تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
تستعد وزارة الدفاع الأمريكية لنشر 2000 جندي في المنطقة
الحرب في الشرق الأوسط تتحدى استراتيجية بايدن الدفاعية
تجبر الحرب بين حماس وإسرائيل إدارة بايدن على إرسال المزيد من القوات والقدرات العسكرية إلى المنطقة، مما يعيد مرة أخرى تركيز السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط في وقت كانت تأمل فيه التركيز على التهديدات المحتملة من الصين وروسيا.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» انه وخوفاً من احتمال اتساع نطاق الصراع الذي أشعله هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول) واستقطاب حزب الله في لبنان، أعادت إدارة بايدن في الأسبوع الماضي تثبيت بعض من تواجدها العسكري في المنطقة.
وعلى الرغم من أن عمليات النشر الأمريكية الأخيرة للأصول البحرية وأسراب المقاتلات (وربما قوات الدعم) تهدف إلى أن تكون «مؤقتة»، إلا أن الأزمة التي أثارتها لا يبدو أنها قصيرة المدى.
وقد يجبر هذا الصراع الولايات المتحدة على إعادة التفكير في كيفية استخدام قواتها العسكرية في الشرق الأوسط، ويشكل اختباراً لكيفية استمرار البنتاغون في دعم أوكرانيا والحفاظ على تركيزه على الصين، التي وصفتها وزارة الدفاع بأنها أولويتها القصوى على المدى الطويل. عندما تندلع نقطة الوميض الجديدة.
ويأتي هذا التحول المفاجئ في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة، التي أمضت عقدين من الزمن في محاربة حركات التمرد في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في التعامل مع حقبة جديدة من المنافسة بين القوى العظمى مع الصين وروسيا. إن تصاعد العنف في الشرق الأوسط، والذي بدأ عندما شنت حماس هجوماً مفاجئاً من غزة على إسرائيل، والجهود الأمريكية المكثفة لمنع انتشار الصراع، يمكن أن تحجب الجهود الأمريكية طويلة المدى للتركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ ودعم الجهود الأمريكية. قدرة حلف شمال الأطلسي على ردع روسيا.
وأصر الرئيس بايدن على أن الولايات المتحدة لديها القدرة العالمية والموارد العسكرية للتعامل مع أزمة غزة ودعم أوكرانيا. وقال بايدن لبرنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي.بي.إس» خلال مقابلة بُثت يوم الأحد: «يمكننا الاهتمام بكلا الأمرين والاستمرار في الحفاظ على دفاعنا الدولي الشامل».
ويقول بعض القادة العسكريين السابقين إن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط تعني أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الحفاظ على وجود يومي أكبر، خاصة مع التركيز على طهران.
وقد أرسلت الولايات المتحدة حتى الآن مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات (واحدة هناك، والأخرى في الطريق) والتي تتألف من حوالي 12 سفينة و 12 ألف عسكري، لإعادة نشر الأصول في أوروبا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وكان من المفترض أن تشارك إحدى مجموعات حاملات الطائرات الضاربة، وهي «يو.إس.إس دوايت دي أيزنهاور»، في مناورة لحلف شمال الأطلسي خلال انتشارها المقرر لمدة 6 أشهر، ولكنها ستتجه الآن مباشرة نحو الشرق الأوسط، حيث ستصل في غضون أسبوعين تقريباً.
قال مسؤول دفاعي أمريكي إن السفينة «يو.إس.إس باتان»، وهي سفينة هجومية برمائية تعمل حالياً بالقرب من البحر الأحمر، بدأت التحرك يوم الإثنين باتجاه الشواطئ الإسرائيلية ويمكن أن تساعد في إجلاء الأمريكيين.
وكان البنتاغون قد خفض أصوله البحرية في المنطقة في السنوات الأخيرة، ونقل المزيد من موارده نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمكافحة التهديدات القادمة من الصين. كان لدى الولايات المتحدة آخر مجموعتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط في عام 2020.
وقام البنتاغون أيضاً بنقل طائرات هجومية من طراز «A.10»، ومقاتلات من طراز «F-15» و «F-16» إلى الخليج العربي، لتعزيز الأصول الجوية التي تناوبت عبر المنطقة في السنوات الأخيرة. وتستعد وزارة الدفاع أيضاً لنشر ما يقرب من 2000 جندي في المنطقة، بما في ذلك بعض الذين يمكن أن يذهبوا إلى إسرائيل كرادع.
وهناك موارد أخرى يتم استغلالها للصراع، بما في ذلك الأسلحة. وقال مسؤولون دفاعيون إن إسرائيل تلقت حتى الآن عدة آلاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم منذ أن شنت حماس هجومها. ويأتي هذا بعد وقت قصير من إفراغ الولايات المتحدة فعلياً لمخزونها المسبق من طلقات عيار 155 ملم الموجودة في إسرائيل، كجزء من جهودها الأكبر لتلبية طلب أوكرانيا من المدفعية المطلوبة بشدة.
وجاءت عمليات النشر الأخيرة لحاملات الطائرات في أعقاب عمليتين أخريين في وقت سابق من هذا العام. وفي إبريل(نيسان) وأرسلت الولايات المتحدة غواصة صاروخية موجهة إلى البحر الأحمر، وفي يوليو(تموز) أُرسلت سفن حربية برمائية وآلاف من مشاة البحرية إلى الخليج العربي لمنع القوات الإيرانية من الاستيلاء على ناقلات النفط في المنطقة.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض يقول إنه ليس لديه معلومات عن قيام طهران بتدبير الهجوم على إسرائيل، فقد أوضحت الولايات المتحدة أنها تسرع بحاملات الطائرات والطائرات الحربية إلى المنطقة لثني طهران وحزب الله، والميليشيا اللبنانية التي تدعمها إيران، عن توسيع نطاق الحرب.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه كان هناك اجتماع بين حماس ومسؤولين أمنيين إيرانيين للمساعدة في التخطيط للهجوم.
وسعت الإدارات المتعاقبة الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، إلى التركيز على الجهود الرامية إلى مواجهة نفوذ الصين المتزايد وجيشها، لكن تلك الخطط تعقدت، أولاً بسبب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، التي أعقبتها حروب الولايات المتحدة. في العراق وأفغانستان، ومن ثم ظهور تنظيم داعش الإرهابي.
وجدد فريق بايدن مساعيه لتقليص «البصمة العسكرية الأمريكية» في الشرق الأوسط، وقرر أن ذلك يمكن أن ينهي الصراع في أفغانستان ويخصص موارد ذات معنى واهتماماً سياسياً لمنطقة المحيط الهادي الهندية. كان القلق بشأن بكين مدفوعاُ بالتقييمات الأمريكية بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أصدر تعليماته لجيشه بأن يكون جاهزاً بحلول عام 2027 للقيام بعمل عسكري ضد تايوان، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن العمل العسكري من جانب الصين ليس حتمياً.
وسحبت الولايات المتحدة أكثر من 8 بطاريات صواريخ باتريوت من المنطقة العام الماضي، بالإضافة إلى نظام الدفاع عن المنطقة على ارتفاعات عالية، أو نظام ثاد.
وكان الانتشار البحري الأمريكي والطائرات التي تم الاحتفاظ بها في المنطقة متواضعاً للغاية بشكل عام، بينما أكد البنتاغون أنه يمكن أن يعيد القوات إلى الشرق الأوسط في حالة حدوث أزمة وويواجه البنتاغون الآن واقع المنطقة، الذي يتطلب، على الأقل في الوقت الحالي، وجوداً عسكرياً أمريكياً قوياً هناك.