الشؤون الإسلامية تشارك في مؤتمر التعاون بين الأديان المنعقد في قازان

الشؤون الإسلامية تشارك في مؤتمر التعاون بين الأديان المنعقد في قازان

شاركت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في أعمال المؤتمر الذي نظمته مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا- العالم الإسلامي» بعنوان: القيم الروحية والأخلاقية التقليدية كأساس التعاون بين الأديان، في يوم 19 مايو 2023م، في قازان عاصمة جمهورية تتارستان، لمناقشة فرص التعاون الجديد بين روسيا الاتحادية والدول الإسلامية وبحث القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، بمشاركة وحضور نخبة من المسؤولين الحكوميين والشخصيات العامة ورجال الدين والدبلوماسيين والعلماء ورجال الأعمال من روسيا والدول الإسلامية.
 
وفي كلمته بالمؤتمر نقل الدكتور محمد مطر سالم الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، لجمهورية تتارستان قيادة وشعباً تحيات القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات، وتناول مسارين الأول: مسار الشراكة الاقتصادية، والثاني: مسار القيم الروحية والأخلاقية التقليدية المشتركة بين الأديان. وأكد الكعبي أن النصوص القرآنية تؤكد أن الله تعالى كرم الإنسان وفضله على كثير من المخلوقات، وكل رسالات السماء قدست حياة النفس الإنسانية، وحرمت قتلها والاعتداء عليها، وحثت على إرساء قيمة السلام والمحبة بين بني الإنسان، وهذا يحتم على أتباع الأنبياء والمعتنقون لرسالات السماء القيام بمبادرات مشتركة ترسخ لهذه القيم الإنسانية النبيلة.
 
وقدم الكعبي  نبذة موجزة عن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة  في ترسيخ التعاون بين أتباع الرسالات السماوية وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية المشتركة بين الأديان ساردا القوانين والتشريعات المنظمة للحياة فيها بدون تميز مع ضمان حرية القيام بالشعائر الدينية طبقا للقيم التقليدية المجتمعية المرعية ، مما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة أنموذجا فريدا، لتعزيز السلام والتعايش بين شعوب العالم كافة، وتنمية روح الاحترام المتبادل، وبناء جسور التفاهم والتواصل والحوار، ونبذ العنف والتمييز والكراهية، وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام، وتشجيع الحوار بين الأديان. 
 
وقال الكعبي إنه في تحول تاريخي في مسيرة تعزيز القيم الروحية والأخلاقية المشتركة؛ احتضنت العاصمة أبوظبي بيت العائلة الإبراهيمية الذي يمثل رمزا فريدا للتفاهم المتبادل، والتعايش المتناغم، والسلام بين مختلف أبناء الديانات وأصحاب النوايا الحسنة، ويضم هذا البيت الإبراهيمي مسجدا  يحمل اسم الإمام الطيب شيخ الأزهر الشريف، وكنيسة تحمل اسم الحبر الأعظم فرنسيس بابا الفاتيكان، وكنيسا يهوديا يحمل اسم الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون، الذي هو من أكثر علماء التوراة اجتهادا، وأمهر الأطباء إتقانا، وكان الطبيب الخاص لصلاح الدين الأيوبي، وأما المبنى الرابع لبيت العائلة الإبراهيمية؛ فلا ينتمي إلى أي دين محدد، وإنما هو مركز تعليمي يلتقي فيه الناس كافة كمجتمع واحد مكرس للتفاهم والسلام المتبادلين بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة. 

 وتقدم الكعبي للمؤتمر بثلاث مقترحات الأول تقديم الدعم للدراسات العلمية والأكاديمية، التي تبرز القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية المشتركة بين الأديان، والثاني تبني إطلاق المبادرات والفعاليات المشتركة بين القادة الدينيين والروحيين في روسيا والعالم الإسلامي تستهدف أتباع الديانات لحثهم على التعايش السلمي، واحترام التنوع الثقافي، والحفاظ على التقاليد الأسرية والمجتمعية والدينية، والمثل الأخلاقية والتراث الثقافي للشعوب، والثالث تشجيع السياحة الدينية بين روسيا والعالم الإسلامي إلى المساجد الحضارية، والمعابد التاريخية، والمباني والصروح الدينية والثقافية، لبناء جسور التعايش بين الثقافات والأديان المختلفة.