الردع تحت الماء.. كيف تعيد غواصات «هانغور» تشكيل قدرات باكستان البحرية؟

الردع تحت الماء.. كيف تعيد غواصات «هانغور» تشكيل قدرات باكستان البحرية؟


تشهد البحرية الباكستانية مرحلة مهمة من التحديث، مع دخول غواصات فئة هانغور مرحلة التجارب النهائية قبل دخولها الخدمة في عام 2026. 
وتأتي هذه الغواصات ضمن خطة باكستان لتعزيز قدراتها البحرية لمواجهة التوسع السريع للأسطول الهندي، وضمان الردع في المياه الإقليمية. 
فبينما تطمح البحرية الهندية لتشغيل أكثر من 200 منصة بحلول عام 2035، فإن غواصات هانغور تمنح باكستان فرصة لتعزيز وجودها البحري بفاعلية وخصوصية، بحسب مجلة «The Diplomat».

ميزات غواصات هانغور
تعتبر غواصات هانغور نسخة باكستانية من الغواصات الصينية من طراز Yuan-Type 039B، وقد تم تصميمها وفقًا لمتطلبات البحرية الباكستانية. 
وقد أُطلِق حتى الآن ثلاث غواصات، الأولى في 2024 واثنتان في 2025، وتخضع جميعها لتجارب بحرية مكثفة قبل التكليف الرسمي. 
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من بناء جميع الغواصات الثماني بحلول عام 2028، مع بناء أربع غواصات في حوض كراتشي وفق اتفاقية نقل التكنولوجيا.
وتتميز الغواصات الجديدة بتقنية الدفع المستقل عن الهواء (AIP)، والتي تتيح البقاء مغمورة لفترات أطول دون الحاجة للسطح لتجديد الأكسجين. 
وتشير تقارير إلى أن النظام قد يكون مستندًا إلى محرك ستيرلينغ AIP المستعار من غواصات السويد؛ ما يقلل البصمة الصوتية للغواصة ويزيد صعوبة اكتشافها من قبل العدو.
وتأتي غواصات هانغور مزودة بستة أنابيب طوربيد 533 ملم، مع القدرة على إطلاق الطوربيدات والصواريخ المضادة للسفن طويلة المدى، مثل YJ-18E أو CM-708UNB. 
وتتميز هذه الصواريخ بمدى يصل إلى 157 ميلًا بحريًّا؛ ما يمنح البحرية القدرة على مهاجمة الأهداف من مسافات بعيدة ضمن عقيدة الدفاع عن المنطقة (A2-AD)، دون المخاطرة بالغواصات.
كما تتمتع الغواصات بخاصية التخفي، من خلال طوق كابينة لتخفيف الاهتزاز والضوضاء، وبلاطات مطاطية عازلة للصدى على الهيكل الخارجي؛ ما يزيد صعوبة اكتشافها بواسطة أجهزة السونار.
تشهد البحرية الهندية تحديثًا سريعًا على جميع المستويات، سواء على صعيد السفن السطحية أو الغواصات. 
وقد أتمت تشغيل ست غواصات من فئة كالفاري هذا العام، مع بناء ست غواصات ألمانية من طراز 209 في إطار مشروع 75-I، إضافة إلى ثلاث غواصات أخرى من فئة كالفاري في مراحل البناء النهائية. 
ومن المتوقع أن تصل هذه القوات البحرية الجديدة إلى 32 منصة إضافية بحلول عام 2027، ضمن خطتها لتوسيع أسطولها ليصبح الأكبر في المنطقة.
كما تصاعدت أنشطة التجسس البحري الهندية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لباكستان منذ 2016، مع أربع حوادث معروفة لتسلل غواصات هندية، تم إحباطها جميعًا من قبل البحرية الباكستانية. 
وتعكس هذه التطورات الحاجة الملحة لباكستان لتعزيز قدراتها في مجال الردع تحت سطح البحر، وهو ما توفره غواصات هانغور، ليس فقط في الدفاع، بل أيضًا في جمع المعلومات الاستخباراتية عن تحركات الأسطول الهندي.
تأتي غواصات هانغور في الوقت المناسب لتعويض التقادم النسبي للغواصات القديمة من فئة خالد وهاشمت، بما يتيح للبحرية الباكستانية الحفاظ على القدرة على تحييد منصات الهند السطحية وتحت السطحية. 
ويعتبر هذا عنصرًا محوريًّا في إستراتيجية الردع البحري، خصوصًا في سياق تصاعد التوترات الإقليمية والتحديث السريع للأسطول الهندي.
وستكون الغواصات الجديدة قادرة على حماية خطوط الاتصال البحرية الحيوية لباكستان، التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تعزيز القدرة على شن هجمات عن بُعد ضد السفن الحربية الهندية.
وبفضل تصميمها الشبحي وأنظمة الدفع المستقلة عن الهواء والتسليح طويل المدى، توفر غواصات هانغور مزايا تكتيكية واضحة في سيناريوهات الاشتباك البحري الحديثة، سواء في الدفاع عن المياه الإقليمية أو في العمليات الاستخباراتية.
يمثل دخول غواصات فئة هانغور الخدمة خطوة إستراتيجية مهمة للبحرية الباكستانية، يعزز قدرتها على الردع البحري ومواجهة التوسع الهندي، ويؤكد الدور المتنامي للتكنولوجيا البحرية الحديثة في تحقيق التوازن الإقليمي في جنوب آسيا.