رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
حتى لو توافرت الوحدات فإننا نفتقر إلى المعدات
الدفاعات الأوكرانية الضعيفة نقطة قوة روسيا
تواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب قليلة لكن سريعة شرق مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا، فيما يعزى جزئياً إلى تناقص الذخيرة الأوكرانية وتراجع الدعم الغربي، لكن هناك سبباً آخر يجعل قوات الكرملين تتقدم في المنطقة: إنها الدفاعات الأوكرانية الضعيفة.
وجاء في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الخنادق الأوكرانية على خطوط المواجهة تفتقر إلى الكثير من التحصينات، التي يمكن أن تبطئ الدبابات الروسية وتساعد في الدفاع عن الأراضي المهمة.
وتحولت أفدييفكا ميداناً لمواجهة شرسة على مدى 9 أشهر، لتصير من أكثر المعارك دموية في الحرب.
وعندما استولى الروس على المدينة في 17 فبراير (شباط)، في أول انتصار رئيسي منذ مايو (أيار) الماضي، زعم الجيش الأوكراني أنه حصن الخطوط الدفاعية خارج المدينة.
خطوط دفاعية
لكن القوات الروسية استولت على ثلاث قرى إلى الغرب من أفدييفكا في غضون أسبوع، وهي تقاتل للسيطرة على قرية إضافية. وقال مسؤولون أمريكيون سراً إن المسألة عائدة إلى أن أوكرانيا لم تقم خطوطاً دفاعية متينة بما يكفي في وقت سابق، وقد تواجه الآن عواقب في وقت تتقدم الوحدات الروسية ببطء لكن بثبات إلى ما بعد أفدييفكا.
وأفادت الاستخبارات العسكرية البريطانية الخميس، بأن القوات الروسية تقدمت أربعة أميال من وسط أفدييفكا في الأسبوعين الماضيين، وهو تقدم بسيط لكن بسرعة غير اعتيادية مقارنة مع عمليات هجومية سابقة.
وكان لدى القادة الأوكرانيين متسع من الوقت لتجهيز دفاعات حول أفدييفكا.
وتتعرض المنطقة للهجوم منذ 2014، وأظهرت أوكرانيا دفاعاً ضعيفاً عن المدينة منذ شنت روسيا حربها قبل سنتين.
لكن الدفاعات الأوكرانية خارج أفدييفكا أظهرت وجود تحصينات ترابية بدائية، مع خندق يوفر لقوات المشاة الوصول إلى أقرب نقطة من العدو، من دون أي شيء آخر.
وتقول الصحيفة إن الافتقار إلى تحصينات أوكرانية في المنطقة، يجري تسليط الضوء عليه عند مقاربته بالدفاعات الروسية القوية التي أحبطت محاولات كييف التقدم الصيف الماضي، خلال الهجوم المضاد، الذي انتهى إلى الفشل.
وتظهر الدفاعات الروسية خارج قرية فيربوف في جنوب أوكرانيا، التي حاولت كييف، من دون جدوى، استعادتها الخريف الماضي، صورة مختلفة.
تحصينات ضعيفة
وبخلاف التحصينات الضعيفة في القرى التي تحاول روسيا السيطرة عليها حول أفدييفكا، تحيط بفيربوف سلسلة من التحصينات القوية. وتبدأ مع خندق عريض قادر على إغراق الدبابات والعربات المتقدمة، تليه عوائق من الإسمنت التي تعرف باسم التنين- تستخدم كذلك لإعاقة حركة الآليات-وفي نهاية المطاف خندق متلوٍّ للمشاة.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية لشهر فبراير(شباط) الدفاعات الروسية المتعددة الطبقات إلى الغرب من فيربوف، مع آلاف الحفر المرئية التي أحدثتها القنابل في الحقول المجاورة.
الأسباب
وهناك أسباب كثيرة لافتقار أوكرانيا إلى دفاعات قوية.
من الممكن أن يكون المسؤولون الأوكرانيون قد ركزوا اهتمامهم على عمليات هجومية العام الماضي، وتالياً لم يعملوا على توفير المصادر الضرورية لبناء خنادق متعددة الطبقات وتشييد أفخــــــــاخ للدبـابــات على غـرار تلك التي شــــــــيدها المهندسون الروس منذ أواخر عام 2022 في جنوب البلاد، وفق ما قال مسؤولون وخبراء عسكريون أمريكيون.
وقال الكولونيل الأوكراني المتقاعد سيرهي هرابسكي: «من سيهتم ومَن سيعتبر ذلك خياراً- لأن بناء خطوط دفاعية مكلف جداً؟ لا أحد؟».
وقال مسؤولون أمريكيون، إن ثمة عاملاً سيكولوجياً. ففي حال زرعت القوات الأوكرانية الألغام بكثافة في مناطق من أجل إعاقة التقدمات الروسية، فإن ذلك يعني اعترافاً ضمنياً بأنهم لن يشنوا هجمات في هذه المناطق في المستقبل المنظور. وأضافوا أن ذلك سيعني التخلي عملياً عن تلك المناطق لمصلحة الجيش الروسي.
وبينما بدأت موسكو في تشييد خطوط دفاعية في الجنوب قبل أكثر من 6 أشهر من هجوم كييف المضاد، بدا أن أوكرانيا بدأت في إعداد خطط لتحصينات جديدة قبل ثلاثة أشهر فقط، عندما أعلن مسؤولون حكوميون إنشاء مجموعة عمل لتنسيق الجهود بين السلطات المدنية والعسكرية.
والمناطق في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، حيث تقع أفدييفكا، «ستحظى بأقصى اهتمام» وفق ما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة للخطوط الأمامية في أواخر نوفمبر(تشرين الثاني)، مشدداً على «الحاجة إلى تعزيز وتسريع بناء الهياكل».
لم يحدث شيء مهم
وبحسب المحلل باسي بارونين من شركة بلاك بيرد غروب، التي تحلل صور الأقمار الاصطناعية ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي من المعركة «لم يحدث شيء مهم منذ زيارة» زيلينسكي.
وقالت السلطات الأوكرانية إنها تفتقر إلى الأشخاص من أجل تنفيذ أعمال بناء الدفاعات.
وفي أواسط يناير(كانون الثاني)، قال مسؤولون محليون في منطقة إيفانو-فرانكفيسك الغربية، إنهم يفتشون عن 300 عامـــــــل راغبين في المساعدة في بناء تحصينات في منطقة دونيتسك، على مسافة 500 ميل شرقاً.
وأفاد هرابسكي: «نفتقر إلى الوحدات الهندسية، وحتى لو توافرت الوحدات فإننا نفتقر إلى المعدات، وبالمقارنة، قال وبارونين إن روسيا لديها الكثير من المعدات والمواد والأشخاص ذوي الخبرة الذين شيدت بواسطتهم خطوطها الدفاعية.