعراً لعقود».
ومن جانبها قالت كيلي كوبيلا، مراسلة محطة “أن بي سي” أيضاً في تعليق مثير للجدل رداً على سؤال عن أوضاع اللاجئين الأوكرانيين في البلدان المجاورة: “بصراحة تامة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا المجاورة.
هؤلاء مسيحيون. إنهم بيض. إنهم مشابهون جداً للذين يعيشون في بولندا».
ويتساءل الكاتب عن جدوى تسليح الغرب لأوكرانيا، في الوقت الذي تعلم فيه دوله، أن أطنان الأسلحة ستنتهي في يد القوات الروسية، التي لا يبدو أنها في طريقها للتراجع عن السيطرة على أوكرانيا، في مشهد سريالي جديد، حقاً تعيد فيه أمريكا ودول الغرب ارتكاب نفس الأخطاء تقريباً، في ظرف وجيز.