رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
هل الحكومات الحالية قادرة على حماية الإنفاق العسكري ؟
الدعم الغربي لأوكرانيا يواجه معضلة سياسية رئيسية
تضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع حلفائها الأوروبيين الخطط لمساعدة عسكرية بعيدة الأمد لأوكرانيا، من أجل ضمان عدم قدرة روسيا، على تحقيق مكاسب في الميدان، وإقناع الكرملين بأن الدعم الغربي لكييف لن يتزعزع.
وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن هذا الجهد المبني على تعهدات لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، في اجتماعهم على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس بليتوانيا في يوليو (تموز) الماضي، تضمن حتى الآن مفاوضات ثنائية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا.. ووقع نحو 18 بلداً من غير تلك التي تنتمي إلى مجموعة السبع على تعهد المجموعة بتوفير مساعدات بعيدة الأمد لكييف، بينها هولندا والسويد ودول أوروبية أخرى.
إن الهدف من هذا هو ضمان أوكرانيا قوية بما يكفي في المستقبل لردع روسيا من مهاجمتها مجدداً.. وعلى المدى الفوري، يأمل حلفاء أوكرانيا الغربيون بإجهاض أي تفكير لدى الكرملين بأن في إمكانه الانتظار حتى تذهب إدارة جو بايدن وتخلفها إدارة أكثر تعاطفاً مع موسكو.
ويتطلع المسؤولون الغربيون إلى وسائل تؤمن الوفاء بالتعهدات وتحد من قدرة الحكومات المستقبلية على التراجع، وسط مخاوف في العواصم الأوروبية، من أن دونالد ترامب إذا عاد إلى البيت الأبيض، فإنه سيسعى إلى خفض المساعدة الأمريكية.. وترامب الذي يتمتع بتقدم واسع في استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، سبق أن خسر الانتخابات في مواجهة بايدن عام 2020، كما أن هناك أربع قضايا جنائية تلاحقه في الولايات وعلى المستوى الفيدرالي.
دعم مجموعة السبع
وفيما تحظى المبادرة بدعم واسع في مجموعة السبع، فإن الجوانب العملية تبدو معقدة، وفق ما يقول مسؤولون.. ومن بين المشاكل، هو أن إدارة بايدن لديها قدرة محدودة على إلزام إدارات مستقبلية بإتفاقات دولية، كما أن ترامب أثبت أنه راغب في نقض اتفاقات توصل إليها أسلافه مع عواصم أجنبية.. وفضلاً عن ذلك، فإن الدول الأوروبية تفتقر إلى القدرات المالية والعسكرية كي تشكل بديلاً، في حال قرر الرئيس الأمريكي المقبل خفض أو وقف المساعدة الأمريكية لكييف.
ويتزايد القلق في أوساط المسؤولين الأوروبيين، حيال واقع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواصل القتال في أوكرانيا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024، أملاً في أن يؤدي فوز جمهوري إلى وقف المساعدة العسكرية الأمريكية.. وحتى الآن، أرسلت الولايات المتحدة أسلحة وعتاداً إلى أوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار.
وبينما ثمة دعم واسع من الحزبين لأوكرانيا، فإن المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية في أمريكا يلمحون إلى أن الدعم الأمريكي يجب أن ينخفض.. وقال ترامب إنه سيضع حداً للحرب في يوم واحد، من خلال تهديد الطرفين بأنه سيساعد الطرف الآخر، في حال لم يقبلا بالجلوس إلى طاولة التفاوض توصلاً إلى تسوية.
ويقر المسؤولون الغربيون بأنه من دون صفقات دعم موثوقة، فإن روسيا لن ترتدع عن المضي في الحرب.
معضلة سياسية
وتلوح معضلة سياسية أكبر من كل هذه الصعاب: هل الحكومات الحالية قادرة على ضمان وحماية الإنفاق العسكري من أجل أوكرانيا في السنوات المقبلة عندما لا تعود موجودة في السلطة؟.
لا مكان يبدو فيه الجواب غير مؤكد أكثر من واشنطن.. إذ بدأ الحلفاء الأوروبيون التحسب لفكرة أن التزامات بايدن بعيدة المدى ستكون أضعف مما يؤمل منه، أو أنها غامضة جداً كي توفر رادعاً موثوقاً ضد روسيا.
وبينما قال بايدن في قمة الناتو بفيلنيوس إن الولايات المتحدة “ستتفاوض على التزامات أمنية بعيدة المدى مع أوكرانيا”، فإن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم لم يقرروا بعد الشكل الذي ستكون عليه هذه الالتزامات.
ويجادل محللون وبعض المسؤولين بأنه سيكون من الأجدى للولايات المتحدة وحلفائها، تحديد مواعيد لتقديم أسلحة من شأنها تحسين أمن أوكرانيا على المدى البعيد.
وفي مارس (آذار) الماضي، أقرت لجنة الموازنة في البرلمان الألماني زيادة 3.2 مليارات دولار في المساعدة المقدمة لأوكرانيا، لترتفع إلى 8.8 مليارات يورو بين عامي 2024 و2032.
وفي فرنسا، صادق البرلمان على أكبر إنفاق عسكري منذ 50 عاماً لموازنة 2024-2030، بدافع تمكين القدرات الدفاعية والعسكرية من مساعدة أوكرانيا.