رئيس الدولة والرئيس التركي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار
بمشاركة العلماء الضيوف وعدد من المؤسسات
الشؤون الإسلامية تعقد ملتقى «نشر ثقافة التنمية المستدامة»
ضمن فعاليات برنامج العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله – وتحت إشراف ديوان الرئاسة نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أمس الثلاثاء 13 رمضان ملتقى الخطاب الديني وأثره في تأصيل ونشر ثقافة التنمية المستدامة تحت شعار " خطاب ديني واعٍ لغدٍ مستدام " شارك فيه نخبة من العلماء الضيوف والتربويين والمفكرين والمختصين من مختلف المؤسسات في الدولة، تناولوا فيه الحديث حول عدد من المحاور التي أثرت هذا العنوان بأفكار ونتائج مشرقة، وذلك بحضور الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة، ومحمد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة، وعدد من المسؤولين في الهيئة والجهات المشاركة وموظفو وموظفات الهيئة.
وأكدت الهيئة أن هذا الملتقى يأتي تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية ورؤية قيادتنا الرشيدة نحو الاستدامة والتميز والرؤى الاستشرافية التي تحقق جودة الحياة وديمومة الخدمات والمساهمة في المحافظة على البيئة والموارد بما يضمن تلبية المتطلبات الآنية وبعد النظر في المحافظة على احتياجات الأجيال القادمة بالتخطيط الأمثل والمشروعات الواعدة مشيدة بالدعم الكبير للهيئة من صاحب السمو رئيس الدولة - حفظه الله - ونوابه وولي عهده الأمين وحكام الإمارات.
وقد سلط الملتقى الضوء على عدد من المحاور والنقاط التي وضحت مفهوم التنمية المستدامة والتأصيل الشرعي لها ومجالاتها وأهميتها في الارتقاء بجودة الحياة وسبل تحقيقها، وبيان أثر الخطاب الديني في تحقيق أهداف التنمية، والمسؤولية المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة، ودور وسائل الإعلام والمؤسسات المجتمعية والتعليمية والبحثية في دعم المؤشرات الموجهة نحو المحافظة على البيئة والاستفادة من الموارد وترشيدها، كما أوضح إسهامات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطبيقها.
وفي الجلسة الأولى كانت بعنوان التنمية المستدامة من المنظور الشرعي تحدث الأستاذ الدكتور عبد الله محي عزب من العلماء الضيوف عن مفهوم التنمية المستدامة وأهميتها وتأصليها الشرعي موضحا اهتمام الدين الإسلامي بالتنمية وعمارة الكون وتهيئة البيئة لأجيال المستقبل ذاكرا عددا من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى استدامة للتنمية وزيادة الثروة بالتفكير والتنقيب لينعم الناس بالاستقرار والسعادة مع الحرص على الاستغلال الأمثل للموارد وترشيد الاستهلاك والتوسط في الإنفاق وعدم الإسراف والمحافظة على البيئة من التلوث.
وحول أهداف ومجالات التنمية المستدامة في ضوء الشريعة الإسلامية تحدث الدكتور إدريس عمر الشافعي من العلماء الضيوف، مبينا أن الدين الإسلامي منفتح على الحياة بحيث يوجه الإنسان نحو استغلال الموارد بالقدر الذي يحقق له السعادة مع الإسهام الفاعل في التنمية التي تضمن رفاه المجتمعات واستدامة ارتقاء الأوطان في كل جوانب الحياة، من خلال التكافل ومد جسور التعاون مع كل من يريد إسعاد الناس، مشيدا بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أسسها الشيخ زايد -طيب الله ثراه - في تحويل الأرض إلى واحة زاهية واهتمامه بالبيئة عبر إنشاء المحميات وزارعة الأشجار والنخيل، وكما ثمن الاستراتيجية المستقبلية والمبادرات التي تتبناها قيادتها الرشيدة لترسيخ ثقافة الاستدامة، مما جعلها نموذجا عالميا يجب الاقتداء به.
كما ألقت الدكتورة نوف أحمد الشحي، اختصاصي إعداد برامج الوعظ في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، كلمة عن أساليب ووسائل الخطاب الديني في تحقيق التنمية المستدامة مبينة أن الخطاب الديني قريب من المجتمعات وإسهاماته وأساليبه ووسائله نعيشها بيننا يوميا وأسبوعيا وسنويا وبالأسلوب الحضاري الذي يراعي المتلقي ملقية الضوء على جهود الدولة عبر مؤسساتها الدينية التي من ضمنها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف التي نظمت هذا الملتقى - وبشتى وسائل التواصل التفاعلية والأساليب المعاصرة لدعم استراتيجية الدولة التي تهدف إلى استدامة الموارد وتنوعها ، مؤكدة أن الدين الإسلامي أقر على استدامة كل ما يصلح شأن الإنسان ونظم العلاقة بينه وبين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، مدللة بحديث الضروريات الخمس، ومقدمة عددا من النماذج للمؤلفات الدينية التي اهتمت بالاستدامة والمحافظة على البيئة .
أما الجلسة الثانية كانت بعنوان التنمية المستدامة مسؤولية مجتمعية، بدأتها الدكتورة ماريا محمد الهطالي، رئيس قسم التحقيق والنشر في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالحديث حول إسهامات المرأة في دعم وتحقيق التنمية المستدامة مؤكدة إن دور المرأة مترسخ عبر جميع الأجيال، فهي المدرسة الأولى التي تساهم في رسم المستقبل وجودة الحياة لأبنائها ، وبصماتها في المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية والاستدامة متجذر في نفس كل إنسان منذ الصغر، رسخت في نفوسنا الأمل ورسمت لنا المستقبل الزاهر وعززت في فينا حب الوطن ونهضته والارتقاء به والمحافظة على منجزاته وموارده، وها نحن اليوم بفضل الله والدعم من قيادتنا الرشيدة والرعاية لكل شؤونها من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة استطاعت المرأة أن تضع لمساتها في النهضة الوطنية وتبرز مقدرتها وجدارتها واستعدادها للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
وتناول الأستاذ إبراهيم علي خادم، مدير إدارة التراخيص والمحتوى الإعلامي في مكتب تنظيم الإعلام، الحديث حول محور دور المؤسسات الإعلامية في دعم قضايا البيئة، مؤكدا أن للإعلام تأثير فاعل في كل شؤون الحياة فهو الوسيلة التوعوية والتوجيهية والثقافية التي تتفاعل مع كل أفراد المجتمع وشرائحه بما يناسب قدراتهم وملكاتهم ، مؤكدا على دور الإعلام الإماراتي في دعم استراتيجية الاستدامة منذ التأسيس حيث ساهم في تجسيد رؤية الغفور له بإذن الله الشيخ زايد -طيب الله ثراه – بإبراز التنموية المختلفة، ويسعى جاهدا الآن إلى مواكبة تطلعات القيادة الرشيدة ودعم الأجندة الوطنية والرؤى الاستشرافية لسموهم، والارتقاء بالمجتمع وتعزيز ثقافة الاستدامة ، وترسيخ الهوية الوطنية والتلاحم بين أفراد المجتمع بإشاعة روح التسامح والتعايش والسلام التي أصبحت منهجا لقيادتنا وعنوانا للدولة، وكذلك التعاون مع مختلف الجهات الإعلامية بالتنسيق والتواصل والعمل المشترك للمساهمة في تحسين جودة الحياة، مشيرا إلى أن يكون الإعلام فعّالا ومساندا لكل توجهات الدولة واستراتيجيتها
هذا وقد أدار الجلستين روضة الهاشمي وشيخة الكعبي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.